تعتبر جميلة بوعزة مجاهدة جزائرية من إحدى الشخصيات البارزة في الثورة الجزائرية ومن أبطال معركة الجزائر الشهيرة وأول جزائرية حكم عليها بالإعدام رفقة زميلتها جميلة بوحيرد من طرف المحكمة العسكرية الفرنسية، وهي من بين أبطال وبطلات أنجبتهم الجزائر أحرار لا يهانون ولا يداس على كرامتهم بأي شكل من الأشكال، كانت جميلة بوعزة مجاهدة مفعمة بالثورة ومناضلة شهيرة من مناضلات الاستقلال، إنها رفيقة درب جميلة بوحيرد وجميلة بوباشا، وهي إحدى الجميلات الثلاث اللواتي ضربن المستعمر في الصميم ونقلن الثورة إلى مجدها التاريخي في السجن الفرنسي، تنتمي إلى مجتمع المدن الذي تختلف فيه حياة المٍرأة عن مجتمع الريف الذي لا يتعدى فيه دور المرأة على الإنجاب والطبخ وبعض الأعمال البدائية، حيث ولدت بمدينة العفرون لولاية البليدةبالجزائر سنة 1937 وتعلمت العزف وأخذت دروسا في الغناء، كما أنها كانت تحب دراستها وشاركت في مسابقات عديدة كانت تنظمها الجمعية الفرنسية أثناء اندلاع الثورة الجزائرية، وإن كانت المرأة الريفية قد تحملت أعباء الثورة الجزائرية في القرى والمداشر فإن المرأة في المدن هي الأخرى قامت بواجبها الوطني وكانت السند القوي للمجاهدين من فدائيين ومسبلين داخل المدن، حيث تكثر أجهزة القمع البوليسي والمراقبة المستمرة، وجميلة بوعزة كانت من بين تلك المجاهدات في المدن اللواتي انضممن إلى صفوف جبهة التحرير الوطنية واقتصرت مهتمها على المحاربة في الميدان وكانت من أهم النساء البارعات في زرع القنابل في طريق الاستعمار الفرنسي ومن أهم التفجيرات التي قامت بها هي انفجار مقهي كوك هردي بأحياء الجزائر العاصمة، إلى جانب التفجير الذي نظمه ياسف سعدي والعربي بن مهيدي ونفذت تفجيرا في شارع العاصمة الجزائرية، كما وكلت لها مهام رسم الخطط وتنفيذها رفقة زميلاتها من المجاهدات والشهيدات على غرار زهرة ظريف وحسيبة بن بوعلي ومليكة قايد وغيرهن، ونتيجة لبطولتها أصبحت المطارَد رقم 02. وتعتبر جميلة بوعزة، آخر مناضلة تم القبض عليها من طرف الاستعمار الفرنسي، حيث مرت بظروف قاسية وتعرضت لتعذيب وحشي لكن شجاعتها وصمودها مكناها من التحمل لأكثر من ست ساعات، كما هي تعليمات المنظمة، حكم عليها بالإعدام من طرف المحكمة العسكرية ما جعلها تمر بظروف جد قاسية، حيث كانت تنتظر دورها في المقصلة كل صباح يوم جديد، وتم إطلاق سراحها عام 1962.