تحيي الجزائر في 16 أفريل من كل عام يوم العلم، الذي يعد فرصة لتمجيد العلم والعلماء وتخليد ذكراهم والتذكير بأهم إنجازاتهم في تدعيم وتشجيع التحصيل العلمي، كما أنها مناسبة لتثمين إسهامات العلامة الراحل رائد النهضة الجزائرية عبد الحميد بن باديس، الذي ساعد على إخراج الشعب الجزائري من الحصار وسياسة التجهيل التي فرضها عليه المستعمر الفرنسي آنذاك، وهي فرصة هامة من كل سنة، حيث تسمح للمواطن الجزائري والمثقف خصوصا بأن يمر عبر محطة تاريخية هامة ويسترجع الأحداث بهدف استخلاص العبر، وذلك لكونه حلقة وسطى بين الماضي والحاضر تربط بين الأجيال وتضمن تواصلهم المستمر مع خط الزمن، لتشبع بذلك مقتضيات الحاجة الإنسانية إلى الحرف والكلمة والمعلومة وعلى إثر هذه المناسبة التي تصادفنا في كل سنة حاورت السياسي رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عبد الرزاق قسوم الذي أكد على أهمية هذه المحطة التي تعد فرصة لتمجيد العلم والعلماء. انتخبت مؤخرا كعضو بمجمع البحوث الإسلامية، هل من تفاصيل؟ انتخبت كعضو في مجمع البحوث الاسلامية وهو أكاديمية للبحث تتناول قضايا المجتمع الإسلامي بجميع أبعاده المختلفة ومزاياه فهو يعقد ندوة عالمية كل سنة إلى جانب المجلة التي يصدرها والبحوث والمؤلفات ويضم بين صفوفه مجموعة من علماء الأمة الإسلامية. متى ترأست الجمعية؟ توليت رئاسة الجمعية منذ وفاة الشيخ عبد الرحمن شيبان رحمه الله أي منذ 2011، وتعد الجمعية امتدادا للجمعية القديمة التي تأسست سنة1931، منذ ذلك الوقت وهي تواصل عملها بعد انقطاعها عن العمل بعد الاستقلال لمدة طويلة وعادت بعد التعددية الحزبية وتضم الجمعية مكتبا وطنيا وهيئة استشارية عليا ومجلسا وطنيا وجمعية عامة تعقد كل 5 سنوات وتضم 25 عضوا لهم اختصاصات ومهام مختلفة، لجنة العائلة، التربية والتعليم، الإعلام، القانون، الطلبة والشباب، كلها لها مسؤول عنها داخل مكتب الهيئة الاستشارية، وتضم فئة من الناس لهم وزن معرفي وعلمي وثقافي وسياسي يتدخلون كلما دعت الحاجة في قضية معينة، مثلا قضية غرداية، الانتخابات والمواقف السياسية وذلك وفق منطق الدين والوطنية. نحن اليوم نحتفل بيوم العلم المصادف ل16 أفريل من كل سنة، ما الذي يمكن قوله بخصوص هذه المناسبة؟ يوم العلم سنة وطنية دأبت الجزائر على إحيائها، وبدأ الإحياء منذ السبعينات في عهد الرئيس بومدين وهو يصادف ذكرى وفاة الشيخ والعلامة عبد الحميد بن باديس، فهو العالم الذي أفنى حياته من أجل العلم، مات وهو يدافع عنه وآخر محاضرة له كانت للنساء، ويعطي قيمة يوم العلم والعلماء، ويؤكد أن جمعية العلماء تدعو إلى العلم ليس إلى العلم الديني الفقهي فقط ولكن إلى العلم بشموليته العامة تهتم بكل ما يعود على الانسان وعلى المواطن بالفائدة من علوم الفيزياء، الطب، الصيدلة، الكيمياء ولكن العلوم المؤسسة على خلق إسلامي، مثلا الطبيب ينبغي أن يكون ملتزما بالاخلاق الاسلامية وكذلك العالم الكيميائي يجب أن يتقي الله فيما يقدم من مواد كيمياوية وهكذا، وحتى الصيدلاني لا يبيع الاشياء التي تعود بالضرر على المجتمع لذلك ينبغي أن نشجع العلم كلما جاءت المناسبة ولا نجعله مناسبة بل نجعله سنة كاملة للعلم. كيف تقيمون واقع التعليم في الجزائر؟ في الحقيقة نحن نرى أن واقع التعليم في الجزائر ضعيف ومتذبذب ويعاني من عدم تعمق وعدم الالتزام وفي المعاني العلمية يعني نأخذ الشهادات ولكن غير متعمقة في الاختصاص الذي ندرسه وعدم الالتزام بالقيم الأخلاقية التي يدعو إليها العلم، مما يجعل العلم علم شهادات ودبلومات نحصل عليها، ولكن ليس علما متعمقا في حياة الانسان والمجتمع والامة بأكملها وهذا هو الشئ الذي يعاني منه العلم في بلادنا. أصبحنا اليوم نرى أن إحياء يوم العلم أصبح شكليا، كيف تفسرون ذلك؟ الإحياء أن نتذكر المواقف التي أخذها الشيخ عبد الحميد بن باديس في حياته كيف نجعلها واقعا مُعاشا في حياتنا اليومية ثم نعطي لشباب الجيل الجديد من هو بن باديس وكيف كان يدعو إلى العلم ونلتزم به بالمناسبة يوم 5 ماي هو ذكرى ميلاد جمعية العلماء المسلمين والشيخ بن باديس هو رمز لجمعية العلماء. مادا حضرت الجمعية من نشاطات للاحتفال بهذه المناسبة؟ هذه السنة بالذات صادف الاحتفال بهذه المناسبة الانتخابات، فأحببنا أن نؤجله بعد الانتخابات يوم 5 ماي احتفاء بيوم العلم وذكرى تأسيس الجمعية، حيث خصصنا نشاطات مختلفة في الإذاعة الثقافية وفي مختلف الولايات غدا وبعد غد إن شاء الله. ماذا يمكن قوله في الأخير للقارئ؟ أقول ما يجمع الجزائريين عموما والمسلمين بوجه أعم هو العناية بالعلم وهو الذي ينبغي أن يكون الجامع المشترك بيننا لأنه إذا كان العلم هو المنظم لعلاقاتنا سنسعد وسنكون في حياة أفضل، فالعلم الذي تدعو إليه الجمعية هو العلم الذي يوحد ويبني ويؤاخي والذي ينشر المحبة بين جميع أبناء الأمة الواحدة، لذلك ننصح بأن يهتم الجميع بالعلم، فهو لديه مستويات مختلفة أي قسط هو لفائدة المجتمع ندعو القراء إلى الاهتمام بالعلم والعمل على تطويره فهو يعود بالفائدة على الجميع وعلى الوطن