تسعى العديد من الجمعيات الخيرية من خلال نشاطاتها لمساعدة الأطفال خاصة الذين يعانون من صعوبات نفسية ومشاكل في النطق، للتكفل الأمثل بالطفل الذي يعد رجل الغد، ومن بين الجمعيات التي تسعى لتحقيق ذلك، جمعية الطفولة ثيزيري المتواجدة ببلدية أولاد فايت، وللتعرف أكثر على الجمعية، حاورت السياسي بوشاقور مليكة، رئيسة الجمعية، التي أكدت على أهمية التكفل بالطفل في المجتمع. * بداية، هلاّ عرفتنا بجمعيتكم؟ - جمعية الطفولة ثيزيري ، أي ضوء القمر، هي جمعية خيرية، تطوعية، اجتماعية، تقوم برعاية وتوعية الطفل ومساعدة ذوي الصعوبات النفسية والأرطوفونية، تأسّست في سنة 2007 مقرها ببلدية أولاد فايت كما تعمل على إدخال البهجة والسرور على الأطفال بتنمية المجال الحسي والذاتي لديهم وتطوير المجال الانفعالي، الاجتماعي والطبيعي لدى الطفل وتنمية المجال الروحي الأخلاقي لدى الأطفال ومساعدتهم في وسطهم العائلي. * فيما تتمثل النشاطات التي تقومون بها؟ - باعتبار جمعيتنا من بين الجمعيات التي تهتم بالطفولة، فإننا نقوم بعدة نشاطات نسعى من خلالها الى إرشاد وتوعية الطفل ومن بين الأنشطة، تنظيم دورات في مجال الصحة النفسية وكذا في الارطفونيا من اجل مساعدة الأطفال الذين يعانون من مختلف المشاكل التي قد تعيقهم في حياتهم اليومية والمستقبلية تحت إشراف العديد من الأخصائيين والنفسانيين. ومن جهة أخرى، تحوي الجمعية على العديد من النوادي الترفيهية والتثقيفية التي تعمل على تنمية مواهب الأطفال، حيت يحوي نادي الطفل الخاص بالجمعية على ورشة الرسم ومكتبة للمطالعة وتعليم الخط وحفظ القرآن الكريم، كما ان الجمعية دأبت على تنظيم مسابقات خاصة بالرسم والمسرح وتنظيم خرجات ترفيهية ورحلات تحسيسية، كما نقوم بتنظيم العديد من الرحلات والخرجات في كل المناسبات والأعياد بهدف الترفيه وتسلية الأطفال، دون تهميش الجانب التثقيفي بعرضنا للعديد من المسرحيات والأفلام الوثائقية. كما قمنا مؤخرا بتنظيم خرجة ميدانية لزيارة الآثار الرومانية بتيبازة كما ان الجمعية تقدم دروس الدعم بالمجان في المواد الأساسية لصالح الأطفال المقبلين على الامتحانات الابتدائية. والجدير بالذكر أن الجمعية نظّمت العديد من الحملات التحسيسية حول مكافحة المخدرات وكذلك ظاهرة العنف في المدارس والشوارع، إلى جانب توعية الأطفال بضرورة المحافظة على البيئة والمحيط الذي يعيشون فيه. * هل كانت لديكم مشاركات في الصالون الدولي للطفل؟ - كانت لدينا مشاركة في الصالون الدولي للطفل في السنة الماضية وكان هدفنا من وراء هذه التظاهرة التي جاءت بصفة بحتة للأطفال، لعرض سلسلة ورشات عمل تربوية وترفيهية ونشاطات متنوعة، وتنظيم مسابقات ومعارض لكشف مواهب الأطفال كالموسيقى والرسم والأشغال اليدوية والفكرية والرقص والغناء. وقد استمتع الأطفال خلال هذا الصالون بإجراء مجموعة ألعاب تنافسية وأخرى فكرية، إلى جانب مشاركتهم في ورشات للرسم والأشغال اليدوية. * وماذا عن نشاطاتكم المستقبلية؟ - نسعى هذه الأيام الى الحصول على تصريح ودعم من طرف السلطات بتهيئة غابة متواجدة على مستوى بلدية أولاد فايت، وذلك في إطار إنشاء مكان ترفيهي نظيف ولائق بالصغار حتى يتسنى لهم اللعب والتسلية فيه حيث تفتقر البلدية الى فضاءات ترفيهية خاصة بهذه الفئة، كما نعمل على توسيع نادي الطفل على مستوى الجمعية لتنمية وتطوير وصقل مواهبه. * وهل من تحضيرات لشهر رمضان الكريم؟ - بالنسبة للشهر الفضيل، فنحن ككل سنة، نقوم بختان جماعي لفائدة الأطفال ونقوم بمساعدة الأطفال الفقراء بشراء ملابس العيد في حدود إمكانياتنا، كما نسعى في رمضان لهذا العام والذي سيصادف فعاليات كأس العالم الى توفير مساحات في الهواء الطلق تحوي على شاشات عملاقة، ليتسنى للأطفال متابعة المباريات مع بعضهم. * ما مصدر الإعانات المتحصل عليها لمزاولة جل هذه النشاطات؟ - بالنسبة للدعم، فإننا نتحصل عليه من قبل السلطات الولائية، كما أننا نتلقى دعما من مديرية الثقافة ومديرية الشباب والرياضة وكذا مديرية الشؤون الاجتماعية في مختلف النشاطات التي نقوم بها وهو الأمر الذي سهل علينا هذه العملية وتحقيق العديد من المشاريع التي نهدف من ورائها الى تنمية قدرات الطفل وتطوير المجال الانفعالي، الاجتماعي والطبيعي لدى الطفل. * هل من مشاكل تعيق عملكم الجمعوي؟ - الجمعية كغيرها من الجمعيات الناشطة في المجال الخيري، تعاني من نقص التمويل الذي رغم تواجده، إلا انه يبقى قليلا بالنسبة للاحتياجات الكثيرة للأطفال المحتاجين، لكننا نسيّر نشاطاتنا وفق إمكانياتنا. ومن جهة ثانية، تفتقر الجمعية الى مقر حيت نضطر، في كل مرة، الى تغيير المقر بسبب تكلفة الكراء وتبقى هذه المشكلة هاجسا أمامس تطوير مشاريعنا وتوسيعها. * كلمة أخيرة نختم بها؟ - العمل لصالح الطفولة أمر جميل ورائع والعناية بهم واجب وضرورة لتنشئة جيل سليم ونشئ يعتمد عليه، لكن تبقى الإمكانيات المخصصة لهذه الفئة ناقصة وقليلة، لذا أتمنى أن تلتفت السلطات المعنية للإلمام بكل ما يحتاجه الطفل الجزائري خاصة الفئة المهمّشة في المجتمع، كما أشكر جريدة المشوار السياسي جزيل الشكر على هذه الالتفاتة الإعلامية الطيبة والتي من شأنها التعريف أكثر بجمعيتنا.