يستغل الكثير من الأطفال والشباب شهر رمضان المبارك للعمل، بصفة مؤقتة، في مواد محدّدة وكثيرة الطلب، على غرار الحشيش و المعدنوس و المطلوع ، خاصة وان شهر رمضان هذه السنة تزامن والعطلة الصيفية وهو ما وجد فيها الكثيرون فرصتهم من أجل العمل ومساعدة عائلاتهم لكسب قوت يومهم خلال أيام رمضان، وهو ما لاحظته السياسي خلال جولتها الاستطلاعية الى بعض الأسواق على مستوى العاصمة. اغتنم العديد من الشباب فرصة رمضان من أجل العمل وكسب بعض الأموال من أجل مساعدة عائلاتهم واقتناء مختلف المستلزمات والمواد الاستهلاكية الخاصة بهذا الشهر الفضيل، وهو حال عبد الرحيم، 18 سنة، الذي قال لقد قررت، بعد انتهاء الدارسة، العمل خلال شهر رمضان من أجل كسب الرزق ومساعدة عائلتي خلال هذا الشهر الذي يستلزم الكثير وهو ما تلاحظونه حاليا، فبيع الشاربات خلال هذه الأيام المباركة أفضل من البقاء جالسا بدون عمل . ومن جهته، أضاف كمال، وهو طالب جامعي تزامن شهر الصيام والعطلة الصيفية مكنني من مزاولة مجموعة من الأنشطة الموسمية مثل بيع الزلابية كما ترون، خاصة وان هذه الأخيرة تشهد إقبالا كبيرا من طرف العائلات الجزائرية خلال هذا الشهر الفضيل . أطفال يضحون ببراءتهم لمساعدة عائلاتهم خلال رمضان ونحن نتجول بين أرجاء شوارع العاصمة، شدّ انتباهنا تلك الطوابير الطويلة أمام محلات بيع الحلويات، خاصة قلب اللوز والزلابية، كما سجلنا إقبالا كبيرا للأطفال على الاستثمار في بيع التوابل والخضر والفواكه، لا سيما المعدنوس والكرافس والذي تباع الحزمة الواحدة منه بين 25 و30 دج، وهم الأطفال الذين كانوا يبيعون المحاجب والسجائر، وهو ما أعرب عنه كريم الذي لا يتجاوز ال15 سنة، حيث تعرف تجارة بيع الحشيش والكرافس والمطلوع.. وغيرها من الأنشطة التجارية الأخرى، رواجا كبيرا خلال شهر الصيام نظرا لاستهلاكها من قبل عامة الناس خلال ذات الشهر بصفة خاصة، وهو ما يجعل الطلب عليها كبيرا حتى أنه من النادر أن تتمكّن خلال أولى أيام شهر رمضان من الحصول على تلك المواد، إذا تجاوزت الفترة الصباحية. وفي جولة لنا عبر بعض أسواق العاصمة، ونحن نتجول بالسوق البلدي بالشراڤة، صادفنا أبرياء كثيرين واقفون على الأرصفة وعلى قارعة الطريق أمام صناديق تحمل حزمة الحشيش والكرافس وغيرها من المبيعات التقليدية الأخرى على غرار المطلوع و الديول، وهم يصرخون بأعلى أصواتهم مثلما يفعله الكبار لترويج سلعهم، لكي يحظون بعدة دنانير تسعدهم وتدخل الفرحة على قلوبهم وقلوب أوليائهم وهو ما قاله محمد، 14 سنة، الذي فتح قلبه ل السياسي ليروي لنا الظروف الاجتماعية التي يعيشها والتي كانت من بين الأسباب التي دفعته للعمل أيام العطلة، خاصة خلال هذا الشهر الفضيل، ليختم كلامه أن عدم وجود مدخول مالي للعائلة لان والده متوفٍ وأمه تعمل منظفة بإحدى المدارس وراتبها الشهري لا يكفي لتغطية مصاريف إخوته الستة، دفعه للعمل خلال رمضان. وغير بعيد عن الطاولة التي كان يعمل بها محمد، التقينا بمراد الذي لا يتجاوز سنه ال18 سنة بصدد التحضير لعرض سلعه والذي قال بان رمضان فرصة لبيع مختلف أنواع الحشائش والمعدنوس والنعناع خاصة وان العائلات الجزائرية لا يمكنها الاستغناء عنها طيلة هذا الشهر، وقد أكد لنا مراد بأن الكثير لا يستغنون عن هذه الحشائش الطبيعية والصحية التي تُضفي على الأطباق والمأكولات الرمضانية نكهة مميزة، ليجد هو بذلك فرصة لإعانة عائلته وتوفير احتياجاتها خلال شهر رمضان وتمكّنه من جني بعض المال خاصة وان والده طريح الفراش ولا يقدر على إعالتهم.