يعتقد بعض الأولياء ان مرحلة الحضانة التى يقضيها الطفل في دور الحضانة بعيدا عن البيت قد تؤهله للانخراط في صف المرحلة الأولى الابتدائية دون أي مشكلات، لكن مع نمو التلميذ واقترابه أكثر من مرحلة الوعي، تنضج لديه أمور كثيرة، لم يكن يتخيلها الوالدان وقد تشوب تلك المرحلة الجديدة مشكلات سلوكية في فترة مبكرة من الدراسة دون ان تتم تشخيص حالة الطفل. وتزداد الحالة حدة طالما لم يتم اهتمام بعلاجها، وتبدأ الحالة بالتفاقم تدريجيا مع ارتقاء الطفل الى المرحلة الثانية والثالثة من سنوات الدراسة الابتدائية، ولعل من أخطر تلك الحالات التي يسعى الطب النفسي الى علاجها الافراط في النشاط وتشتت الانتباه عند الطفل، حسبما أكده العديد من المختصين. وفي ذات السياق، تضيف ش. عائشة ، مختصة نفسانية، ان هناك ايضا المشكلات التي يواجهها التلميذ وهو ينتقل الى عالم المدرسة وهو عالم جديد فيه المدرسة بدلا من الام والفصول الدراسية بدلا من البيت، وفي بيئة تصدر إليه فيها الاوامر عليه إطاعتها ولا يسمح له بالشطط من اي نوع، تلك الاجواء قد تفجر عند الطفل مشكلات قد تتفاقم تدريجيا مع ارتقاء الطفل الى المرحلة الثانية والثالثة من سنوات الدراسة الابتدائية، كما ينبغى عدم التساهل وإهمال حالة الطفل إن ظهرت عليه بوادر نوع من الاضطراب والقلق، وننصح اولياء الامور بضرورة مراجعة الاخصائي النفسي قبل فترة من دخول الطفل الى المدرسة، للوقوف على مسائل قد تخفى على الوالدين العاديين إزاء الطفل الذى يستقبل عامة الاول على مقاعد المدرسة ، مضيفة ان ليس كل الأطفال سواسية من ناحية الشخصية او البنية النفسية، وليسوا جميعا متساوين في قدراتهم العقلية والروح الانضباطية والمهارات الاجتماعية، ولكننا نعلم ايضا ان المشكلة الرئيسية التي يعاني منها معظم الاطفال لدى انتقالهم من بيئة البيت الى بيئة المدرسة، هو الشعور بالقلق والحقيقة، فإن الطفل يواجه الآن المرحلة الاخطر في حياته وهو يخوض باكورة تجاربه على الصعيد الشخصي بعيدا عن الحضن الدافئ الذي ترعرع عليه ولم يفارقه طوال خمس او ست سنوات ، ويعتقد البعض ان الأمر غاية في البساطة طالما ان الطفل قد اعتاد الخروج والذهاب الى الحضانة طوال العامين السابقين، لكن المشكلة هي ان التجربة الحالية مختلفة تماما لذا يجب على الاولياء، وفي هذه الفترة بالتحديد، محاورة أبنائهم لان هنا يبدأ الطفل ايضا بالشعور بالابتعاد عن المكان الذي ترعرع فيه ويغيب عنه الشخص الذي يوفر له الرعاية والحنان المتمثل في والدته، ولا يسمع الآن سوى الأوامر تنصب عليه، فيبدأ شعوره بالرهبة من الوهلة الاولى، ولا شك ان الطفل في هذه السن يكون على جانب من الوعي ويمكن التحاور معه عن رأيه في المدرسة او المدرسات، ومن خلال الحوار، يمكن طمأنته، ولتحقيق ذلك، ينبغي النزول الى مستوى الطفل للتفاهم معه بلغته، وهذه اهم نقطة لتنمية الوعي لديه ولتحريره من اي مخاوف او قلق ولابد من تخليص الطفل من اي اوهام او تخيلات يكون قد رسمها لنفسه وتقف حاجزا دون تقبله للوضع الجديد والناس الجدد بدءا بالمدرسة وانتهاء بالاطفال من حوله.