تعرف العاصمة اليمنية صنعاء منذ صباح أمس انتشارا مكثّفا لمسلحي جماعة أنصار اللّه الحوثية وإغلاقا لعدة شوارع، بالتزامن مع الذكرى الرابعة لثورة 11 فيفري 2011 التي أسقطت نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وقال شهود عيان، إن مسلحين حوثيين إستحدثوا اليوم عشرات النقاط والحواجز في الشوارع الرئيسية والفرعية في العاصمة صنعاء منعا لخروج تظاهرات منددة بالجماعة الشيعية. وأوضح هؤلاء أن المسلحين نشروا عربات مصفحة وأغلقوا جميع الشوارع الفرعية والرئيسية المؤدية إلى ساحة التغيير بصنعاء والتي انطلقت منها الثورة ضد نظام صالح. وحسب هؤلاء، فإن المسلحين يقومون بعملية تفتيش دقيقة للمارة والمركبات. ووجهت اللجنة الثورية التابعة لجماعة الحوثي دعوة للاحتشاد الكبير في الذكرى الرابعة لثورة 11 فيفري عصر أمس في كل من ساحة التغيير وشارع الستين بالعاصمة صنعاء. وتأتي تحركات الحوثي في العاصمة تحسبا لتظاهرات مناوئة للجماعة تطالب بإخراج مليشيات الحوثي المسلحة من العاصمة صنعاء ومدن يمنية أخرى. وإندلعت في 11 فيفري 2011 ثورة شبابية ضد نظام صالح وتمكنت من الإطاحة به بعد اكثر من 30 عاما قضاها في السلطة. وخلال تلك الثورة، انضم الحوثيون لساحات الاعتصام بعد أن كانوا مطاردين في أقصى الشمال من قبل السلطات بعد على خلفية تمردهم عن الدولة في 2004 وخاضوا عقبها ستة حروب حتى 2009 خلفت آلاف الضحايا من الجيش والأمن ومن الحوثيين والمدنيين وتمكّنت جماعة الحوثي عقب ثورة فيفري من فرض وجودها سياسيا من خلال مشاركتهم في مؤتمر الحوار الوطني والعمل بالتوازي في السيطرة على المدن والمناطق في الشمال اليمني بقوة السلاح. وفي 21 سبتمبر الماضي، سيطر مسلحو الجماعة على العاصمة صنعاء وفي جانفي المنصرم اقتحموا وسيطروا على القصر الجمهوري ودار الرئاسية في العاصمة الأمر الذي دفع الرئيس عبدربه منصور هادي والحكومة للاستقالة وفرضت الجماعة سلطة أمر واقع في البلاد.