أقرأ باهتمام للأدب الجزائري الثري بأدبائه الموجودين بقوة على الساحة كتاباتي أسْتقيها من الصور التي ترافقني في الذاكرة ومن الحاضرة سنبقى نكتب سواء كانت هناك جوائز أم لا وطالما لدينا ما نقوله سنروي الوضع اللبناني سيئ ومعقّد ومعظم الشباب يحلمون بالهجرة تحمل طفولتها في داخلها وهي في العقد الثالث من عمرها، موزعة تراتيل صورها بنبرة حزينة في أعمالها الأدبية، هكذا يبدو الانطباع الأول عن الكاتبة والروائية اللبنانية، جنى فواز الحسن، التي ولدت في شمال بلد الأرز عام 1985، حاصلة على الليسانس وإجازة تعليمية في الأدب الإنجليزي وتتابع دراسة الماجستير، تعتبر من جيل الروائيين الجدد بلبنان والوطن العربي. وبالرغم من حداثة عهدها بالكتابة الرواية، إلا أنها حققت إنجازات سريعة فيما أبدعت قريحتها، حيث وصلت بروايتها الثانية أنا هي والأخريات إلى القائمة القصيرة من جائزة البوكر العربية قبل عامين، ليصطف عملها الجديد الطابق 99 ضمن قائمة المترشحين ال16 أيضا للجائزة هذا العام، صدرت روايتها الأولى رغبات محرمة عام 2009 ونالت عنها جائزة سيمون الحايك في البترون، تعمل حالياً في صحيفة الدايلي ستار الصادرة باللغة الإنجليزية.. لنغوص معها في حوار مع السياسي في تجربتها الإبداعية ككاتبة ومثقفة يتميز أسلوبها بالسهل الممتنع، ونكتشف من خلال هذا الحوار طقوس كتاباتها وعن حياتها كمداعبة للقلم بين مهنتين عتيقتين الصحافة والأدب، فضلا عن رأيها ككاتبة شابة في العديد من القضايا على غرار رؤيتها كمثقفة من الوضع الذي آل إليه الوطن العربي بشكل عام ولبنان بوجه خاص، عبر هذا الفضاء الحواري الذي جمعنا بها. - القارئ الجزائري الواسع لا يعرف جنى فواز الحسن باعتبارها من جيل الروائيين الجدد في لبنان، فمن هي مرشحة لبنان للبوكر العربية لهذه الدورة حتى نعرّفك للجمهور الجزائري؟ + لا أعرف تحديداً كيف أعرّف عن نفسي.. أترك لكتاباتي هذه المهمة إجمالاً. أنا روائية حملت شغف الكتابة منذ المراهقة وقرأت أعمالاً كثيرة أثّرت بي. أردت أن أتقرّب من الناس عبر الكتابة، أن أفهم مشاغلهم وهمومهم وأن أكتشف نفسي من خلال النص الذي أكتبه. أن أتحداها وأرى الحياة بمختلف زواياها. أكنّ كل المحبة والتقدير للشعب الجزائري وأتمنّى أن أتعرّف عليه أكثر سواء عبر الأصدقاء هناك أو القراءة للمزيد من الأدباء الجزائريين. - لديك ثلاث روايات إلى حد الآن رغبات محرمة و أنا، هي والاخريات وكذلك الرواية الأخيرة طابق 99 ، أعتقد أن القارئ لأعمالك يحسّ أن هناك ترابطا بين الأعمال الثلاثة.. ما هو تعليقك؟ + كل كاتب يترك بصمة معينة تظهر في مختلف نصوصه، على اختلاف مواضيعها. يمكن القول أن روايتيّ رغبات محرمة و أنا، هي والأخريات متقاربتان قليلاً، لكن طابق 99 مختلفة في أسلوب السرد. الراوي الأساسي في روايتي الأخيرة رجل والموضوع شمولي أكثر مما تناولته سابقاً، كونه يبحث في آثار الحرب على الأفراد وقدرتهم على تخطي ويلاتها، بالإضافة إلى اتّساع المكان ليشمل الشرق والغرب، لبنان، فلسطين.. في نهاية المطاف، كل كتاب هو امتداد في التجربة لما سبق. الأهم ألا نقع في التكرار ونحافظ على القدرة على اكتشاف آفاق جديدة، وهذا ما أبحث عنه وأسعى إليه. - اعتبرتي في إحدى تصريحاتك الصحفية أن روايتك الأولى فعليا هي أنا هي والأخريات ، ولكن في الحقيقة تأتي في الترتيب الثاني من حيث ما كتبت وأبدعت أناملك.. لماذا هذا التصنيف في رأيك؟ + هناك مسودة لكل شيء. الرواية الأولى كانت تدريباً على قدرتي أن أكتب نصا طويلا ومترابطاً. كنت حينا أكتب للكتابة ودفاعاً عن حقي بأن أكتب. بعد صدور رغبات محرّمة ، كنت على يقين أنّه بإمكاني أن أكتب بشكل أفضل وأكثر احترافاً. حاولت أن أبتعد عن النص وأن أكون فيه وخارجه في الوقت نفسه، ولهذا كنت أكثر رضا عن روايتي الثانية أنا، هي والأخريات . - وصلت في سنة 2013 إلى القائمة القصيرة للبوكر العربية، بروايتك أنا، هي والأخريات ، وكذلك هذا العام بروايتك الأخيرة طابق 99 ، كيف ترين الجوائز للأديب أو الكاتب أوالمبدع؟ وهل هي فعلا تنم عن وصول الطفرة الإبداعية لدى الكاتب إلى القمة، أم أنها حافز إضافي فقط ومحطة عادية بالنسبة للأديب؟ + الجوائز في العالم العربي أنتجت تفاعلاً جيداً مع الروايات وأعطتها مساحة كانت بحاجة إليها. سنبقى نكتب طبعاً، سواء كانت هناك جوائز أو لا، ولكن التقدير يعزز مكانة الكاتب ويخلق في داخله تحدّي بأن يستمرّ في رحلة الكتابة الشائكة. هي محطة طبعاً، والكتابة في نهاية الأمر فعل فردي وشخصي. طالما لدينا ما نقوله، سنروي. - أنت صحفية وكاتبة أو روائية بالأحرى، كيف أمكنك الجمع بين المهنتين خاصة وأن العديد من الكتاب رغم أنهم يمارسون مهنة المتاعب إلا أنهم أقروا فعلا بصعوبة الفصل بين الأسلوبين عن بعضهما البعض؟ كيف تمكنت أنت من إيجاد المخرج لما يسميها البعض المعضلة ؟ + الكتابة الصحفية جعلتني أكثر منهجية ولكني أعاني فعلاً أحياناً من الصدام بين الرواية والصحافة والترجمة كذلك. للأمر سلبياته وإيجابياته في جميع الأحوال.. الصحافة والترجمة مهنتان تحتاجان إلى جهد كبير وبالتالي إلى الوقت أيضاً. أحياناً أتخوّف من أن تأخذنا الأعمال اليومية عن الرواية وتشغلنا عنها. لكن الصحافة أيضاً تجعلنا أقرب إلى الواقع وإلى الحكايا والقضايا اليومية للناس. أعمل أيضاً على أن أفصل بين كتاباتي الأدبية والصحافية وأميل في نهاية الأمر إلى أن أستثمر كل شيء في الروايات، الخبرة التي أراكمها يوميا مهنياً وعلى الصعيد الشخصي. هذه أنانية الروائي. لا بد من الاعتراف بأنّ الكتابة خصوصاً الكتابة الروائية، صعبة وتحتاج إلى تفكير عميق وهدوء ومراجعة. نحن نكتب حتى في اللحظات التي لا نكتب فيها، فإمّا نفكّر بما سنكتب أو ما كتبنا وما إلى ذلك. هي لعنة ولكن لعنة مجيدة تستأثر بك وبحياتك. من دون كتاب، أشعر بالفراغ، وإن كان هذا الكتاب غير منجز. ومع الكتاب، أشعر بالقلق، القلق على هذه الشخصيات التي أريد أن أقدّمها، كيف أستطيع أن أفيَها حقها، كيف أكونها، كيف أخلق عالمها لذلك، يصعب اختصار العلاقة مع الكتابة بتوصيف كأزمة أو دوامة. هي حياة كاملة، حياة بديلة، وهيمة أو الحياة الحقيقية، لست أدري. ولكن أظن أن أقل ما يمكن وصفها به هو أنّها في مرتبة الحياة، تحتوي كل شيء، الصراعات والأزمات والأفراح والتوتّر والتشنج والهدوء... إلخ. هناك أيضاً ذلك السؤال عن جدوى الكتابة خصوصاً في العصر السريع الذي نحيا به وخصوصاً في ظل الواقع الثقافي المظلم في عالمنا العربي. لماذا نكتب؟ هل هي وسيلة للاعتراض على الواقع؟ هل هي متنفّس؟ وماذا تستطيع أن تفعل الكتابة في ظل كل المآسي البشرية التي تحيط بنا؟ هذا هو السؤال الذي يدور في ذهني دائماً. - ما وقع الطفولة وحياة جنى فواز الحسن في إبداعاتها؟ وما هي الرواية التي ترينها قريبة إلى شخصيتك أكثر؟ + أنا ابنة الألم. لم تخلُ طفولتي من المصاعب والحزن. لكن لا يمكنني القول إنها كانت طفولة تعيسة بالمطلق. حين نبتعد عن الزمن، نصبح أكثر قدرة على فهم أحداث الماضي وندرك أن علينا تقبلها كي لا تمتصنا. ربما هذه الطفولة التي لم أعشها جعلتني أحملها في داخلي حتى الآن، أبحث عن ضحكاتها وأقتنص لحظاتها الضائعة والتائهة، فأفرح كما لو أني طفلة حين يقتضي الأمر ذلك. أجد نفسي في كل رواياتي، مبعثرة بين الحكايا، في الضعفاء والأقوياء والشجعان والمحبطين. أحياناً أرسمهم أي شخصيات الرواية تعويضاً عن الحقيقية وأحياناً يكونون أكثر إمعاناً في الواقع. لا أعرف تحديداً صورتي ووجهي الكامل، لذا يغريني دائماً أن أكتشف جوانبي التي لم أعرفها فيهم. - تكلمت كثيرا عن مفهوم الحرية في روايتك الثانية، كيف تراها جنى بعيدا عن نصها الإبداعي؟ + إنّها قدرتنا على أن نكون أنفسنا، على سجيتنا، بتناقضاتها، سواء كنا خائفين أو مرتبكين. أن نخرج من القوالب النمطية ونسأل ونشكك ونبعثر ونركّب ونبقى نبحث عن المعنى الحقيقي لها. لا يمكننا أن ندعي الوصول إلى مطلق الحرية ولا أعرف إن كنا نريد فعلاً ذلك. لكن أن نملكها في داخلنا يشكل حافزا للحياة والاستمرار. - شخوصك الروائية تحمل مكنونا دلاليا يراه القارئ في أغلب الأحيان سلبي، يعني أن هذه الشخصيات تعيش حالات من الأسى والظلم وتحت وطأة الأحزان والتعاسة والتي تتوق دائما نحو الانعتاق، لماذا اخترت هذه النفسية لشخوصك الروائية؟ وهل هي انعكاس لنفسية ولشخصية جنى الحسن الواقعية؟. + نحن كبشر مقهورون لمجرد وجودنا القسري الذي لم نخيّر به وبعدها محاولتنا أن نجد حيّزاً لأنفسنا. الحياة عصية على الفهم وكلنا نعيش صراعاتها، تكسرنا في بعض الأحيان وتربكنا كثيراً. كما أننا لا نستطيع ألا نكتب عن الإنسان المظلوم في هذا الشرق، حيث نستيقظ كل يوم على وقع أخبار العنف وتدمير حضارتنا والقتل والتهجير والتشرّد. من يدافع عنا إن كانت القوى التي يفترض أن تحمينا هي أساس مصائبنا وانتكاساتنا. هناك إجماع، على حسب ما أعتقد، أن الإنسان متروك لمصيره في هذا العالم. لا أحد يسأل به إلا ندرة. هؤلاء الأشخاص هم من يستحقون أن نروي عنهم. نحن لسنا بحاجة إلى نجوم. العالم مليئ بنجومية فارغة. نحن بحاجة أن نرى هؤلاء الأشخاص الذين يرسمون بحكاية صمودهم اليومي بطولات لا يلتفت إليها أحد. ولكي لا أبدو تراجيدية أو مأساوية، لم أختر لشخوصي الإحباط بل الرغبة بالانعتاق والتغيير والحياة. هل أشبههم؟، أشبه إيمانهم بأن الأفضل سيأتي، سخريتهم أحياناً. لكن لا أستطيع القول أني أكتب نفسي أو اني أكتبني عبرهم، سيكون ذلك إجحافاً بحقهم وبحقي أيضاً. - لمن تقرأ جنى؟ يعني من هم الأدباء والكتاب الذين أثروا في مسيرتك الأدبية؟ + أقرأ لأدباء كثر وأتفاعل مع الكتب ببراءة. إن أعجبتني رواية أمسك بها حتى السطر الأخير وأتكلّم عنها للأصدقاء وأبدي انبهاري الشديد. وإن لم تفعل، لا أكملها، أتأثر بالقراءة كقارئة وأستمتع بها. لا أعرف أثرها غير المباشر في كتاباتي وهو طبعاً موجود، لكني أريد صوتي الخاص. وأفضل أن أبقى قارئة بهدف المتعة والدهشة أكثر من أن نقل تجارب أخرى إلى مسيرتي. - كيف ترين الأدب والأدباء الجزائريين وموقعهم على الساحة الأدبية العربية؟ ولمن قرأت من هؤلاء؟ + الأدب الجزائري ثري وواسع وأدباءها موجودون بقوة على الساحة الأدبية، قرأت لآسيا جبار وبشير المفتي وفضيلة الفاروق وواسيني الأعرج وغيرهم، وأقدّر الأعمال التي يقدمونها. - سُئل ارنيست ايمانغواي يوما من أين تستقي كتاباتك، قال وهو ينظر إلى مطفأة سجائر من هنا أستطيع أن أكتب، ونفس السؤال موجه إليك من أين تستقي جنى كتاباتها؟ + أستطيع ان أقف على شرفة منزلي الآن، وأشير إلى الشارع وأقول من هنا . أستقيها من الصور التي ترافقنا في الذاكرة ومن الصور الحاضرة أمامي، من حافلة يصعد إليها الركاب ومن الضجيج والهدوء وروائح الخشب والطعام والطبيعة، من الخيبة ومن صمت الناس، من وشاح امرأة يتطاير عن رأسها ومن سائق سيارة الأجرة المتذمر. هؤلاء هم الحكايا. - لنبعتد عن الحديث عن روايتك قليلا، كيف ترين الساحة الأدبية اللبنانية خصوصا والعربية بوجه عام؟ + الرواية بخير في العالم العربي. هناك كتاب كثر يظهرون يوماً تلو الآخر ويكتبون روايات مختلفة، هذا الإنتاج الأدبي إيجابي والاستمرارية لمن يستطيع التجدد. لبنان أيضاً يشهد ولادة كتاب جدد بأسئلة وهموم مختلفة. - كيف ترى جنى الحسن الواقع اللبناني الحالي المترائي في جميع أشكاله السياسي والاقتصادي والاجتماعي؟ وكيف ترين أيضا كأديبة شابة الأزمة الأمنية التي ضربت لبنان قبل عقود من الزمن أو ما يسمى ب الحرب الأهلية اللبنانية ؟ + للأسف، الوضع اللبناني سيئ ومعقّد ولا يمكن استثناء لبنان من الاستبداد السياسي وإن كان بأشكال مختلفة. هنا لدينا ملوك الطوائف و أمراء الحرب الذين أصبحوا زعماء سياسيين. لدينا تقريبا شلل في الحياة السياسية والوضعان الإقتصادي والإجتماعي رديئان. ومعظم الشباب اللبناني يحلم بالهجرة. نحن لسنا الشعب الذي ترونه عبر شاشات التلفزة يرقص ويغني فحسب، بل هناك مجتمع متداخل وشديد التناقض خرج من حرب طويلة من دون أن يقفل ملفها. كما لا يمكن فك ارتباط لبنان بالجوار وفي نهاية الأمر ما يميزنا عن غيرنا هو أننا أصبحنا معتادين على العيش في أصعب الظروف والتأقلم معها. هناك سحر في بيروت يجعلها عصية على الانكسار والاستسلام للهزيمة على الرغم من كل شيء. - بالنسبة لما يسمى إعلاميا ب الربيع العربي ، كيف تراه جنى الحسن من مقامها ككاتبة وأديبة، وما هي تداعياته على الوضع اللبناني؟ + على الرغم من كل ما يحصل حولنا، لا يمكن أن نقول إن الشعوب العربية لم يكن يحق لها أن تثور أو تعترض، ولا يمكن النظر إلى تداعيات ما وصل إليه الأمر من دون التطرق إلى الأنظمة، أنظر الآن إلى كل الدموية التي تحيط بنا وأسأل أين كانت قبل أن تظهر خلال الأحداث الأخيرة، لا يمكن أن نتظاهر بأنها لم تكن موجودة، هذا العنف هو سبب عقود طويلة من عدم احترام الكيان الإنساني في الشرق، وربما يكون جزءاً من الطبيعة البشرية. عندما نشاهد الوثائقيات حول الحرب العالمية الأولى والثانية، نرى أن الحروب كانت على نفس هذا القدر من الهمجية وأسوأ. ما تغير الآن هو أن دائرة وسائل التواصل والإعلام صارت أوسع. كل ما يجرب يولّد في داخلي الأسئلة كإنسانة وكاتبة ولكنّه في الوقت نفسه يؤلمني. بدلاً من أن نكون في صدد البحث عن تنمية حضارتنا ومجتمعاتنا المدنية، نجدنا نذبح ونقتل ونعود إلى ممارسات مزرية باسم الايديولوجيات والدين. لبنان ليس خارج الصراع، في قلبه أيضاً. وربما أفضل من وصّف الوضع الحالي كان الكاتب الصحافي غسان شربل في صحيفة الحياة وقال إنها حرب عالمية ثالثة بمنهجية مختلفة. على الصعيد الشخصي، لا أريد ان أصل إلى يوم أجد فيه أن حياتي في المنطقة أنتجت هباءً وذعراً، فأنا أرى الحرب أمراً عبثياً ومرهقاً ينفّس فيه الإنسان عن امتعاضه لكنها لا تمنحنا يوماً السلام الداخلي الذي ننشد. 4 أسئلة 1- ماذا تعني لك الثورة؟ تعني أنّه طفح الكيل . 2- كيف ترين الكتابة؟ تمرين مستمر عليها. 3- ما هو الدين بالنسبة لك؟ معتقد شخصي أحترمه وأفضل تركه شخصي وفصله عن الحياة المدنية. 4- ما هو مفهوم الوطن لدى جنى؟ لا زلت أبحث عنه.