شدد الدكتور درار فوزي مختص في علم الفيروسات بمعهد باستور، على ضرورة اتخاذ التدابير الوقائية لمواجهة وباء إيبولا مؤكدا أن تسجيل حالة واحدة مصابة بالفيروس تمكن من انتقال العدوى نحو 295 شخص آخر. وأوضح الدكتور درار فوزي، أمس، خلال ندوة تحسيسية حول وباء إيبولا نظمت بمركز التدخل والتدريب للحماية المدنية بالدار البيضاء بمشاركة أطباء ومختصين، أن الوباء ينتقل باللمس واللعاب وأي لقاء مع المصاب وهو ما يجعل التحكم فيه صعبا، حيث يعزز فرص ارتفاع عدد الإصابات في مالي التي تعتبر دولة حدودية مع الجزائر، مضيفا أن مصدر هذا الفيروس كان حيوانيا وانتقل إلى الإنسان عن طريق فضلات الخفافيش التي تتركها على الفواكه بالأشجار ثم تتناولها القردة، موضحا انه انتقل إلى الإنسان بعد قيام سكان البلدان الثلاثة المعروفة بالوباء بتناول لحوم هذه القردة المصابة، مؤكدا بأن هذا الفيروس يعيش ويقاوم أكثر في جسم الإنسان، كما أن الوباء معروف وقديم منذ زمن طويل يختفي ويعود للظهور من حين إلى آخر، حيث كانت آخر مرة ظهر فيها سنة 2013 في غينيا، مشددا على ضرورة اتخاذ كافة التدابير الوقائية لمواجهته خاصة أن تسجيل حالة واحدة تمكن من تنقل العدوى نحو 295 شخصا. وأكد درار، حول احتمال تنقل الوباء إلى الجزائر مع المهاجرين الافارقة وعلى رأسهم الماليين والنيجيريين أنه لا يمكن اتهام أي لاجئ بحمله للفيروس، كما لا يمكن قول العكس، موضحا انه من الضروري الكشف عن الحالات المبكرة، مضيفا أن معهد باستور وحده من يتولى القيام بهذه التحاليل وجاهزية المخابر هي مسألة وقت فقط، مفيدا أن البلدان الوبائية هي ثلاثة فقط سيراليون غينيا وليبريا أما البلدان الأخرى فسجلت حالات فقط. وتناول درار فوزي، خلال الندوة التكوينية بعض الإجراءات الوقائية الموجهة للأطباء والحماية المدنية، تضمنت كيفية ارتداء الألبسة الواقية، مشددا على ضرورة أن تكون من الصنف الواقي رقم 3 وشرح كيفية نزعها تفاديا لتنقل الفيروس إن وجد، مشيرا إلى أن تحاليل الدم لابد أن لا تكون في قارورة زجاجية وحدها بل محمية على ثلاثة مرات أخرها علبة كرتونية تفاديا لانكسارها إن سقطت من يد الطبيب. وركز المتحدث أيضا على أهمية جهاز الأمن الوطني والعمليات التحسيسية لأنه الجهاز الذي يكون على لقاء مباشر بالمهاجرين في المطارات و ضرورة التبليغ عن أية حالات مشتبه فيها. من جهته، كشف العقيد سعدي أحسن مدير فرعي للإسعاف الطبي بالمديرية العامة للحماية المدنية عن تخصيص سيارتي إسعاف لوباء إيبولا كإجراءات وقائية وذلك عبر 48 ولاية بالتنسيق مع وزارة الصحة، موضحا أن الهدف من هذا الملتقى هو تمكين أفراد الحماية المدنية من فهم هذا الوباء ووضع خطة للتكفل بالحالات المشتبه فيهم، مضيفا أن الأطباء الرؤساء مهمتهم فهم المرض والتدابير الوقائية الواجب اتخاذها عند التكفل بالحالات المشتبه فيها.