أكد وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة ،أول أمس، أن الجزائر تتابع بانشغال شديد وقلق عميق التطورات والمستجدات الخطيرة في اليمن، وتدعو الفرقاء في هذا البلد إلى التحلي بالحكمة وتغليب لغة العقل والحوار. وفي تصريح له أمام وزراء الخارجية العرب المجتمعين بشرم الشيخ تحضيرا للقمة العربية المقرر عقدها يومي السبت والأحد المقبلين ، أكد لعمامرة أن الجزائر تتابع بانشغال شديد وقلق عميق التطورات والمستجدات الخطيرة في اليمن الشقيق، جراء تصعيد المواقف بما قد يؤدي إلى إجهاض العملية السياسية وزيادة حالة الانقسامات وأعمال العنف وانتشار الإرهاب بشكل يهدد أمن واستقرار ووحدة اليمن الشقيق. وبالمناسبة نقل لعمامرة دعوة الجزائر لكافة الفرقاء اليمنيين إلى التحلي بالحكمة وتغليب لغة العقل والحوار وفق مرجعياته والجهود الأممية ، والتي تبقى السبيل الوحيد لإيجاد حل سياسي توافقي ، يمكن من تحقيق المصالحة الوطنية بين جميع مكونات الشعب اليمني الواحد ، ويحفظ وحدته وسيادته وسلامة أراضيه ، ويعزز من تماسك نسيجه المجتمعي . كما ناشدت الجزائر كافة الأطراف الفاعلة في الأوضاع الحالية أن تحتكم الى إرادة الشعب اليمني مع احترام الشرعية المؤسساتية اليمنية والشرعية الدولية . وبالمناسبة أكد وزير الشؤون الخارجية أن الجزائر تعرب عن تضامنها الكامل مع الشعب اليمني الشقيق في هذه المرحلة العصيبة والفارقة من تاريخه ، وتعتبر أن التصعيد في المواقف المتشددة والمواجهات ، لا يساهم في حل الأزمة ، بل يؤدي إلى تفاقمها وزيادة معاناة الشعب اليمني الشقيق . وجددت الجزائر تأكيدها أيضا بأن العودة إلى الاستقرار والأمن في ربوع اليمن لن يتأتى إلا من خلال الالتزام بتنفيذ المرجعيات الأساسية للعملية السياسية ، والتمسك بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة والمبادرة الخليجية ، كما جددت الجزائر في نفس الوقت إلتزامها وتمسكها بمتطلبات الأمن القومي العربي بكافة مكوناته ، بدءا بالجوانب الأساسية التي تخضع بالضرورة لسيادة كل دولة عربية . وجدد وزير الشؤون الخارجية أن الجزائر لن تسمح بمشاركة وحدات من جيشها الوطني الشعبي في مهام قتالية خارج حدودها وذلك في رد على سؤال حول موقف الجزائر من إنشاء قوة عربية مشتركة. وقال لعمامرة في تصريح صحفي في ختام لقاء أجراه مع نظيره العماني يوسف بن علوي على هامش أشغال اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية نحن نقدر الاقتراح المقدم من الرئيس عبد الفتاح السيسي لمثل هكذا أفكار خدمة للعمل العربي المشترك والأمن القومي العربي وفي نفس الوقت نعتقد أننا لا بد أن نستفيد من تجربة غيرنا ، مشيرا إلى التجربة الإفريقية والواسعة التي من الممكن جدا أن نتخذها كمصدر إنارة عند دراستنا ومعالجتنا لمقومات الأمن الجماعي. وتابع لعمامرة قائلا أنا أعتقد أنه أولا وقبل كل شيء يجب أن تكون كل حلقة من الحلقات المكونة لهذه المنظومة قوية ومتماسكة وبالتالي لا بد من التركيز على الأمن والاستقرار وتنظيم البيت في كل بلد من البلدان العربية.وأوضح لعمامرة انه إذا تعذرت كل هذه الأمور والوسائل على المساعدة في الحل لا بد من التفكير في استغلال ما لدينا من وسائل متوفرة في ميثاق الجامعة العربية والأمم المتحدة كقوات حفظ السلام وهناك إمكانية للدول التي تسمح دساتيرها بذلك العمل في هذا الإطار . وأكد الوزير أن الجزائر ومن الواضح أنها لا تسمح بقوات مقاتلة من جيشها للخروج خارج الوطن ولكن يمكن أن تكون لها مساهمات لوجستية دون أن تشارك بوحدات قتالية خارج حدود بلدها .