تم، مساء أول أمس، تقديم العرض العام لمسرحية العقد للمخرج محمد فرمهيدي على ركح المسرح الجهوي صراط بومدين بسعيدة. وتدور أحداث هذه المسرحية التي أنتجها المسرح الجهوي لمعسكر والتي كتب نصها إسماعيل سوفيط داخل فندق الإقامة بمدينة باريس الفرنسية والذي كان يقيم فيه الفرنسي لوفيفر منذ 8 سنوات أين نشأت علاقة صداقة مع موظف الاستقبال موريس بالفندق. وفي أحد الأيام، نزل لوفيفر كعادته من غرفته، ليجد شابا من أصل جزائري يعمل بدلا من موريس في وظيفة الاستقبال ليقوم بالاستفسار عن صديقه قبل أن يفاجئه ذلك الشاب بوفاته مما جعله ينهار من وقع الصدمة ويطلب من ذلك الشاب تقديم كأس خمر له و يدخل معه في حديث مطول حول علاقة الصداقة التي جمعته بموريس. وبعدها، قام لوفيفر بطلب عقد غريب من موظف الاستقبال الجديد مقابل تسديد له ثلاثة أضعاف أجرته التي يتقاضاها بالفندق في ظرف أيام فقط، حيث طلب منه أن يقتله ويريحه من عذاب الضمير وهو العرض الذي رفضه ذلك الشاب قبل أن يتمكّن لوفيفر من إقناعه وإعطائه الدوافع من أجل قتله المرتبطة بالذاكرة التاريخية للجزائر حين قام خلال احتلال فرنسا لها بالقتل والتنكيل والاغتصاب في حق الجزائريين. ووافق الشاب الجزائري الذي ظهرت عليه علامات الغضب والانتقام على هذا العرض خاصة عندما ذكر له لوفيفر أن يتعذب منذ 40 سنة من تأنيب الضمير لما فعله من صور بشعة في حق الجزائريين.وفي أحدى الليالي العاصفة، دخل لوفيفر إلى الفندق بعدما ذهب للوقوف على قبر صديقه موريس وعندما وجد نفس الشاب في الاستقبال طلب منه كأس خمر وسأله عن موعد تنفيذه لعملية قتله وتخليصه من العذاب، ليرد عليه الشاب أن ذلك لن يدوم طويلا ولن تزيد عن 3 دقائق لأنه قام بوضع السم في الكأس وهنا شعر لوفيفر بالدوار ونقص في التنفس و سقط أرضا قبل أن يخبره الشاب أنه لم يضع له أي سم بل أراد أن يختبر نواياه إن كان يريد فعلا الموت. عندها، وقف لوفيفر من على الأرض، فأعلمه الشاب بعدم قدومه على ارتكاب هذه الجريمة وعدم تنفيذ هذا العقد الذي بينهما وقدّم له رسالة كتبها له موريس قبل انتحاره يروي له فيها قصته مع زوجته التي فارقها إثر حملها منه لطفلة صغيرة بحثت عنه طويلا بعد وفاة أمها حتى وجدته بفندق الإقامة وصارحته بأنها ابنته، لكنه بادلها بجفاء وبرودة كبيرة مما جعلها تقدم الانتحار وهو السبب الذي دفع موريس الفنان والموسيقار العامل بوظيفة الاستقبال على قتل نفسه بعدها تاركا له وصية يقول له فيها يجب عليك أن تصحح أخطاءك . وصرح مخرج المسرحية محمد فريمهدي، أنه أراد من خلال هذا العمل أن يشير إلى بعض الفرنسيين الذي أنابهم ضميرهم بما فعله أجدادهم سنوات احتلالهم للجزائر من جرائم كانوا ينتظرون تقديم الإعتذار الرسمي للجزائر، لكن فرنسا ردّت على ذلك بقانون تمجيد الاستعمار.