كرة القدم الهولندية تملك تاريخا مشرفا على مستوى الأندية والمنتخب وأنجبت العديد من النجوم الذين قدّموا عروضا كروية ساحرة في مختلف الأجيال، ويعد السبب في إنجاب لاعبين مميزين باستمرار إلى اهتمام الاتحاد الهولندي بالمواهب الشابه وتطويرها عبر الأكاديميات الرياضية. وتعتبر أكاديمية أجاكس أمستردام من أقدم الأكاديميات في العالم وأعرقها وعُرف عن أسولب هولندا بطريقة العب بالكرة الشاملة. حديثنا في هذا العدد سوف يقتصر على تاريخ المنتخب الوطني الهولندي لكرة القدم، الممثل الرسمي لدولة هولندا في البطولات العالمية ويتم الإشراف على المنتخب من جهة الجمعية الملكية لكرة القدم ويلقب المنتخب الهولندي ب الأورنجي ، منتخب الكرة الشاملة ، الطاحونة الهولندية . تأسّس الاتحاد الهولندي في عام 1889 وانضم ل الفيفا عام 1904 ويحتل الآن المركز الرابع في تصنيف الدولي للمنتخبات الصادر من الفيفا . لعب منتخب هولندا أول مباراة دولية في مدينة أنتفيربن ضد منتخب بلجيكا في 30 أفريل 1905 وتمكن من الفوز بنتيجة 4-1 سجل جميع الأهداف الأعب إيدي دي نيف. شارك المنتخب الهولندي في نهائيات كأس العالم ثمانية مرات وكان أول ظهورله في المونديال العالمي في عام 1934 في النسخة الثانية من البطولة المقامة على اراضي دولة إيطاليا ولعب وقتها مباراة واحدة أنتهت بخسارة المنتخب الهولندي من أمام سويسرا بنتيجة 2-3 لتخرج هولندا من البطولة. وتأهل الأورنجي للمشاركة في نهائيات كأس العالم في عام 1938 وخسر أمام تشيكوسلوفاكيا. وعرف العالم الرياضي اللعب الجماعي التي تسمى بالكرة الشاملة في عام 1970 هذا المفهوم الجديد الذي يعتمد على جميع اللاعبين في حال الهجوم والدفاع بحيث الكل يدافع والكل يهاجم، هذا الأسلوب الرائع طبقه نادي أجاكس الهولندي خلال تلك الفترة بقيادة الأسطورة الهولندية يوهان كرويف وكان السبب في تحقيق أجاكس للعديد من البطولات أبرزها الفوز بدوري أبطال أوروبا ثلاث مرات متتالية لذلك، قرر المدرب الوطني ميشيل رينس الاعتماد على أسلوب الكرة الشاملة الذي ساهم بتطوير مستوى المنتخب الهولندي ولم يكن المنتخب الهولندي في بداية عهده قويا ولم ينافس على الألقاب، كان مجرد منتخب مغمور حتى ابتسمت الكرة للهولنديين بأن تمنحهم أسطورة فكرية في عالم كرة القدم اسمها رينوس ميشيلز ، مدرب نادي أجاكس أمستردام في الستينيات والمنتخب الهولندي في منتصف السبعينيات، بتواجد أسطورة اللاعبين الهولنديين كرويف. جيل كرويف صنع هيبة لهولندا، رغم أنه لم يتوج باللقب العالمي عندما كان أفضل منتخبات العالم في السبعينيات، لكن الكرة الهولندية فرضت نفسها بقوة على الساحة العالمية عبر هذا الجيل، حيث عرف منتخب الطاحونات بأنه سيء الحظ كونه لم ينجح في الظفر بلقب بطولة كأس العالم في ثلاث مباريات نهائية خسرها بصورة دراماتيكية كما أنه عانى كثيرا من ركلات الحظ عبر تاريخه الكروي. في الآونة الأخيرة، يعتبر المنتخب الهولندي أقوى منتخبات العالم بعد وصوله إلى نهائي كأس العالم 2010. الطريق إلى البرازيل شقت هولندا طريقها بنجاح إلى البرازيل 2014، وتقاسمت المركز الأول، مع ألمانيا، على قائمة الدول الأوروبية ذات أفضل عدد نقاط برصيد 28. ويعتبر التعادل بهدفين لمثلهما مع أستونيا النتيجة الأكثر تواضعا في مشوار شبه مثالي. وفي بعض المباريات، اكتسح الفريق البرتقالي الميدان كما هو الحال في الهزيمة التي أوقعها بالمجر بنتيجة 8-1. وكانت الماكينات الألمانية هي الوحيدة في القارة التي سجلت عددا أكبر من أهداف هولندا البالغ 34. وسجل الهولنديون انتصارات مريحة على أبرز ثلاثة خصوم لهم في المجموعة الرابعة، تركيا والمجر ورومانيا، في المباريات الأربع الأولى من المنافسات وهو ما جعلهم يحلقون عاليا في الترتيب منذ البداية، دون أن يكون هناك نظريا أي احتمال يمنع تأهلهم المباشر. واستمرت الطواحين بالدوران، وبفضل فوز صعب نسبيا على أندورا بهدفين دون رد، أصبحت هولنداوإيطاليا أول دولتين أوروبيتين تحجزان بطاقة العبور إلى البرازيل 2014. واحتلت هولندا في النهاية المركز الأول متقدمة بتسع نقاط عن رومانيا أقرب منافسيها، وهو فارق لم تحقّقه سوى الجارة بلجيكا. مشاركاته السابقة في كأس العالم بلغ المنتخب الهولندي بقيادة المدرب، رينوس ميكيلز، ونجميه يوهان نيسكينز ويوهان كرويف المباراة النهائية لكأس العالم في ألمانيا عام 1974، حيث خسر أمام الدولة المضيفة. وبعد أربع سنوات، بلغ المنتخب الهولندي لثاني مرة المباراة النهائية لكن السيناريو تكرر في النهائي حيث سقط أمام الدولة المضيفة الأرجنتين 1-3 في بوينس آيرس. وفي جوهانسبورغ، وفي نهائي كأس العالم 2010، كانت هولندا على بعد أربع دقائق من جر المنتخب الإسباني إلى خوض ركلات الترجيح، لكن أندريس إنييستا قضى على آماله بإحراز هدف الإنتصار. نجوم المنتخب شكّل صعود نجم روبن فان بيرسي كأحد أفضل مهاجمي العالم نعمة لا تقدّر بثمن للكتيبة الهولندية، إلى جانب رافايل فان دير فارت وآريين روبين. المدرب الحالي: لويس فان غال إنجازات المنتخب الهولندي: لقب كأس الأم الأوروبية مرة واحدة سنة 1988 وصيف بطل كأس العالم في ثلاث مناسبات 1974، 1978، 2010 الميدالية البروزنية الأولمبية في ثلاث مناسبات 1908، 1912، 1920