أكد البروفسور فريد حدوم، مختص في أمراض الكلى وزرع الكلى والضغط الدموي وداء السكري بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا بالعاصمة، أن 60 بالمائة من الإصابات بالقصور الكلوي سببها داء السكري وارتفاع الضغط الدموي. وأوضح المختص، في مداخلة له في أشغال لقاء دراسي حول أمراض القلب والشرايين وداء السكري، أنه وبالنظر إلى العدد المخيف للمصابين بالقصور الكلوي بالجزائر والذي وصل حاليا إلى 21 ألف يخضعون لتصفية الكلى عبر مختلف المراكز الصحية بالمستشفيات عبر البلاد، فقد أصبح لزاما على الأطباء التركيز على الوقاية من أخطار داء السكري والضغط الدموي. وأشار ذات البروفسور، خلال هذا اللقاء الذي بادرت إلى تنظيمه الجمعية العلمية لأطباء ولاية سوق أهراس، إلى ضرورة إخضاع مرضى السكري والضغط الدموي إلى تحاليل وتشخيص عن الإصابة بالكلى، مضيفا بأن 30 بالمائة من المصابين بداء السكري يعانون من مرض الكلى وأن 25 بالمائة من المصابين بالضغط الدموي يعانون كذلك من أمراض الكلى. وبعدما اعتبر أن هذا الأمر خطير لأنه يوصلهم إلى مرحلة قصور كلوي نهائي وهو ما يحتم عليهم الخضوع إلى تصفية الدم وزرع الكلى، كشف البروفيسور حيدوم على هامش هذا اللقاء بأنه سيقوم في غضون جوان المقبل بعمليات زرع لكلى ونقلها من موتى (جثث) وذلك بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا بالجزائر العاصمة. وأشار إلى أنه على الرغم من وجهة النظر الدينية والقانونية التي تجيز وتسمح بإجراء مثل هذه العمليات (نزع الكلية من الأموات)، إلا أن دراسة أجريت خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة أظهرت عدم تقبل بعض عائلات المتوفين لمثل هذا النزع للأعضاء جراء حساسيتهم للموضوع، داعيا مسؤولي الشؤون الدينية بالجزائر إلى ضرورة تحسيس المواطنين بأهمية إجراء هذه العمليات لإنقاذ حياة المصابين بالقصور الكلوي. من جهتها، أشارت الدكتورة مريم فراح من المركز الاستشفائي الجامعي لعنابة، إلى أهمية التربية الصحية السليمة التي تعتبر، حسبها، منطلقا أساسيا للتكفل بداء السكري، مضيفة بأنه عند تشخيص داء السكري، فإن المريض يصاب باكتئاب عوض تقبله للمرض ومعايشته له. وهنا يأتي، كما قالت، الدور الهام للطبيب لإقناع المريض بتقبل مرضه لضمان انطلاقة فعلية لعلاج ناجح. أما الدكتور محمد آيت عثمان، مختص في داء السكري ورئيس جمعية أطباء سوق أهراس، فأشار إلى ضرورة رسكلة الأطباء وتحسيسهم بمثل هذه اللقاءات لمسايرة التقنيات الحديثة في مجال الطب. وتركزت باقي المداخلات أساسا حول التكفل بالسكتة القلبية في الساعات الأولى من حدوثها وإلى تجربتهم مع أمراض القلب والشرايين وداء السكري. وكرم مسؤولو ذات الجمعية خلال هذا اللقاء كلا من الأستاذ خير الدين مراد بودية عميد أطباء القلب والشرايين والذي تولى رئاسة مصلحة أمراض القلب والشرايين بالمركز الاستشفائي الجامعي مصطفى باشا لمدة 50 سنة، فضلا عن الوالي ساعد أقوجيل على الدعم الذي كثيرا ما قدّمه لذات الجمعية.