يواجه الإقتصاد الوطني تحديات صعبة بعد أن هوت أسعار النفط العالمية أكثر من 6 بالمئة دافعة خام برنت القياسي العالمي للتراجع عن مستوى 29 دولارا للبرميل للمرة الاولى منذ فيفري 2004 حيث وصلت إلى 25 دولارا للبرميل بعد ان أدت خسائر جديدة لسوق الاسهم الصينية واحتمالات زيادة وشيكة في صادرات الخام الايرانية الى تزايد المخاوف من استمرار تخمة المعروض لفترة أطول، وبذلك يكون قد وصل سعر البرميل إلى أقل من 12 دولار للبرميل كفارق مع السعر المرجعي المحدد في قانون المالية 2016 والمقدر ب37 دولار للبرميل. و حدد سعر المرجعي لبرميل النفط ب 37 دولارا في قانون المالية 2016 وسعر صرف ب 98 دج للدولار الواحد، ليتوقع أيضا نموا خارج المحروقات بنسبة 6،4 بالمائة وتضخما متحكم فيه عند نسبة 4 بالمائة، وهو ما يعني أن السعر الحالي المسجل في الأسواق العالمية هو أقل من 12 دولار للبرميل، وذلك بعد أن هوت أسعار النفط العالمية إلى مستويات منخفضة جديدة هي الاقل منذ 12 عاما موسعة خسائرها منذ بداية العام إلى أكثر من 20 بالمئة في أسوأ اسبوعين في الهبوط منذ الازمة المالية العالمية في 2008 . وقالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إن متوسط سعر سلة خامات المنظمة هبط إلى 25 دولاراً للبرميل، الخميس الفارط ، حتى قبل أن تتدفق الصادرات الإيرانية على الأسواق دون قيود. وعاودت أسعار خام القياس العالمي الهبوط الجمعة ،مع ترقب الأسواق لزيادة الإمدادات الإيرانية قبل الوقت المتوقع. وقالت أوبك إن سعر سلة الخامات التي تنتجها 13 دولة عضوا في المنظمة قدر بنحو 25.69 دولار للبرميل نهاية الأسبوع، وعلى مدى الأشهر 18 الأخيرة، كانت تخمة المعروض هي العامل الأساسي المسؤول عن هبوط أسعار النفط بمقدار الثلثين. كما أدى تدني الأسعار إلى ارتفاع الطلب العالمي إلى أعلى مستوى له في عدة سنوات، ويتوقع البعض حالياً مزيدا من الهبوط في أسعار النفط لتصل إلى نحو 25 دولارا للبرميل، وجرى تداول خام برنت بسعر 29.53 دولار للبرميل للجمعة ، وتضم سلة خام أوبك خام الجزائري، وخام جيراسول من أنغولا، وخام أورينت من الاكوادور، وخام ميناس من أندونيسيا، والخام الإيراني الثقيل، وخام البصرة الخفيف، وخام التصدير الكويتي، وخام السدر الليبي، وخام بوني الخفيف من نيجيريا، والخام البحري القطري، والخام العربي الخفيف السعودي، وخام مربان الإماراتي، وخام ميري من فنزويلا. وكان الوزير الأول عبد المالك سلال قال بان الظرف الخاص الذي تشهده السوق النفطية المتميز بانخفاض حاد للأسعار يفرض على الجزائر اتخاذ الإجراءات المناسبة من اجل الحفاظ على التدابير الأساسية المتضمنة في البرنامج الخماسي المقبل، مضيفا أن جهود التنمية الاجتماعية و الاقتصادية ستتواصل, رافضا الحديث عن برنامج تقشف بل ترشيد للنفقات، حيث تراهن الحكومة على رفع الاستثمارات ودعم الانتاج المحلي من خلال العديد من التدابير. . الجزائر تقترب من بيع النفط بأقل من تكلفة إنتاجه وأظهر تقرير صادر عن شركة ريستاد إنرجي الدولية لأبحاث واستشارات الطاقة أن أكثر من 8 دول تبيع برميل النفط حالياً بأقل من تكلفة إنتاجه، وذلك عند مقارنة أسعار النفط في الأسواق العالمية بالتكلفة الفعلية لإنتاج البرميل الواحد. وأشار إلى أن بريطانيا تأتي على رأس المتضررين عالميًا من أسعار النفط الحالية، حيث يصل متوسط تكلفة إنتاج برميل النفط الواحد بها إلى 52.5 دولار، بفارق نحو 22 دولاراً أعلى من سعر البيع، تليها البرازيل بنحو 49 دولارا، ثم كندا بتكلفة 41 دولارا لكل برميل وأقل من سعر البيع بدولار واحد فقط، وتتكلف الولاياتالمتحدة الأميركية والنرويج نحو 36 دولارا لكل برميل، وتتراوح تكلفة إنتاج برميل النفط الصخري الذي تشتهر بإنتاجه الولاياتالمتحدة ما بين 30 إلى 70 دولارا للبرميل، أما في نيجيريا والصين، فتصل كلفة البرميل إلى نحو 31.60 و29.90 دولار على الترتيب، وتتحمل روسيا 17 دولارا تقريبا لكل برميل. أما فيما يخص الجزائر فتقد تكلفة إنتاج برميل النفط إجماليا حوالي 20.4 دولار، وبالتالي فإنها غير بعيدة عن أسعار النفط الحالية التي تهاوت إلى ما دون 30 دولار. فنزويلا تعلن حالة طوارئ بسبب انهيار أسعار النفط . . من جهتها أعلنت حكومة فنزويلا حالة الطوارئ الاقتصادية على خلفية الانهيار المستمر لأسعار النفط بالسوق العالمية، قابله من جهة اخرى، ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، وقال مرسوم صادر من الحكومة امس الاول، ان هذه التدابير جاءت لمدة 60 يوما، فما اكدت على حماية الحقوق الاجتماعية ومجالات التعليم والصحة وقطاع الإسكان من أي آثار له، وينص المرسوم على تأمين الاحتياجات الغذائية والدوائية وعدم تقليص المخصصات المالية التي تنفق على هذه المجالات.