من جديد أزمة الخبز تعود إلى الواجهة في ظل غلق عدد كبيرة من المخابز لأبوابها في وجه المواطنين عبر العديد من بلديات العاصمة بحجة فترة العطل وغياب العمال، حيث فضل أصحاب المخابز غلق هذه الأخيرة بشكل نهائي والتوجه لقضاء عطلة الصيف مع إعطاء العمال لفترة راحة، ما تسبب في نقص الخدمات المقدمة وعدم قدرة المخابز المتوفرة على تلبية جميع متطلبات المواطنين، الأمر الذي يبشر بندرة حادة في هذه المادة الحيوية وأزمة تلوح في الأفق. يشهد عدد من بلديات العاصمة ندرة حادة في مادة الخبز، وصعوبات في اقتنائها جراء العدد القليل من المخابز المفتوحة منذ بداية فصل شهر أوت بسبب خروج عدد كبير من الخبازين في عطلة وتوجههم لقضاء فترة العطلة الصيفية مع ذويهم، خاصة وأن أغلب العمال ينحدرون من ولايات أخرى، وقد فضّل أغلب الخبازين على مستوى العاصمة غلق مخابزهم بشكل نهائي وإعطاء فترة عطلة لجميع العمال، ما جعل عملية التزود بالخبز جد صعبة على المواطنين الذين اضطروا إلى التنقل بين مختلف المناطق والبلديات بحثا عن الخبز، فيما انتهى الأمر بالبعض الآخر في طوابير طويلة أمام المخابز الوحيدة التي لازالت تبقي على الخدمة خلال فتر ة الصيف، ورغم أن هذا المشهد لا يحدث إلا في الأعياد والمناسبات الدينية، على غرار عيد الفطر وعيد الأضحى المبارك، إلا أنه تطور اليوم إلى باقي الأيام العادية خاصة خلال هذه الفترة التي تشهد كثرة الأفراح والمناسبات التي تتطلب حضور هذه المادة الاستهلاكية الضرورية على موائد المواطنين. ومن جهة أخرى، وأمام ندرة الخبز ببعض بلديات العاصمة، اضطرت بعض العائلات إلى استهلاك الخبز التقليدي الذي يطهى في البيوت عوضا عن الخبز العادي لتبقى مشكلة ندرة هذه المادة مطروحة خلال هذه الفترة كون خروج أصحاب بعض المخابز في عطلة ترك وراءهم فراغا كبيرا ظهرت تأثيراته على السوق وبشكل واضح بلغ حد الأزمة هذه السنة. وفي ذات السياق، أرجع الطاهر بولنوار، الناطق باسم الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين ل السياسي غلق بعض المخابز، إلى ذهاب العمال في عطلة، موضحا عدم وجود أي قانون يمنع الخباز من الاستفادة من العطلة كغيره من المواطنين، مضيفا أنه حتى الوزارات والمؤسسات العمومية يستفيد عمالها من العطل، مشيرا إلى أن معظم البلديات تتوفر بها مخابز بإمكانها تغطية احتياجات المواطنين، ألا أن المشكلة في عدم وفرة الخبز يضيف ذات المتحدث تعود لاستيلاء أصحاب المطاعم المتواجدة بالقرب من الشواطئ وعلى السواحل على كميات كبيرة من مادة الخبز ما يجعل الخباز يبيع كل ما أعده ويغلق المخبزة. وأشار ذات المتحدث، أن فترة فصل الصيف التي تتزامن مع موسم الاصطياف وكثرة الأعراس والمناسبات بدورها ساهمت في ندة الخبز، حيث يتم شراء كل الكميات المتواجدة على مستوى المخابز ليبقى المواطن دون خبز.