يعيش سكان الشاليهات المتواجدة بحي البرقوقة على مستوى بلدية الثنية بولاية بومرداس حالة من التذمر والاستياء، إزاء الوضعية المزرية التي يتخبطون فيها منذ مدة طويلة، مبدين قلقهم من الوضعية التي آلت إليها الشاليهات التي باتت تشكّل خطرا يهدّد صحتهم إثر تآكل الجدران والأرضية، ناهيك عن الثقوب التي تسمح بتسرب مياه الأمطار وكذا الحشرات والجرذان التي باتت تقاسمهم هذه السكنات الهشة. أكد سكان حي البرقوقة أنهم يعيشون أوضاعا مزرية منذ سنة 2003 وهي السنة التي رحلوا بها إثر الزلزال الذي ضرب الولاية آنذاك، مشيرين إلى أن العزلة تخنقهم جراء غياب وسائل النقل الرابطة بين منطقتهم ووسط المدينة وما يزيد من سوء الوضع هو تواجد هذه الشاليهات بشبه منحدر جبلي يطل على غابة كثيفة، ما يقلق السكان خاصة وان المكان يعرف اعتداءات وانتشارا رهيبا للخنازير التي تجوب هذه المجمعات بكل حرية، في ظل غياب الإنارة العمومية التي تجعل المكان يبدو موحشا بالفترات المسائية. وأضاف المتحدثون ان القلق لا يفارقهم على فلذات كبدهم المتمدرسين بمؤسسات تربوية تبعد عن هذا المجمع السكني المعزول الذي يفتقر لهذه المرافق التعليمية الضرورية. ومن جهة أخرى، أضاف السكان ان معاناتهم لا تنتهي عند هذا الحد، بل تتفاقم جراء الوضع البيئي الكارثي الذي يحيط بهم نظرا للانتشار الكبير للنفايات المنزلية المترامية حول الشاليهات بشكل عشوائي جراء عدم تخصيص أماكن رمي ومفرغات منتظمة، وكذلك هو الأمر بالنسبة لقنوات الصرف الصحي التي تنعدم بالمكان حيث تصب المياه القذرة على أطراف الشاليهات ما يزيد من تلوث المنطقة التي تغرق في روائح مقرفة، ناهيك عن التذبذب في الإمداد بالمياه الشروب ما اضطر السكان للتنقل لأحياء مجاورة قصد التزود بهذه المادة الحيوية، مشيرين الى ان حنفياتهم تبقى جافة لعدة أشهر. ومن جهة أخرى، أكد مواطنو حي البرقوقة ان اعتمادهم على قارورات البوتان يؤرق يومياتهم خاصة وانها تعجز عن مقاومة برودة المنطقة، حيث تسبّب لهم عملية البحث عن قارورات الغاز المميع متاعب كبيرة جراء صعوبة التنقل إلى غاية وسط المدينة وانعدام المحلات التجارية التي توفر هذه المادة، حيث أشار نفس المتحدثين إلى انهم ينقلونها الى غاية الشاليهات التي يقيمون بها بشق الانفس نظرا للمنحدرات الوعرة التي يسلكونها بشكل يومي. وعلى هذا الأساس، يجدد السكان مناشدتهم للسلطات المحلية للتحرك وإخراجهم من الوضع المزري الذي يقيمون به، خاصة وان المخاطر بكل أنواعها تترصد بهم منذ 12 سنة.