أشاد موسيقيو وفنانو الطرب الأندلسي ووزير الثقافة بالمسار الفني الثري لسيد احمد سري، أحد أعمدة هذا الفن الأصيل الذي وفته المنية يوم الأحد وبعمله الجاد في مجال الحفاظ على هذه الموسيقى الجزائرية الكلاسيكية وترقيتها. وأكد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي يوم الأحد في رسالة تعزية أن (الجزائر والأسرة الفنية تفقد برحيل سري قامة ثقافية وفنية ومعلما وعميدا)، وأضاف أن الفقيد ترك وراءه تراثا وسجلا غنيا يعتبر اليوم مرجعا في مجال الموسيقى الأندلسية. وقد أبرز رؤساء الجمعيات الموسيقية الأندلسية و أصدقاء الفنان وتلاميذه القدماء شغف الفقيد بالموسيقى الأندلسية، مذكرين بإسهاماته الكثيرة لاسيما في مجال التكوين منذ أن أصبح في 1952 أستاذا لهذا الفن، كما أشادوا بحرصه على إيصال هذا الإرث الفني إلى الأجيال الصاعدة. وثمن ابراهيم بهلول رئيس جمعية الجزائرية في شهادته عن سري (إيمان وقناعة) الرجل الذي سخر حياته كما قال للأغنية الأندلسية، بينما فضل يوسف وزناجي رئيس الجمعية الثقافية للموسيقى الأندلسية بالجزائر (العنادل) من جهته الحديث عن تفاني الأستاذ سري في عمله وسعيه لإعطاء المزيد من المعرفة لتلاميذه. وشدّد رئيس جمعية نسيم الصباح لمدينة شرشال مصطفى بلعنقر في حديثه عن خصال ومسيرة عميد الفن الأندلسي الراحل على ما قدمه من أعمال في مجال حفظ هذا التراث العريق خاصة من خلال كتابه الذي دون فيه أشعار النوبات الأندلسية للصنعة العاصمية الذي صدر في 1997 عن المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية وأعيد طبعه في 2002 ثم في 2006. ومن جهته اعتبر الفنان نور الدين سعودي أن هذا اليوم الذي رحل فيه سري هو يوم حزين بالنسبة للثقافة الجزائرية، مبرزا صرامة الرجل في العمل بصفته أستاذا ومكونا انشغل دوما بالعمل التلقيني وأحبه. وأعرب رئيس المجلس الوطني للفنون والآداب عبد القادر بن دعماش بدوره عن حزنه لرحيل سري الذي يعد -حسبه- أحد رواد الفن الأندلسي والذي أعطى الكثير للفن الأندلسي حيث أثرت أعماله التسجيلية التراث الموسيقي الجزائري. ولد الفقيد في 3 نوفمبر 1926 بالجزائر العاصمة واظهر منذ الصبا شغفا بالفن الأندلسي، وفي 1945 التحق بالجمعية الأندلسية ثم جمعية الحياة. وأصبح سري وهو تلميذ عبد الرزاق فخارجي ابتداء من 1952 أستاذا للموسيقى الأندلسية في جمعية الجزايرية، التي أصبحت فيما بعد الجمعية الجزائرية الموصلية. وفي 2013 أصدر الصحافي المتخصص حميد طاهري، كتابا خصصه لهذا الفنان الذي كان أول مطرب جزائري يتقلد وسام الاستحقاق الوطني في افريل 1992. وقد ترأس سيد احمد سري في 2006 الفيدرالية الوطنية لجمعيات الموسيقى الكلاسيكية الجزائرية.