عهدات محلية متعاقبة ووضعية الطرقات لم تتغيّر غياب التهيئة بالبلديات يجعلها وكأنها قرى نائية
لا تزال معظم بلديات العاصمة ال57 بعيدة كل البعد عن واقع تهيئة راق مثلها مثل كل عواصم العالم، حيث أصبحت مظاهر الحفر والمطبات سمة مشتركة بين كل البلديات، حيث أينما ولّيتك وجهك تصادفك قطع الزفت المشيّدة بأسلوب البريكولاج الذي باتت تحترفه العديد من البلديات، حفر من كل الأحجام، وأرصفة متآكلة.. متصدعة تعرقل التحركات المواطنين والمبركبات على حد سواء، غير أن الغريب في الأمر أن ذات الوضع لا يزال متواصلا ومنذ أعوام إلى غاية يومنا هذا من سنة 2016، كم هي السنوات الطوال التي قضاها المواطن البسيط وهو يحاول تخطي تلك المطبات بحذر شديد كي لا ينزلق أو يتعثر؟ آملا بكل سنة أن ينتهي ذات الكابوس الذي يستفيق عليه كل صباح، الوضع الذي يطرح عديد التساؤلات: لماذا لم تتمكن البلديات من تعميم التهيئة على طرقاتها بشكل يضمن مرورا سليما للسيارات؟، كما أن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: أين تصرف الملايير المخصصة للتعبيد وصيانة الأرصفة والطرقات؟ إذا كانت معاناة العاصميين مع الحفر والمطبات لازالت مستمرة.
يظهر جليا وأنت مار بشوارع العاصمة التي من المفترض أن تكون الواجهة البراقة الخالية من أي حفر أو مطبات، صور ومظاهر غياب التهيئة خاصة على طول الأرصفة التي انتزع بلاطها عمدا أم بفعل إعادة تركيبه وتهيئته، أرصفة تعرقل تحركات المواطنين المارين بها على مستوى شارع الدكتور طرولار بالجزائر الوسطى، هذا الشارع الذي يعرف حركية كثيفة للطلبة والموظفين وحتى قاطني المنطقة الذين يفضلون السير بطريق السيارات عوض استغلال الرصيف الذي تآكلت أجزاء كبيرة منه وهذا منذ سنوات، وهو ما لاحظته السياسي إثر تواجدها بالمكان أين كانت امرأة برفقة ابنيها اللذين يبدوان أنهما يدرسان بالطور الابتدائي، حيث شدّ انتباهنا طريقة سيرها المتعثرة والتي كان يبدو من خلال خطواتها أنها تحاول إبعاد الطفلين عن جميع الحفر التي كانت مملوءة بمياه الأمطار، الوضع الذي طرح التساؤل التالي: هل يعقل بعاصمة الولاية التي تسخر بإمكانيات مادية وبشرية هائلة لأجل تحسين الوجه الجمالي لها ومحاولة إظهارها بأبهلى حلة تليق بها، أن تتواجد حفر وأرصفة متآكلة الى يومنا هذا؟.
الحراش... رصيف مهترء يحرم الراجلين من استغلاله تنقلنا إلى بلدية الحراش ونحن بصدد التوجه إلى محطة نقل المسافرين القريبة من مقر الحماية المدنية، صادفنا الرصيف الذي يعتبر الوحيد والخاص بسير الراجلين، غير أن الملفت للانتباه هو أن لا أحد من المواطنين قد سار عبره بل فضل جلهم السير عبر طريق السيارات وهذا نظرا لتصدعه بشكل ملفت للانتباه، حيث يمتلئ هذا الأخير بالحفر ويتميّز بغياب شبه تام للزفت عنه، ما يستدعي إعادة تهيئته بالشكل الكامل لصالح الراجلين.
مظاهر البداوة تخيّم على منطقة السمار بجسر قسنطينة بلدية جسر قسنطينة هي الأخرى تعرف الوضع ذاته فيما يتعلق بجانب التهيئة فرغم قيام السلطات المحلية ببعض العمليات، إلا أنها تظل غير كافية وبعيدة كل البعد عن تطلعات قاطنيها خاصة على مستوى منطقة السمّار التي تظهر عليها مظاهر البداوة، كميات هائلة من الأوحال التي لاحظناها بيوم ممطر من الأسبوع الفارط يستحيل أن تمرّ عبرها إلا بانتعال الأحذية المطاطية وإلاّ فإن أرجلك سوف تغرق وسط الطين الذي لا يجف إلاّ بعد أيام عديدة جراء غياب التام للتهيئة عن ذات المنطقة التي تحوي أكبر سوق لتجار الجملة، حيث زيادة عن تماطل البلدية -حسب السكان- في تعبيد الطرقات الرئيسية يزيدها الوضع سوءا تجار التجزئة الذين تتسبب شاحناتهم كبيرة الحجم في زيادة تصدع الطرقات والمسالك بشكل كبير. وللإشارة، فإن منطقة السمار قد أخذت كعيّنة فقط من بلدية جسر قسنطينة التي تحوي الكثير من الأحياء السكنية التي لا تزال تفتقد لعمليات التعبيد على طول أرصفتها وطرقاتها.
بلدية القبة... مظهر خارجي راقٍ وباطن متعفّن المار ببلدية القبة يعجب بالشكل الجمالي الخارجي على مستوى عدة نقاط، خاصة وأن البلدية تولي أهمية كبيرة بهذا الجانب غير أن المتعمق في أحيائها السكنية ابتداء من الحي الشعبي لابروفال يظهر جليا الغياب شبه التام للتهيئة عن الأرصفة والطرقات التي تعرف تصدعا بالغا، وهو الأمر نفسه على مستوى حي قريقوري، أما بحي كوبيماد جنوب فعدم استكمال التهيئة الخارجية لمتوسطة مالك ابن تمام التي خضعت منذ قرابة السنة إلى عملية إعادة بناء جدارها الخارجي، جعل المارة من المواطنين والتلاميذ المتمدرسين يسيرون فوق كميات من الحجارة والأتربة المتراكمة نظرا لعدم تهيئة وإرجاع الرصيف إلى سابق عهده، في حين لا يزال حي السوريكال غارقا في كميات من الأوحال والمياه الراكدة الناتجة عن تساقط كميات من الأمطار نهاية الأسبوع الفارط الوضع الذي يجبر السكان على السير بحذر شديد، خاصة وأن الطين ممتد إلى غاية العديد من العمارات المتواجدة بالحي.
براقي تفشل في التخلي عن تسمية الألف حفرة وحفرة واقع مرير يعيشه سكان براقي منذ سنوات طوال بسبب الانعدام التام لمظاهر التهيئة الحضرية بينما تنتشر المطبات والحفر بكل الزوايا والجوانب ما جعل تسمية بلدية الألف حفرة وحفرة تكون لصيقة بها منذ سنوات طوال، ليضل الوضع على حالة إلى غاية السنة الجارية 2016، دون أن يعمل كل المتعاقبين على المجلس البلدي على تغيير واقع التهيئة ويعطيها وجه جديدا يعيد الروح إليها وينهي كابوس قاطنيها الذي يزال يراودهم منذ القدم، حيت وآنت متواجد ببلدية براقي لا يمكنك إحصاء عدد الأحياء التي تغيب بها التهيئة أو التي عممت على أجزاء منها، فيما تغيب عن الأخرى، الوضع الذي يجعلها وكأنها بلدية تتواجد بإحدى المناطق النائية.
متى نرتقي ونودّع سياسة البريكولاج .. المواطنون يتساءلون؟ ونحن نلج بلدية الدويرة أول ما شدّ انتباهنا هي حالة بعض الطرقات سواء الرئيسية أو الفرعية بالإضافة إلى الأرصفة التي لا تزال تفتقد لعمليات التهيئة والتعبيد، حيث غرقت بعضها في أوحال ومستنقعات مائية نظرا لتهاطل الأمطار الوضع الذي بات يعيق تحرك المارة، وكذا مستعملي المركبات الذين عبّروا عن استياءهم الشديد من وضعية الطرقات التي تتسبب بأضرار كبيرة لسياراتهم، كما أنها تشوه وجه البلدية التي تعرف توسعا سكانيا ملحوظا مقارنة بالسنوات الفارطة. وقد أشار أحد المواطنين المتحدث ل السياسي أن العديد من النقاط تعرف أشغالا متواصلة ومكررة لقنوات الصرف الصحي التي يضطر فيها إلى عملية حفر الطريق دون إرجاعها إلى ما كانت عليه سابقا، وقد تساءل ذات المتحدث عن ذات السياسة التي اعتبرها بسياسة بريكولاج لا غير والتي تنتهجها الجهات المسؤولة عن عمليات الربط هاته بمختلف الشبكات، قائلا: متى نرتقي ونكفّ عن الترقيع فقط... نريد أشغال تهيئة على أكمل وجه .