فريد يروي قصة والده مع المرض مختصون يؤكدون: القلق يزيد من فرص الإصابة بالزهايمر يعد مرض الزهايمر من الأمراض العصبية الآخذة في الانتشار في صمت والتي تحتاج الى اهتمام من نوع خاص من طرف الأهل، باعتباره من الأمراض التي تؤدي إلى تدهور الذاكرة، وهو الأمر الذي من شأنه أن يرهق مرافقي المرضى نفسيا وجسديا، خاصة في ظل غياب مراكز للمعالجة وإيواء المرضى، الأمر الذي جعلهم يعيشون حياة صعبة وهو ما جعل المختصين يدعون إلى إنشاء مراكز خاصة بهذه الفئة، للتخفيف من معاناة المرضى وعائلاتهم. فريد يروي معاناة والده مع الزهايمر لمدة 6 سنوات يقوم مرضى الزهايمر بتصرفات غريبة وغير متوقعة لم يألفها المقربون إليهم أو من يحيطون بهم، على غرار الامتناع عن تناول الطعام، تجاهل أفراد العائلة. وهو ما كشف عنه فريد، الذي روى ل السياسي تفاصيل معاناة والده مع المرض لأزيد من 6 سنوات، مشيرا إلى أنه يتصرف تصرفات غريبة وقد خضع لعدة فحوصات وعلاج، إلا انه لم يتماثل للشفاء ويضيف فريد ان والده لا يعرف اسمه ورغم تذكيره باسمه في العديد من المرات، إلا انه لا يتذكره مما يخلّف عدة مشاكل. وفي ذات السياق، تضيف زوجته: حتى العناية به تتطلب صبرا كبيرا ، إذ انه عليها ان تقف على كل طلباته واحتياجاته وكثيرا ما تقدم له وجبة الفطور او العشاء ولكنه يطالبها بها بعد فترة وجيزة، متناسيا انه قد تناولها وعليها ان لا تغادر البيت وتتركه لوحده لأنها تخاف ان يتعرض لمكروه ما، وتضيف محدثتنا ان زوجها لا يخرج الى الشارع بمفرده لأنه لا يعرف كيف يغادر ولا حتى كيف يرجع وتضيف انه نتيجة بقائه الكثير في البيت، يتعرض لنوبات عصبية يفقد على إثرها وعيه وتضطر الى نقله للمستشفى لتلقي العلاج، لكنه لا يمكث فيه سوى لساعات. ..ومرضى اختفوا منذ سنوات ولم يعثر عليهم ولم يكن والد فريد الوحيد المصاب بهذا المرض الذي وجدت الكثير من العائلات نفسها في أزمة نفسية لصعوبة التكفل بالمرضى، فقد كانت أمال تختلف قليلة عن قصة فريد، حيث اختفى عمها منذ سنوات طويلة ولم يظهر الى غاية يومنا هذا بسبب إصابته بمرض الزهايمر، وهو ما أعربت عنه محدثتنا، لتضيف قائلة: أصيب عمي بهذا المرض بعد تعرضه لأزمة نفسية وكان أولاده يحرصون على العناية به داخل البيت ولكنه كان يفضّل الخروج الى الشارع ونتيجة خروجه المتكرر دون ان يتعرف على طريق العودة، تفطن أولاده الى كتابة رقم الهاتف وعنوان البيت على ورقة ووضعها على رقبته وفي كل مرة يتيه يرجعه الناس الى البيت ولكن في احد الأيام خرج كعادته ولم يعد الى غاية يومنا، فبحث عنه أولاده في كل مكان وعلقوا صوره في عديد من الولايات، الا انه لحد الآن لم يعرف مكانه وكثيرا ما تلقوا اتصالات من المواطنين تخبرهم ان والدهم موجود في مكان ما، فيتنقلون إليه لكنهم لا يجدونه وآخر خبر تلقوه انه قد عثر عليه ميتا وكم كانت صدمتهم كبيرة، إلا انه فور التعرف على الجثة لم يكن هو ولا زال أملهم في العثور عليه قائما الى يومنا . غياب مراكز للتكفل بالمرضى يزيد من المعاناة كل الحالات التي تعاني من هذا المرض يصعب التكفل بهم في البيت، نظرا للاهتمام الكبير الذي يحتاجونه كما ان حياتهم معرضة للخطر في أي وقت الأمر الذي دفع بعائلات المرضى لمناشدة وزارة الصحة لإنشاء مراكز للتكفل بهم حيث يقول فريد انه لو وجدت مراكز للاعتناء بهذه الفئة، لخف الأمر عن المريض والعائلة لان خطر التعرض لأي حادث قائم في أي وقت وما يثر الخوف هو فقدانهم، إذ ان التكفل يكون نفسيا أكثر مما هو طبي، ويضيف محدثنا انه يفتقر للخبرة في التعامل مع هذا المرض، كما تقول والدته أنه لو يتم تنظيم دورات تكوينية للتعرف بالمرض وطريقة التعامل مع المريض وما هي الظروف الملائمة داخل البيت وخارجه، ليكون في أحسن حال، فرؤية زقرب الناس إليك يتألم وأنت عاجز عن توفير ما يحتاجه من راحة نفسية، مؤلم وقاس جدا . هذه هي أعراض الإصابة بمرض الزهايمر وفي خضم هذا الواقع الذي يعاني منه العديد من الأفراد، يقول مراد حرشاني، مختص في الأمراض العصبية، ان الزهايمر يؤثر على الدماغ مما يسبّب مشاكل في الذاكرة ومشاكل حادة في نهاية المطاف مع الوظائف العقلية تزداد الأمور سوءا على مراحل والأشخاص الذين يعانون من مرض الزهايمر يصبح لديهم فقدان تدريجي للذاكرة وكذلك فقدان القدرة على إصدار القرار وصعوبة التركيز وفقدان المهارات اللغوية وتغيرات في الشخصية وانخفاض يؤدي الى فقدان كلي يحدث لهم فقدان كلي للذاكرة والقدرات العقلية كما انه قد يؤدي الى فقدان السمع والنطق وحتى البصر في الكثير من الأحيان وعلاجه في المراحل الاولى قد يكون ممكنا ولكنه مكلف نتيجة لغلاء الأدوية، إضافة الى فقدان الأمل في الشفاء كلما تأخر الكشف عنه. ومن جهته، أكد الدكتور ح. محمد ، المختص في الأمراض العصبية، أن الأطباء العامون هم المسؤولون عن تشخيص حالات الإصابة بمرض الزهايمر، مشيرا في السياق إلى أهمية التشخيص المبكّر للمرض، مضيفا أنه لا توجد إحصائيات حول عدد المصابين بالمرض، مبرزا أن إحصاء المصابين بالزهايمر يتطلب توفير التشخيص الذي لا يزال محدودا لحد الآن. وأبرز الدكتور أن الكشف المبكّر يتطلب تحفيز الأطباء العامين باعتبارهم الحلقة القوية في مواجهة الداء، من أجل التكفل جديا بالحالات التي تشكو من أعراض النسيان الخطيرة ابتداء من سن الخمسين، إذ يتضاعف المرض كل خمس سنوات بعد سن الخامسة والستين. ومن جانب آخر، قال إن المرض يرتبط بعوامل أهمها، ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، ومشاكل الضغط الدموي، والسكري، إلى جانب التقدم في السن، وهي العوامل الكلاسيكية، بينها توصل الخبراء في المجال إلى تحديد عوامل جديدة، أهمها ظاهرة التوقف عن التنفس أثناء النوم، والإكثار من تناول مضادات الألم. وبشأن التشخيص، أكد المتحدث أن الزهايمر مرض لا يعلن عن نفسه بشكل ظاهر، حيث يزور المريض الطبيب للحديث عن أمراض أخرى، وعلى الطبيب أن يكتشف ضرورة متابعته على أساس بعض الأعراض، أهمها النسيان، والذي يبدأ بنسيان الألقاب، والانزعاج غير المبرر. القلق يزيد من فرص الإصابة الزهايمر وأضاف المتحدث ان القلق يزيد من فرص الإصابة بهذا المرض الصامت وهو ما توصلت إليه دراسة طبية حديثة، مؤكدة أن القلق بين المرضى الذين يعانون من اعتلال في الذاكرة يجعلهم أكثر عرضة للإصابة الزهايمر في وقت لاحق من حياتهم. وقد أظهرت نتائج مستقلة عن الاكتئاب بين أشخاص تم تشخيص معاناتهم من ضعف إدراكي معتدل دوره في إحداث تراجع أسرع في كفاءة الوظائف المعرفية بين هؤلاء الأشخاص حيث يعمل ضعف الإدراك سواء المعتدل أو الشديد على زيادة بنسبة ما بين 33 إلى 78 بالمائة من خطر الإصابة بالزهايمر، وأوضحت المشرفة على تطوير هذه الأبحاث أن النتائج المتوصل إليها تشير إلى أنه يجب على الأطباء إخضاع الأشخاص الذين يعانون من القلق لفحص روتيني خاصة ممن يعانون مشكلات في كفاءة الذاكرة لكونه الفئات الأكثر عرضة لتطور مرض الزهايمر. اجتماعيون: تكوين الأسر لضمان كيفية التعامل مع المرض.. ضروري وفي ذات السياق، أكد لخضر ركاب، مختص في علم الاجتماع، ان التعامل مع المرضى يلزمه تكوين، خاصة ان جلهم يتعرضون لنوبات عصبية تزيد من حدة مرضهم ولا يمكن فقط للطبيب او المختص ان يتعامل معهم ونظرا لغياب مراكز الإيواء الخاصة بهم، يقع هذا الامر كله على عاتق الأسرة التي تقف مكتوفة الأيدي في كيفية التعامل معهم خاصة ان المريض هو الوالد او الأخ او الزوج ولا يمكن التخلي عنه في كل الظروف لذا يجب على المعنيين في مجال الصحة تنظيم دورات تكوينية لتعليم الأفراد كيفية التعامل مع هذا المرض الذي أصبح يصيب مئات الجزائريين. نفسانيون: العناية بالمريض مسؤولية الجميع ومن جهتها، أكدت ش. عائشة ، مختصة في علم النفس، انه يتولد لدى مرافقي المرضى ضغط نفسي نتيجة الإرهاق والقلق، وقد يتحول إلى مرض عضوي في أي لحظة، وهو ما أكدته المختصة ل السياسي ، مشيرة الى أن مرض الزهايمر من الأمراض التي تؤثر على أهل المصاب أكثر من المريض نفسه، الذي من شأنه أن ينعكس سلبا على حياته، وبالتالي يهمل عائلته وعمله ويصبح شخصا معزولا عن العالم الخارجي، ويصاب بالاكتئاب والعصبية، ما قد يتحول مستقبلا إلى مرض عضوي على غرار السكري أو ارتفاع ضغط الدم وغيرها من الأمراض المزمنة. ونصحت المتحدثة مرافقي مرضى الزهايمر أن يأخذوا قسطا وفيرا من الراحة، والترويح عن النفس، وذلك بالتجوال والتسوق أو ممارسة الرياضة، وتداول الأدوار بين أفراد العائلة كي لا يحسوا بالضجر والإرهاق وهو ما أشارت إليه سليمة جناسي، مختصة في علم النفس، قائلة: يجب على كل فرد من أفراد العائلة الصغير والكبير أن يهتم بالمريض ولا نترك الوظيفة لشخص واحد ويفضّل في بداية التشخيص أن يعرف كل فرد من أفرد العائلة معنى كلمة الزهايمر وأنه سوف يتقدم كل سنة وأن المريض قد يفقد قواه العقلية بالتدريج مثل الذاكرة والحكم على الأشياء وأحياناً الكلام والتوهم كما يجب تنبيههم أن الحالة النفسية للمريض تتغير بما فيها من الاكتئاب أو الهيجان في بعض الأحيان، كما ان على المعتني ان يكون صبورا وحكيما في التعامل مع المريض الذي يشعر وكأنه طفل صغير يتأثر بأبسط الأمور .