تساءل العديد من المسافرين بالعاصمة وخارجها عن النقص الفادح لوسائل نقل المسافرين التي قلّصت خدماتها بشكل رهيب منذ أول يوم من رمضان، الوضع الذي أدخل المواطنين، خاصة الموظفين منهم، في مأزق كبير جراء هذه الأزمة التي بسببها بات المئات منهم يصلون متأخرين عن مناصب أعمالهم ليجدوا حلا وحيدا وهو اقتناء سيارة الأجرة أو السيارات الخاصة لأجل التنقل إلى وجهاتهم. لم يهضم الكثير من المواطنين ما يحصل على مستوى قطاع النقل الذي شلّ منذ أول يوم من شهر الصيام، بعدما خرج العديد من الناقلين في عطلة مجهولة الأمد دون مراعاة تنقلات المواطن البسيط ليتكبد هؤلاء المعاناة خاصة مع درجات الحرارة المرتفعة وهم بصدد الانتظار لساعات طويلة بالمواقف والمحطات، حسبما استسقته السياسي خلال تواجدها ببعض المحطات بالعاصمة على غرار تافورة، القبة، حسين داي.. وغيرها بالإضافة إلى جل محطات ولاية تيبازة التي تعرف أزمة حقيقية سواء ما تعلق بالنقل الداخلي أو ما بين الولايات الوضع الذي بات يفرض على المواطنين النهوض في وقت جد باكر علهم يحظون بحافلة تقلهم إلى الأماكن المقصودة. وفي حديث مع بعض المسافرين ممن كانوا بمحطة بواسماعيل، عبّر هؤلاء عن استيائهم الشديد من النقص الكبير لحافلات النقل منذ نهاية الأسبوع الفارط أمام إقبال المواطنين عليها، بالإضافة إلى توقف سائقي الحافلات عن العمل في ساعات جد مبكرة وتحديدا بعد منتصف النهار ما يخلّف مشكلة كبيرة للتنقل إلى خارج أو داخل الولاية، في حين لم تسلم المحطة البرية بحجوط من ذات المشكلة القائمة، أين يجد المواطن البسيط نفسه مجبّرا للوقوف ساعات طويلة على الأرصفة أو اللحاق باكرا بالحافلة لتجنّب البقاء في المحطة. مواطنون ينتظرون أزيد من ساعة بالمحطات والمواقف وقد أشار مسافرون ممن كانوا بمحطة بن عمر بالقبة إلى أن عديد الخطوط عرفت تقليصا لخدماتها المعتادة، على غرار الخط الرابط ببين القبة - ساحة الشهداء وأول ماي وكذا بئر مراد رايس وجسر قسنطينة، وهو الوضع الذي عمل على إبقائهم أكثر من نصف ساعة وهم بانتظار قدوم الحافلة، الوضع الذي أرقهم خاصة مع مشقة الصيام وارتفاع الحرارة، ما جعل البعض منهم يبحثون عن سيارة أجرة فيما عمد آخرون إلى التنقل سيرا على الأقدام. ناقلون يتحدّون مديرية النقل ويدخلون في عطلة رمضانية وفي سياق متصل، أضاف بعض المتحدثين أن ما من حل للوصول إلى أماكن عملهم، منذ بداية شهر رمضان، سوى اللجوء لسيارات الأجرة أو الكلونديستان مع دفع التسعيرة مهما كانت قيمتها تفاديا للتأخرات اليومية التي قد يتعرضون لها جراء هذه الأزمة، طارحين عدة تساؤلات حول الإجراءات التي تسطّرها مديرية النقل خاصة في مثل هذه المناسبات، والتي يتضح جليا أنها لم تطبق وأنّ الناقلين باتوا ينشطون دون حسيب أو رقيب ويفرضون منطقهم بكل حرية وثقة، وقد أشار أحد الناقلين إلى أن الكثير منهم يتوقفون عن النشاط مع توفير الحد الأدنى من الخدمات إلى غاية منتصف شهر رمضان بحجة قلة الحركية ودخول الطلبة والكثير من الموظفين في عطلة، وهو ما ينعكس سلبا على النشاط الاعتيادي والمدخول اليومي. إجراءات مديرية النقل الجديدة بتيبازة تذهب مهب الريح الجدير بالذكر أن مديرية النقل لولاية تيبازة قامت بتزويد محطات نقل المسافرين بخطوط مباشرة تربط بين بلديات الولاية والولايات المجاورة، لتجنّب المسافرين اللجوء لتغيير المحطات في حين يجد المواطن نفسه عاجزا حتى عن الوصول إلى أقرب الوجهات أمام فرض سائقي الحافلات لمنطقهم وعدم قيامهم بتوفير الخدمة المسندة لهم وهو السيناريو الذي يتكرر في كل المناسبات سواء الدينية أو الوطنية. خدمات نقل غائبة قبل الثالثة مساء ومن السلوكيات التي ينتهجها بعض الناقلين بالعديد من المحطات، على غرار محطة حجوط بولاية تيبازة وتحديدا بالخط الرابط بين حجوط - بواسماعيل، هو التوقف عن النشاط في وقت جد مبكّر والمحدّد قبل الثالثة مساء، ما يضع المواطنين، خاصة فئة الموظفين، في حيرة من أمرهم حيث لا يجدون أي وسيلة نقل بعد خروجهم من مقرات أعمالهم تقلهم إلى أماكن سكناهم وهو الوضع الذي أرق المواطنين الذي طالبوا بإجراءات ردعية وعقوبات صارمة على كل الناقلين المخالفين للقوانين.