تحضّر العديد من الأفواج الكشفية، خلال هذه الأيام، للاحتفال بيوم الشهيد المصادف ل18 فيفري من كل سنة، وهو ما أعرب عنه حكيم شاوش، قائد فوج الإشراق الناشط بذراع الميزان بولاية تيزي وزو، والذي كشف خلال الحوار الذي جمعنا به على مجموعة النشاطات والمشاريع الهامة التي يسعى أعضاء الفوج لتحقيقها، بغية تطوير الحركة الكشفية والوصول بها إلى العالمية. بداية، متى تأسّس فوج الإشراق بذراع الميزان؟ - يعد فوج الإشراق الناشط بذراع الميزان من الأفواج المنبثقة من جمعية قدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية، تأسّس سنة 2009 وتحصل على الاعتماد في نفس السنة من طرف مجموعة من القادة، الذين كانوا قد خاضوا النشاط الكشفي في أفواج أخرى، ومع بداية الألفية، ظهر فوج محمد زعموم ، فمارس النشاط لمدة قصيرة لكنه توقف، فارتأينا نحن القادة ان نعيد الكشافة في المنطقة الى العمل والنشاط وكنا سبعة قادة. أما بالنسبة لنشاطنا في سنة 2009، فقد كان شبه محتشم، فكان عدد المنخرطين حوالي 20 منخرطا لكن مع إصرار القادة، بدأ الفوج يستقطب أكبر عدد من المنخرطين حيث وصل الى 190 منخرط بين 2010 و 2012 ثم تراجع قليلا في العامين الأخيرين، لكنه في الآونة الأخيرة بدأ يعود شيئا فشيئا رغم قلة الإمكانات، إلا أننا استطعنا ان نثبت وجودنا على أرض الميدان. ما هي الأهداف والمبادئ الأساسية التي يقوم عليها الفوج؟ - الكشافة، وكما هو معروف، منظمة جمعوية، تربوية، تثقيفية، ذات طابع وطني، تربي النشء والشباب على الأخلاق الفاضلة والوطنية الصادقة والأخوة الإنسانية لديها علاقات مع كل الجمعيات الخيرية والمنظمات الكشفية العالمية التي تنشط في الميدان. ونحن ومن خلال جملة النشاطات والمشاريع المسطّرة في برنامجنا، نعمل لإعداد وتكوين الطفل ليكون مواطنا صالحا وعضوا فعالا وفاعلا في مجتمعه بتدريبه على حب الخير والاعتماد على النفس والتعاون والطاعة وإتقان العمل. فيما تتمثل النشاطات التي تقومون بها؟ - على العموم، نحن نعمل وفق برنامج سنوي نسطّره ونمشي وفقه، فنحن كشافة إسلامية جزائرية اي عندما نسطّر البرنامج العام نراعي فيه كل ما له علاقة بالتربية الكشفية والحركات والتقنيات الكشفية والمهارات وحياة الخلاء وذلك بإقامة تجمعات وحصص وخرجات تتماشى وطبيعة الاهداف المسطّرة. بالإضافة الى ما سبق ذكره، فإننا نقوم بتنظيم عدة دورات تدريبية ومخيمات ترفيهية وتثقيفية لفائدة الأطفال والشباب دون ان ننسى مشاركاتنا في الاحتفال بالأعياد الوطنية وحتى الدينية. على غرار ما سبق ذكره، هل من نشاطات أخرى تذكر؟ - على غرار النشاطات السابقة، فإن للفوج جانب آخر حيث يعد الجانب الخيري من بين اهم النشاطات التي نعمل على تحقيقها، ففوجنا يتكفل في كل شهر رمضان بمطعم الرحمة بالتعاون مع البلدية والهلال الأحمر الجزائري، وفي العام الماضي، فتحنا مطعم الرحمة خلال موجة البرد والثلوج التي اجتاحت المنطقة وقام الفوج بإعداد وجبات ساخنة وفتح المقر أمام المتضررين ومن انقطعت بهم السبل كذلك ونحن نعمل على مساعدة المحتاجين أينما ووقتما وجدوا. نظمت الكشافة في العديد من المرات حملات تحسيسية كبرى، فهل كانت لديكم مشاركات فيها؟ - نعم كانت لدينا عدة مشاركات في الحملات التحسيسية، حيث شاركنا في الحملة التحسيسية حول المخدرات والحملة الوقائية ضد مرض والليشمانيوز وحملات التشجير والتنظيف وإحياء كل المناسبات الوطنية مع بلدية ذراع الميزان ومؤسسة إعادة التربية بذراع الميزان. كيف ترون واقع الكشافة مقارنة بالسنوات الماضية؟ - إن العمل الكشفي عندنا مر بعدة مراحل، فأحيانا يكون مزدهرا وتكثر فيه النشاطات وأحيانا أخرى يكون في حالة شبه ركود، لكن مع إعادة بعث أفواج ولاية تيزي وزو عموما بعد إعادة بعث المكتب الولائي، نحن نتفاءل خيرا، إن شاء اللّه. هل كانت لديكم مشاركات في المحافل الوطنية؟ - لدينا عدة مشاركات وطنية مثل الاولمبياد الوطني في العام الماضي أين مثلنا ولاية تيزي وزو في المسرح وتحصلنا على المرتبة الرابعة وطنيا بعد ان تأهلنا في الولائي ثم الجهوي وشاركنا في القافلة الوطنية ضد المخدرات في العام الماضي، كما سبق ذكره، والحملة الوطنية ضد مرض الليشمانيوز مع معهد البحوث والانثربولوجيا بوهران أين قمنا بدورة لتكوين مكونين في مرض الليشمانيا، ثم أيام تحسيسية من تأطير القادة المكونين. نحتفل خلال هذه الأيام بيوم الشهيد، فما هي تحضيراتكم الخاصة بهذه المناسبة؟ - الفوج كباقي أفواج الولاية بصدد التحضير لمسابقة كتابية ولائية بين الأفواج بدأنا في توزيع أوراق الأسئلة على المنخرطين، والتحضير لمسابقة الولائية بين الأفواج التي سينظمها المكتب الولائي وذلك يوم 21 فيفري بدار الثقافة لولاية تيزي وزو. ويوم 18 فيفري، لدينا موعد مع البلدية لوضع إكليل من الزهور في مقام الشهيد وسط مدينة ذراع الميزان. هل من مشاريع أنتم بصدد التحضير لها في الوقت الراهن؟ - نحن الآن تقريبا خرجنا من المرحلة الشتوية وبدأنا التحضير لمسابقات الفكرية بين الابتدائيات والمدارس الأساسية في منطقتنا، لا يخفى عليكم يلزمنا الكثير من الجهد خاصة ان الكشافة، كما هو معروف، لا يوجد قائد يدفع له أجر مقابل نشاطه في الكشافة، لان هذا العمل تطوعي. باعتبارك قائدا، هل من كلمة توجّهها لكشاف اليوم؟ - كوني قائدا لفوج، أقول ومن خلال المسيرة النضالية للكشافة الإسلامية منذ نشأتها، نستخلص ان الكشافة فعلا مدرسة وطنية حقيقية لتربية الأجيال، أنجبت العديد من الأبطال والرجال لقنوا العدو والحاقد دروسا في تضحية الآباء والأجداد للحفاظ على ثوابت الأمة، ونحن، إن شاء اللّه، على أثرهم سائرون ولتراثهم حافظون ولوعدنا وعهدنا موفون. كلمة أخيرة نختم بها حوارنا؟ - نشكر جريدة المشوار السياسي على إتاحة هذا الفضاء للتعبير وعلى دعمها للتعريف أكثر بنشاطات الكشافة وإبراز جهود الأفواج، ونتمنى لكم ولنا المزيد من التألق والإزدهار.