أكد ممثلون عن الحركات السياسية المسلحة المشاركة في الحوار الشامل بين الماليين، أمس، تمسكهم بالمفاوضات التي ترعاها الجزائر كسبيل للوصول إلى حلول نهائية للأزمة في شمال مالي، مؤكدين أن أحداث العنف الأخيرة التي شهدتها المنطقة لا يمكن أن تؤثر على مسار الحوار. وقال حمادي ولد الشيخ أمين عام التنسيقية من أجل شعب الأزواد لوكالة الأنباء الجزائرية على هامش الجولة الثالثة من مفاوضات السلام الجوهرية بين الفرقاء في مالي التي انطلقت أمس بالجزائر أن أحداث العنف الأخيرة التي شهدها منطقة غاو الشمالية لن تؤثر بأي شكل من الأشكال على مسار المفاوضات الحالية لأنها ليست المرة الأولى التي تعرف فيها المنطقة مشاكل من هذا النوع ، مجددا تمسك التنسيقية باتفاق وقف إطلاق النار الموقّع عليه في المرحلة الأولى من الحوار. وأكد حمادي أن حركته الموقعة على أرضية التفاهم (14 جوان 2014) على استعداد تام لمواصلة المفاوضات وننتظر نتائج كبيرة من هذا الحوار، موضحا أن الحوار بين الفرقاء الماليين متقدم في كل جوانبه السياسية والتنموية والثقافية والدستورية. ومن جانبه شدد ممثل المجتمع المدني في مالي ورئيس تنسيقية قبائل إمغاد التارقية ، عزاز أكلو دقدق، على أن الأحداث الأخيرة في الشمال لا يمكن أن تؤثر على مسار الحوار الذي ترعاه الجزائر لأنها أحداث تحدث دائما في ظل غياب إتفاق شامل يحظى برضى جميع الأطراف وهذا ما نسعى إليه حاليا . وأكد أن مسار المفاوضات إيجابي جدا لحد الآن وهذا بفضل فريق الوساطة الفعال وعلى رأسه الدبلوماسية الجزائرية التي تقوم بعمل جيد جدا نظرا لتجربتها في هذا المجال واعتمادها على مقاربة قائمة على إحترام جميع الأطراف بشكل متساوٍ وتسمح للجميع بالتعبير عن إنشغالاتهم وهذا ما سهل من التواصل بين جميع الأطراف . وأضاف لقد قدمنا إنشغالاتنا وإقتراحاتنا التي تعمل الوساطة على دراستها معتبرا أن فريق الوساطة يسعى إلى التوصل إلى حلول فعالة وسلمية وعلينا أن نساعده لبلوغ هذا الهدف وتحقيق السلم معربا عن قناعته في أننا سنصل إلى تحقيق السلم وأنه لا شيء يمنعنا من صياغة إتفاق نهائي وشامل للأزمة في مالي . ونفس وجهة النظر عبر عنها فهد آغ المحمود أحد ممثلي الحركات الموقعة على أرضية التفاهم (14 جوان) قائلا أن الأحداث الأخيرة تدفعنا إلى الإسراع في التوصل إلى إتفاق شامل للأزمة من شأنه إيجاد قوة عمومية مقبولة من طرف الجميع وتسهر على توفير الأمن لكل المواطنين في الشمال ، مضيفا نحن على قناعة أنه لابد من تطبيق قانون توافقي على كامل التراب المالي خاصة منطقة الشمال التي تشكل ثلثى مساحة مالي . كما أعرب فهد عن أمله في أن يتم المضي بشكل أسرع في مسار المفاوضات على أمل التوقيع على الإتفاق النهائي في أقرب وقت ممكن. وبدوره أكد رئيس الحركة العربية للأزواد محمد محمود العمراني أن المفاوضات تتم بشكل جيد جدا لحد الآن وهناك الكثير من الأمور الإيجابية التي تم تحقيقها وأملنا في تكلل هذه الجهود بإتفاق نهائي وشامل .