أكد خبير هولندي في مجال تربية الأبقار الحلوب خلال لقاء دراسي بسوق أهراس على ضرورة اعتماد مسار التلقيح الاصطناعي لما له من فوائد جمة في تحسين السلالة وتطوير إنتاج الحليب وزيادة رؤوس الأبقار. وتطرق الخبير الهولندي مارتن بيتارز في مداخلة له في أشغالاللقاء التقني الذي احتضنته قاعة الاجتماعات لمديرية المصالح الفلاحية بحضور عدد من مربي الأبقار وأطباء بيطريين وأعضاء غرفة الفلاحة وإطارات بمديرية الفلاحة، إلى تقنية التلقيح الاصطناعي ونقل الأجنة من أبقار ملقحة إلى أخرى مستقبلة. وعرض ذات الخبير التجربة الهولندية في مجال تربية الأبقار، مستعرضا في ذات السياق نماذج تجربة بلده الرائدة في هذا المجال. كما أشار إلى أن بقرة واحدة أفرزت أكثر من 16 بويضة وتمت عملية النقل إلى رؤوس أبقار أخرى وكانت النتيجة 16 عجلا جديدا. كما تحدث ذات الخبير خلال ذات اللقاء الذي بادرت إلى تنظيمه غرفة الفلاحة بالتنسيق مع مديرية المصالح الفلاحية، عن الوسائل والتجهيزات المستعملة في مجال التلقيح الاصطناعي لتحسين السلالة، والرفع من مستوى إنتاج الحليب. ولضمان نجاح عملية التلقيح الاصطناعي، أوضح مارتن بأنه يستوجب اختيار رؤوس الأبقار التي تتوفر على مقاييس صحية وسلالة جيدة ذات جودة عالية، فضلا عن مراعاة تغذية صحية للأبقار. من جهته، أكد رئيس غرفة الفلاحة، محمد يزيد حمبلي، بأن تطوير شعبة الحليب بهذه الولاية يبقى مرهونا أساسا بتنظيم المربين في تعاونيات، مما يسمح بتسخير كل الإمكانيات وتقريبها من المربين، داعيا الأطباء البيطريين إلى ضرورة بذل مجهودات أكثر ضمن عملية التلقيح الاصطناعي لضمان توفير محيط أنجع لتدخلهم. واعتبر رئيس غرفة الفلاحة كذلك أن تجربة التلقيح الاصطناعي بولاية سوق أهراس تبقى محتشمة، مرجعا ذلك إلى عوامل عدة منها عدم انخراط الأطباء البيطريين الخواص في هذه العملية باستثناء تجربة بيطري خاص ببلدية لحنانشة. ومن شأن سلسلة هذه اللقاءات التقنية التي ستتواصل على مدار 3 أيام أن تسمح بتحسين المستوى التقني للمربين والتقنيين، وكذا شروط استغلال تربية المواشي -حسبما أشار إليه منظمو اللقاء- الذين أوضحوا بأن الخبير الهولندي سيطّلع في الميدان خلال الفترة المسائية لنهار اليوم على تجربة مربي خاص للأبقار الحلوب ببلدية لحنانشة. وموازاة مع التطور الملحوظ في مجال تربية الأبقار الحلوب بسوق أهراس بفضل توسع القطيع وارتفاع الإنتاج وحتى زيادة عدد المربين، فإن هذا النشاط يبقى يمارس بطريقة تقليدية لدى معظم المربين بمعنى لا يمارس بشكل استثماري كبير، وذلك جراء التكاليف الباهظة وعدم استثمار الشباب في تربية الأبقار الحلوب وغياب ثقافة تسيير حديثة وضعف المتابعة الصحية ونقص تنظيم شبكة الجمع، حسبما تمت الإشارة إليه، للإشارة، فإن ولاية سوق أهراس تحصي 96600 رأس من الأبقار منها 50500 بقرة حلوب، فضلا عن 342 رأس من الأغنام و120 ألف رأس من الماعز.