تختتم الدورة الحادية والسبعين من مهرجان البندقية السينمائي الدولي فعاليتها في السادس من شهر سبتمبر الجاري، بإعلانها عن الفيلم الفائز بجائزة الأسد الذهبي ، التي يتنافس عليها عشرون شريطا. لا ينافس أي شريط عربي في المسابقة الرسمية للمهرجان، غير أن برامج البندقية المرافقة تضم في أجندتها خمسة أفلام عربية، روائيين اثنين، ووثائقيين، وآخر قصيرا. في المقابل، ثمّة حضور عربي لافت في لجنة التحكيم والمتمثل في المخرج الفلسطيني إيليا سليمان الذي سيمنح الجائزة الكبرى لأحد الأفلام المشاركة، بالتعاون مع ثمانية من اللجنة التي يرأسها الموسيقي الفرنسي أليكسندر ديبلات. وتجتمع الأفلام العربية المشاركة في البندقية بأن معظم صانعيها شباب، ويأتي في مقدمة المشاركين المخرج الأردني يحيى العبدلله (1978)، الذي سيعرض شريطه الوثائقي المجلس ضمن تظاهرة Final Cut in Venice المخصصة للمشاريع التي تبحث عن دعم لمراحل الإنتاج الأخيرة منها. ويتتبع الشريط رحلة عدد من طلاب مرحلة التدريس الأساسي لتشكيل مجلس منتخَب في ما بينهم يسعون من خلاله إلى حل المشاكل التي تواجههم. المخرج الفلسطيني الأصل، الذي درس الفن السابع في العاصمة الفرنسية، أثبت حضورا مميزا في السنوات القليلة الماضية، خصوصا بعد فيلمه الروائي الطويل الجمعة الأخيرة ، الذي حصد عدة جوائز وقوبل بانطباعات وآراء إيجابية من النقاد والجماهير في المحافل التي حل بها. ذيب ، لناجي أبو نوار، هو الفيلم الأردني الثاني المشارك في احتفالية المدينة العائمة على الماء، والذي سيعرض ضمن تظاهرة آفاق جديدة . الشريط الروائي الأول لصاحبه، تدور أحداثه عام 1916 في شبه الجزيرة العربية أواخر الحكم العثماني، ويروي سيرة ذيب وشقيقه الأكبر حسين، ابني أحد شيوخ قبائل البدو. بعد موت الوالد، سيتكفل حسين برعاية شقيقه، وستعرف حياتهما تغيرات جديدة ومفصلية مع وصول ضابط بريطاني رفيع إلى المنطقة لإنجاز مهمة غامضة. كما يشارك فيلم أردني آخر، قصير، حمل عنوان في الوقت الضائع والإمضاء للفلسطيني الأصل أيضا رامي ياسين. يحكي الشريط عن العلاقة المتوترة بين أمير، الذي يبلغ من العمر 40 عاما، ووالده المريض في المستشفى. وفي مسابقة أسبوع النقاد ، التي تتنافس ستة أفلام على جائزتها، يشارك الفيلم الفلسطيني الروائي فيلا توما للمخرجة سهى عراف، الذي يروي قصة عائلة مسيحية من رام الله. ثلاث أخوات فاتهن قطار الزواج، ستعرف حياتهن الرتيبة تغيرات مفصلية مع وصول ابنة أخيهم، اليتيمة، لتعيش معهن. الشريط الذي اعتمد في جزء من إنتاجه على تمويل إسرائيلي، واجه اعتراضا إسرائيليا على تمثيله فلسطين، وحدها، في المهرجان الإيطالي. وفي الرابع من الشهر الحالي، سيعرض، ضمن تظاهرة آفاق جديدة ، الوثائقي أنا مع العروسة (إيطاليا - فلسطين)، لخالد سليمان الناصري وأنتونيو آغوليارو وغابريله دل غرانده. وكان الشريط قد أثار ضجّة منذ إعلان الانتهاء منه، بسبب قصته ومجرياته التي يعدّها القانون الإيطالي جرما، فيما يعتبر الناصري، في حديث ل العرب ، أنها مدعاة للشرف. ويستعرض الشريط رحلة استغرقت أربعة أيام للعبور بخمسة لاجئين فلسطينيين وسوريين من إيطاليا إلى السويد. رحلة محفوفة بالمخاطر، ستضطر المخرجين وزملائهم إلى اللجوء لحيلة كي تكتمل، ادعاء أن رحلتهم من ميلانو إلى ستوكهولم ليست إلا زفة عرس يقومون بها، ولا تلفت أنظار الشرطة إليهم. كل هذا، وكل فكرة العرس، وربما حتى الفيلم، ليس إلا حيلة لإيصال هؤلاء القادمين من سوريا إلى بر الأمان. وعن مشاركته في المهرجان يستكمل الناصري قائلا: هدفنا منذ أن أنهينا تصوير الفيلم، فالفيلم قد تأسّس على فعل، وهو رفض ما يجري من انتهاك لحقوق المهاجرين الهاربين من الحرب