أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، بخنشلة على ضرورة إبراز دور الخطاب المسجدي في التوجيه والإرشاد الديني ونشر قيم ومبادئ الشريعة السمحاء، داعيا إلى أهمية إعطاء مكانة للتاريخ الوطني في منابر الخطب بالمساجد باعتباره جزءً من الهوية الوطنية. وخلال إشرافه بالمركز الثقافي الإسلامي لمدينة خنشلة على افتتاح فعاليات الملتقى الجهوي الأول للمفتشين ومفتشي التوجيه الديني والتعليم القرآني وذلك على هامش زيارة عمل وتفقد قام بها إلى هذه الولاية، دعا الوزير إلى ضرورة استذكار دور الأئمة والفقهاء إبان ثورة التحرير الكبرى وقبلها رغم محاولات الاستعمار في تهجيرهم ومحاولة طمس هوية الشعب الجزائري. وتطرق محمد عيسى بعد التذكير بالجوانب التاريخية للشعب الجزائري في نصرة الدين والوطن إلى أهمية إبراز الدور الإشعاعي والثقافي للمساجد والزوايا في الوقوف بحزم إلى جانب المجاهدين لقهر أطماع المستعمر الفرنسي. وأكد في ذات السياق على أن تبقى المساجد قوة محصنة في تأدية رسالة الدين الحنيف ومرجعا لكل مقومات الشعب الجزائري بعيدا عن التشويش والمغالطات التي تحاول بعض الأطراف بثها في نفوس الجزائريين، والتي يجب التصدي لها من أجل ضمان وحدة و أمن البلاد ، كما قال. واقترح الوزير بعد تدشينه المركز الثقافي الإسلامي تسمية هذا المرفق الذي تعزز به قطاع الشؤون الدينية والأوقاف بولاية خنشلة بأحد أسماء الأئمة الشهداء وذلك بعد أن استمع إلى مداخلة قدمها أحد الأساتذة بعنوان رسالة الدين بين الآمال المعقودة وتحديات الواقع تطرق فيها إلى دور المسجد في القيام بالأنشطة الدينية ومهمته في تبصير وتنوير العقول وتوجيه النفوس. كما تحدث المحاضر عن دور التفتيش الديني باعتباره يمثل خدمة عمومية في علاقته بالإمام والمميزات التي يتحلى بها في النصح والإرشاد الديني والتعليم القرآني وكذا القوانين التي تسير المساجد في علاقتها بمديريات الشؤون الدينية والأوقاف والوزارة. للإشارة، يضم المركز الثقافي الإسلامي بخنشلة الذي يعد الأول من نوعه بهذه الولاية عديد المرافق والقاعات الخاصة بالمطالعة وأجنحة للكتب والمعارض وقاعة كبرى للمحاضرات والندوات وتجهيزات أخرى ضرورية. ودعا الوزير بالمناسبة إلى ترقية الخدمة التي يقدمها هذا المركز الثقافي الإسلامي لاستقطاب المترددين عليه من أجل البحث والمعرفة والمطالعة. يذكر بأن إنجاز هذا المرفق الذي صمم وفق طابع هندسي معماري إسلامي تطلب غلافا ماليا بقيمة100 مليون د.ج. ويضم أيضا مسكنين اثنين إلزاميين (وظيفيين). كما كان للوزير نشاط ميداني دشن خلاله مسجدين بمقر دائرة قايس إلى جانب معاينته الأشغال الجارية لبناء مساجد عبر بعض بلديات الولاية، حيث أكد على ضرورة فتحها للمصلين عند الانتهاء الكلي من أشغال البناء.