لازالت الحرائق تجتاح الجزائر منذ بداية موسم الصيف، حيث عرفت خلال السنتين الأخيرتين موجة حر كبيرة تسببت في عدة حرائق في جبال وغابات الوطن أتت على آلاف الهكتارات من المحاصيل الزراعية عبر العديد من المناطق خاصة الداخلية، وتسببت هذه الحرائق في نزوح الكثير من السكان عن مقر سكناهم والتوجه إلى مناطق آمنة بعيدا عن ألسنة اللهب وكذا الحرارة المرتفعة التي تتسبب فيها الحرائق. ومن بين المناطق التي شهدت اندلاع الحرائق منذ بداية الصائفة مرتفعات البليدة، المدية وعين الدفلى إضافة إلى سوق أهراس وجيجل، كما تم تجنيد عدة أعوان للحماية المدنية عبر هذه المناطق التي عرفت أكبر نسبة لاندلاع الحرائق إضافة إلى الرتل المتنقل الذي يقوم بتفقد بعض المناطق والتدخل مباشرة فور اندلاع الحريق حتى لا تقع أكبر نسبة من الخسائر، وتعد مدينة البليدة من بين المدن التي سجلت أعلى نسبة حرائق منذ شهر جوان الفارط، حيث أتت الحرائق التي شبت بإقليم تراب ولاية البليدة منذ الفاتح جوان المنصرم على أكثر من 754 هكتار من المساحات الغابية حسبما علم أمس الأحد من مصالح محافظة الغابات للولاية. وأشارت ذات المصالح إلى نشوب 203 بؤرة حريق عبر مختلف بلديات الولاية على غرار العفرون ووادي جر وصوحان والشريعة والصومعة. وتوزعت هذه المساحات المحروقة على 131.79 هكتار: 165.60 هكتار من الأحراش و428 هكتار من الأدغال إلى جانب أكثر من 28 هكتار من بساتين التفاح والزيتون والحمضيات. وبالمقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية فقد شهدت هذه الحرائق ارتفاعا في المساحات المحروقة وذلك بأكثر من 119.31 هكتار علما أن هذه الحرائق أتت خلال نفس الفترة من العام الفارط على 635 هكتارا من المساحات الغابية -يضيف نفس المصدر-. وقد صاحبت هذه الحرائق حسبما لوحظ موجة حر غير معهودة رطوبة عالية أثرت كثيرا على حركة السير بالولاية ولازالت الحماية المدنية بالبليدة تقوم بعدة حملات توعية وتحسيس لزوار الحظيرة الوطنية للشريعة من أجل التقليل من الحرائق التي يكون المتسبب فيها الأول هو الانسان بسبب عدم وعيه حين رمي مخلفاته في العراء مما قد يتسبب في تفاعل بعض المواد مع درجة الحرارة المرتفعة ويحدث بذلك حريق يأتي على مئات وحتى آلاف الهكتارات من المحاصيل الزراعية والأشجار بالمنطقة.