يعيش حي سيدي مبارك ببلدية بئر خادم بالعاصمة جملة من النقائص التي حولت حياتهم إلى جحيم، وما زاد من معاناتهم أنهم يقطنون في هذه المساكن الهشة منذ مدة طويلة وصلت إلى عشرين سنة، حيث يغيب عنها الماء الصالح للشرب، ناهيك عن قنوات الصرف الصحي. أبدى العديد من سكان حي مبارك ممن التقتهم السياسي غضبهم من تجاهل المجالس المحلية المنتخبة السابقة، من خلال عدم إدراج الحي ضمن برامج التنمية، ما جعل المرافق الضرورية تغيب عن سكانه، فالماء الشروب يتم اقتنائه بالاعتماد على الصهاريج التي عادة لا ينصح بشربها ما يضطرهم إلى استعمالها في عملية التنظيف والغسل، أما المياه الشروب فيتحتم عليهم شراءها من المحلات والواجهات التجارية رغم سعرها المكلف للعائلات المعوزة، كما يعاني ذات الحي من غياب قنوات الصرف الصحي، ما يجعل المياه المستعملة تفيض على جنبات المنطقة التي يتخذها الأطفال مرتعا للعب واللهو في ظل غياب المرافق والملاعب عنه، وأضاف ذات المتحدثين أن ما يزيد من استيائهم الانتشار الفاضح للنفايات التي جعلته ديكورا للأكياس والقاذورات، التي تنتشر منها كل أنواع الروائح الكريهة خاصة لدى تعفنها نتيجة الحرارة الشديدة، ما يشجع انتشار الحشرات الضارة على غرار الناموس والذباب. ورغم مطالبة سكان الحي بترحيلهم في العديد من المرات الى سكنات لائقة تنسيهم مشقة السنوا ت الفارطة، إلا أنهم في كل مرة يقابلهم المسؤولون المحليون بوعود لم تجسد إلى حد الآن لتبقى معاناتهم مستمرة إلى أجل غير معلوم.