تشهد العديد من أحياء العاصمة انتشارا رهيبا لبائعي شاي تيميمون نتيجة الإقبال الواسع من طرف المواطنين عليه، حيث يتميز عن شاي المقاهي، وهو الأمر الذي ساهم في انتشار محلات خاصة لبيع الشاي الصحراوي خاصة بعد الرواج الكبير الذي خلّفه صانعو الشاي لدى المستهلكين، وأصبح الكثير من الأشخاص مدمنين على شربه بشكل يومي بسبب السمعة التي يتمتع بها أهل تيميمون في صناعة هذا المشروب، مما جعل الكثير من المواطنين يعزفون عن الشاي الذي يباع في المقاهي، وأمام هذا الواقع، تقربت السياسي من بعض المواطنين والباعة، لمعرفة السر وراء هذا الإقبال الكبير على شاي تيميمون. مواطنون: المذاق الذي يتميز به.. أكثر ما يجذبنا وأمام الانتشار الواسع لمحلات بيع الشاي الصحراوي، كانت لنا جولة استطلاعية لمعرفة السر وراء إقبال المواطنين على الشاي الذي يتميز به أبناء مختلف ولايات صحرائنا الكبرى كورڤلة، تمنراست وغيرها من أصحاب البشرة السمراء حاملين أباريق ذهبية اللون مطاردين الزبائن، المشاة منهم وأصحاب المحلات والمقاهي وفي الأسواق ومحطات النقل العمومي وغيرها من الأماكن المكتظة، لكسب لقمة العيش وضمان أكبر عدد ممكن من الزبائن، ليتطور الأمر بمعظم الباعة إلى فتح محلات متخصصة في بيع الشاي، التي انتشرت كالفطريات في مناطق العاصمة كباب الزوار، الحراش، الكاليتوس، الحامة وغيرها والأماكن المخصصة للترفيه كمدينة الألعاب ببن عكنون وكيتاني وغيرها، وهي محلات صغيرة لبيع الشاي الصحراوي وبيع مختلف المكسرات كالفستق والفول السوداني وغيرها. وتشهد هذه المحلات إقبالا هائلا من طرف العاصميين من كلا الجنسين وكل الأعمار وهو ما ذهبت إليه نسيمة، وهي طالبة جامعية وجدناها في أحد هذه المحلات، حيث قالت أنا أعشق الشاي الذي يباع في هذه المحلات، فهو مختلف تماما عن الشاي الذي اعتدنا تحضيره في البيوت وأحتسيه بشكل يومي تقريبا . ويقول عمي رابح في هذا الصدد أنا زبون وفي لهذه المحلات، فأنا أحتسي هذا الشاي يوميا خصوصا أنه يساعدني على الهضم وبعد الوجبات الدسمة خصوصا في شهر رمضان . ويذهب البعض الآخر للقول أن هذه المحلات أصبحت تنافس المقاهي حيث ذهب عبد القادر، صاحب مقهى، إلى القول هذه المحلات أصبحت تنافس المقاهي خصوصا لإمكانية تحصلها على الزبائن من الجنسين وكل الأعمار، فمعظمهم يفضّلون الشاي الصحراوي الأصيل على ذلك المعد في المقاهي أو الشاي الجاهز من الشركات العربية والعالمية الذي ينفر منه العاصميون خاصة بعد بروز هذه المحلات . وفي ذات السياق، تقول رتيبة، عاملة بإحدى الشركات أحيانا أشتهي احتساء الشاي لما فيه من فوائد تساعد على الهضم، لكن لم يكن بوسعي إلا اقتناؤه من الباعة المتجولين ولكن أحيانا كنت لا أحظى بمصادفتهم في الطريق وأحيانا أخرى لا أملك الوقت لإعداده في المنزل لعودتي متعبة من العمل وانشغالي بأعمال المنزل والأطفال وغيرها ولا أستطيع الذهاب إلى المقهى، كما هو معروف في الجزائر، إلا إذا أرسلت زوجي أو أحذ أبنائي فكنا مجبرين على اقتناء الشاي من المقاهي الذي ليس في نفس جودة الشاي الصحراوي إلى حين ظهور هذه المحلات، فبإمكاني اقتناؤه بسهولة وخصوصا مع إقبال الجنسين عليه . وما زاد من تعلق الكثيرين بهم هو معاملتهم الحسنة مع المواطنين والمستوحاة من بساطتهم بساطة البيئة الصحراوية التي انحدروا منها، مما أدى إلى تعلق الكثيرين بهم من اجل تذوق ذلك الشاي الخاص الذي تبدعه أياديهم مما سهل عملية عمل الصحراويين وساعدهم على الانتشار بأغلب النواحي في العاصمة على غرار الجزائر الوسطى، وبن عكنون، والمرادية، والمدنية، فلا تعدو أن تخلو أي مقاطعة منهم، وهم يتنقلون عبرها ويعرضون خدماتهم على الزبائن من اجل الاسترزاق حلالاً. وفي ظل هذا الانتشار الواسع الذي ميز محلات بيع الشاي بالعاصمة، تخلى اغلب المواطنين عن شاي المقاهي الذي كان في وقت مضى يشهد إقبالا معتبرا وهو ما اجمع عليه اغلب المواطنين ممن التقينا بهم في جولتنا الاستطلاعية، معربين بالقول في الحقيقة، لا يمكننا التخلي اليوم عن شاي تيميمون الذي يعد على الطريقة الصحراوية المتميزة، وهذا الأمر جعلنا نستغني عن شاي المقاهي الذي لا قيمة له بالموازاة مع الشاي الصحراوي . الباعة: إقبال المواطنين عليه.. ساهم في انتشاره وفي خضم هذه الآراء التي أجمع عليها العديد من المواطنين، كانت لنا وقفة مع بعض أصحاب المحلات الخاصة ببيع شاي تيميمون وفي ما يتعلق بالسعر وشروط النظافة في هذه المحلات، يقول ساعد، وهو بائع الشاي الصحراوي بالشراڤة عادة يقدم الشاي في كؤوس زجاجية، لكن مع انتشار الأمراض والتزاما بشروط النظافة لكسب ثقة الزبائن، يتوجب عليّ غسل الكؤوس كل مرة ما يأخذ مني وقتا معينا أو عليّ الاستعانة بعامل آخر ولكن دخلي لا يسمح لي بذلك، لهذا أقدّم الشاي في كؤوس بلاستيكية، فهي عملية تلجأ إليها معظم المقاهي والمحلات الأخرى، أما السعر، فهو في متناول الجميع أي ب20 دج ، ليضيف رحيم قائلا إن إقبال الكثير من المواطنين على الشاي الصحراوي دفعنا لفتح هذا المحل ومزاولة نشاطنا بشكل منتظم وهي تجارة مربحة في حقيقة الأمر، خاصة مع عزوف الكثير منهم على شاي المقاهي ، وفي ذات الصدد، يقول احد المواطنين إن تميز الصحراويين في إعداد الشاي، جعلنا نعزف عن شاي المقاهي والذي لا يمكننا الإقبال عليه خاصة انه لا يختلف عن سعر الشاي الصحراوي المعروف بشاي تيميمون والذي يمتاز بمذاق خاص ، وفي ذات السياق، يضيف احد الباعة المتجولين ممن التقينا بهم في جولتنا قائلا إن اغلب المواطنين الجزائريين يحبون شاي الصحراء بسبب مذاقه الرائع كما ان الإقبال الكبير من طرف الجزائريين، ساهم في فتح العديد من المحلات الخاصة ببيع الشاي الصحراوي المعروف بمذاقه الطيب .