تحولت العديد من الساحات بمختلف البلديات خلال شهر رمضان لمساحات خاصة ببيع الشواء على الهواء الطلق ما جعلها تميز السهرات الرمضانية ككل سنة ، حيث باتت الطاولات الخاصة بتحضيرها تغزو شوارع العاصمة الرئيسية وكذا الفرعية خاصة على مستوى الأحياء الشعبية، حيث يشتعل الفحم يوميا لتنتشر رائحة الشواء المنبعثة على بعد أمتار وهي ما يجذب المواطنين خاصة الشباب منهم اذ لا يكاد يخلو أي شارع أو حي ببلديات العاصمة من الطاولات التي تنصب لبيع الشواء، وهو ما لاحظته السياسي خلال جولتها الاستطلاعية وما يلفت الإنتباه هو الإقبال الكبير عليها من طرف الشباب مباشرة بعد الإفطار، ليمتد إلى غاية وجبة السحور، تلبية لطلبات الكثير من المواطنين الساهرين ساحات عمومية تتحول إلى فضاءات لبيع الشواء تعرف معظم الأحياء الشعبية بالعاصمة انتعاشا كبيرا لبيع المشوي بكل أنواعه على غرار اللحوم البيضاء والحمراء والكبد وكذا النقانق بشكل فوضوي، دون أي احترام لشروط النظافة، ناهيك عن الإزعاج الذي يتسبّب به للسكان سواء من خلال الرائحة التي تدخل سكناتهم أو الفوضى العارمة التي يحدثها الشباب المتجمعون حول المشاوي، وهو ما رصدته السياسي خلال جولتها الميدانية لبعض الأحياء، على غرار باب الواد ، الشراقة ، درارية و غيرها من البلديات المجاورة حيث أن أسعارها البسيطة التي لا تتعدى ال30 دج وهو سر الإقبال والتهافت عليها و نحن نتجول بين ارجاء بلدية الشراقة . لفت انتباهنا تجمع عدد من الشباب حول إحدى الطاولات المنصوبة بالقرب من طريق السيارات وسط فوضى عارمة حيث كان الشباب المسؤول عن عملية الشوي يضع أعواد اللحوم فوق المشواة التي من الواضح أنها لم تنظف منذ بدء استعمالها إلى يومنا هذا، بعد إخراجها من إحدى العلب البلاستيكية دون استعمال أي وسيلة حفظ أو تبريد وهو ما يشكّل خطر صحيا على المستهليكين، خاصة أن العملية تدوم لساعات طويلة بما أنها تمتد إلى غاية السحور، ناهيك عن المواد الأخرى المستعملة، حيث كان يفرغ كميات من الكحول فوق اللحم مباشرة من أجل التهاب الفحم الذي يساعد على عملية النضج بسرعة، والكثير من الأمور التي قد لا ينتبه إليها العديد من المواطنين من شباب ومراهقين وصغار الذين غرتهم رائحة الشواء الشهية، معتبرين أنفسهم بالزبائن الأوفياء لباعة الشواء على تلك الطاولات العشوائية المنتشرة في كل مكان تقريبا. وهو ما اثار استياء العديد من المواطنين الذين التقتهم السياسي خلال جولتها الاستطلاعة ليقول منير في ذات السياق بعد الإفطار مباشرة تبدأ طاولات الشواء العشوائية بالانتشار، و تبدأ الروائح تعبق في الأفق بالساحات العمومية والأرصفة مستقطبة المواطنين بمختلف الأعمار، إذ يتوافد إليها الكثيرون بغرض الحصول على اللحم المشوي الذي يفتقد إلى شروط النظافة و الحفظ ، حيث توضع اللحوم بأوان بلاستيكية غير نظيفة و معرضة للهواء والحشرات و التلوث الناجم عن دخان السيارات و الغبار الذي يتطاير هنا و هناك ، حيث لا يتواجد مبردات و لا ثلاجات تحفظ هذه اللحوم، الأمر الذي يعرضها للتلف وهو ما يتجاهله الكثيرون الذين يقبلون على اكل اللحوم المشوية بهذه الطاولات العشوائية وهو ما قد يساهم في الاصابة بتسممات غذائية و التي تحدث غالبا في موسم الاصطياف بسبب المواد الغذائية الفاسدة و عامل الحرارة الذي يساهم في إفسادها و إتلافها، و هو ما رواه بلال ل السياسي بعد ان تعرض خلال السنة الماضية إلى تسمم أدخله المستشفى العام الماضي اثر تناوله مرقاز من طاولات الشواء العشوائية ، ليؤكد بأن ما استهلكه آنذاك لم يكن محفوظا بطريقة سليمة ، ليضيف بأنه لن يعاود الكرة ثانية ، و رغم خطورة الوضع إلى أن إقبال المواطنين عليها لا يتوقف، دون وعي بما يستهلكونه ، ح وهو ما التمسناه خلال جولتنا الاستطلاعية اين يجهل العديد من المواطنين ما يستهلكونه غير مكثرتين للمصدر أو مراعاة الطرق الموضوعة به اللحوم ،أو دون ملاحظة انعدام المبردات، فتواجد طاولات الشواء يمتد إلى ساعات متأخرة من الليل ، إذ يقول رفيق في هذا الصدد بأنه معتاد على تناول الشواء خلال رمضان و يضيف بأن ذلك لا يشكل أية خطورة ، ويشاطره عمر الرأي ذاته بأنه معتاد على ذلك أيضا خلال رمضان و بصفة شبه يومية ، حيث يقول أنه لا ضرر في ذلك أبدا و أنه أمر ممتع تناول شواء بعد وجبة الإفطار. هذا و لم يقتصر هذا على الشباب فقط بل يمتد إلى الأطفال أيضا الذين تغريهم رائحة الشواء حيث يقول حسان ذات 13 سنة بأنه يرتاد طاولات الشواء المنتشرة بالساحات العامة و أرصفة الطرقات بغية تناول لحم مشوي بعد الإفطار رفقة أصدقائه، من جهته تقول فاطمة بأنها تمنع أولادها من اقتناء اللحم المشوي الذي يباع بالهواء الطلق ،وذلك خوفا على سلامتهم وعلى صحتهم ، إذ تضيف بأنها تخاف أن يستهلك أطفالها لحوما غير محفوظة و فاسدة ، و على غرار احتمال فساد هذه اللحوم و تلفها لعدم تواجدها بمبردات ، قد تكون هذه الحوم مجهولة المصدر أيضا حيث تغيب الرقابة عنها و من الصعب معرفة من أين جاءت ، أو من أين جاء بها صاحب الطاولة. لحوم شواء مجهولة المصدر تتسبب في تسممات حادة في ذات السياق اكد الكثيرون ل السياسي انهم يجهلون مصادر اللحوم المشوية وهو ما قد يسبب تسممات حادة وهو ما قصه لنا الشاب مراد البالغ من العمر 38 سنة ، الذي قال لنا إنه رغم الرائحة الطيبة التي تنبعت من الطاولات، إلا أن مخاطرها لا تعد ولا تحصى باعتباره كان من رواد الشواء في سهرة رمضان يوميا، مضيفا في حديثه أنه في ليلة من ليالي رمضان الماضي، ذهب لأكل شواء مرقاز التي تنبعت رائحته من بعيد، الا أن تلك النكهة سرعان ما انقلبت عليه، حيث شعر بأوجاع مؤلمة على مستوى المعدة، مما استدعى نقله مباشرة الى المستشفى لتلقي العلاج، حيث أخبره الطبيب أن السبب وراء ذلك يعود ل المرقاز الذي أكله. ومنذ ذلك اليوم اعتبر محمد أن الإقبال على طاولات بيع الشواء، التي تشهد غيابا تاما للنظافة، تشكل خطرا كبيرا على صحة المواطن، خاصة في شهر رمضان .وهو الامر ذاته الذي اهتزت به بلدية العلمة بسطيف خلال الايام الاولى من رمضان على وقع كارثة صحية كادت ان تؤدي إلى الوفاة الحتمي للمواطنين المقبلين على استهلاك ساندويتشات الشواء التي انتشرت طاولات بيعها كالفطريات مع حلول الشهر الفضيل، نظرا لعدم سلامة هذه اللحوم المستعلمة حيث تعرض 5 أشخاص إلى تسممات غذائية حادة أين أصيبوا بألام شديدة وغثيان نقلوا إثرها إلى مصلحة الاستعجالات لتلقي الإسعافات الأولية. اصوات متعالية و رائحة الدخان تزعج السكان و بعيدا عن مخاطر الإصابة بالتسممات الناجمة عن اللحوم المشوية بالهواء الطلق، يتسبب أصحاب هذه الأخيرة في تلوث في الجو و المحيط اين اشتكت العديد من العائلات خاصة تلك القاطنة في الأحياء الشعبية من طاولات بيع الشواء التي تنتشر كل رمضان بعد الإفطار، وتستمر في نشاطها إلى غاية الفجر، إذ يقوم هؤلاء بنصب طاولاتهم أمام البيوت، ليلتف حولها مجموعة من الشبان يلعبون الدومينو ويتبادلون أطراف الحديث بصوت عال، تتخلله قهقهات تخترق صمت الليل، لتصل إلى شرفات البيوت وتزعج النائمين وخاصة كبار السن والمرضى، الذين يخلدون إلى الراحة بعد يوم طويل من الإمساك عن الأكل إلا أنهم لا ينعمون بذلك، وهو ما أعرب عنه جمال من بلدية باب الواد و يضيف فارس بأنه مصاب بالربو حيث يسبب الدخان لي ضيقا في التنفس ، و يضيف بأنه طالب مرارا و تكرار إيقاف هذه الظاهرة وإبعادها عن المجمعات السكنية لكن دون جدوى ،و يضيف عامر بأنه في جدال دائم مع أصحاب الطاولات بسبب ما يتسببون به من فوضى و صخب ناهيك عن القاذورات التي يخلفونها ورائهم والتي تجلب الحيوانات الضالة ، ويرى أصحاب الطاولات بأنه لا ضرر في فعل ذلك حيث يقول فاتح صاحب طاولة بأنه عمل إضافي نكسب منه مصاريف إضافية ، و يقول سمير في السياق ذاته بأنه عمل مؤقت و يزول بعد رمضان و منه نجني بعض المصاريف ، و يقول رضا بأنه نشاط مرتبط برمضان و يكثر الطلب عليه و إقبال المواطنين عليه و الذين يطالبون باستمراره طيلة الشهر، مما يجعلنا نتواصل معهم و نواظب عليه ، كما أنه لقي استحسانا من طرف المواطنين و الذين أصبحوا زبائن دائمين، و بين هذا و ذاك تبقى طاولات الشواء منتشرة عبر الساحات العمومية و شوارع البلديات برمضان ، و التي تتداول بين مختلف الاحياء ، دون رقابة أو ردع أو ما ينبئ بذلك. القصوري يطالب التدخل السريع لردع السموم الغذائية و في ذات السياق أكد سمير القصوري الأمين العام لجمعية حماية المستهلك أن طرق بيع اللحوم الحمراء والبيضاء لا تخلو من التجاوزات والاحتيال التي يتبعها بعض الباعة من محبي الربح السريع وبأقل التكاليف منها ما يتعلق ب المرقاز التي تعتبر أخطر مادة من مشتقات اللحوم والتي يفضلها المواطنون خاصة بعد الإفطار والإقبال على محلات بيع الشواء دون معرفة المادة المحشوة داخلها والتي اخبرنا القصوري أنها قد تكون عبارة عن بقايا اللحوم الفاسدة و التي تضاف إليها التوابل والملون الأحمر وهو ما اعتبره مادة سامة قد تؤدي إلى الوفاة . وقد أشار الأمين العام لحماية المستهلك في حديثه عن غش وتجاوزات بعض الجزارين في بيعهم اللحم تحديدا المفروم بمحلات القصابة والتي تحوي على آلة فرم وصفها بالمشبوهة مطالبا لجان المراقبة تشديد الإجراءات المخولة لها والتحقيق في عملية الفرم ونوع اللحم . مضيفا بقوله ان أكد أن هذه الظاهرة تعد من بين الظواهر السلبية والمضرّة بصحة المستهلك بسبب الغياب التام للنظافة وشروط الحفظ الجيّد لها خاصة وأنها مواد سريعة التلف، والخطر الأكبر من ذلك هو أن هذه اللحوم مجهولة المصدر والتي من الممكن أن تكون فاسدة أو مجمّدة كما قد تكون مجمّدة لمرتين بعدما يتخلص منها بعض الجزارين أو باعة اللحوم المجمّدة الذين لا يقدرون بيعها للمحلات النظامية، ما يجعلهم يروّجونها عبر الباعة الفوضويين بأسعار بخسة ما يفسّر بيعها بأسعار زهيدة . البيع العشوائي للشواء فرصة لترويج اللحوم الفاسدة كما أكد أنه من المستحيل كشف نوعية هذه اللحوم المعروضة للشوى إن كانت صالحة أم فاسدة، ما يتسبّب في الإصابة بتسممات غذائية حادة.وفي ذات السياق، أضاف سمير القصوري، أن الكحول المستعمل لإعادة التهاب الفحم يساهم في حرق المادة في حدّ ذاتها سريعا دون نضوجها في وقتها المحدّد، حيث يتناول المقبلون عليها لحما نيئا غير ناضج ما يضاعف من انتشار البيكتيريا بشكل كبير، كما أنّ ذلك التفحّم الناتج عن مباشرة ألسنة اللهب يعتبر من المواد المسرطنة على المدى البعيد. مشيرا إلى أن هذا النشاط الفوضوي يزداد حدّة ما بين منتصف الليل إلى غاية وقت السحور، للتأكد من غياب الرقابة للباعة خاصة على مستوى الأحياء الشعبية، وهو ما يضر بالمواطنين القاطنين بالمنطقة من خلال الروائح التي تغزو سكناتهم، وكذا الإزعاج، الأصوات المتعالية والفوضى، بالإضافة إلى استغلالهم للأرصفة. مختصون يحذّرون: صحتكم مرهونة بما تأكلونه و في خضم انتشار هذه الظاهرة و ككل سنة في شهر رمضان حذّر مختصون في الطب والصحة من الاستهلاك العشوائي خلال الشهر الفضيل، وخاصة المعروضات التي تباع خارج المحلات التجارية وعلى حواف الطرقات والأرصفة، نظرا لتعرضها للأوساخ، ما ساهم في مضاعفة البيكتيريا بها التي تتسبب في أمراض عديدة وهو ما اكده الطبيب العام سمعون .م مضيفا بقوله انه ورغم الإجراءات العديدة التي اتخذتها وزارة التجارة للحد من التجاوزات والمراقبة التي تقوم بها مديرية التجارة، إلا أن العديد من يتخطون هذه القرارات ويعرضون هذه السلع على الأرصفة دون احترام شروط الصحة و من جهة اخرى اضاف ذات المتحدت ان اغلب التسمّمات الغذائية تأتي من قلة النظافة والغبار والأوساخ ومن مختلف الجراثيم التي تقع على تلك السلع المعروضة، واصفا طريقة بيع اللحوم المشوية خلال شهر رمضان في الطاولات العشوائية ب الكارثية".