تعمل جمعية خطوة الأولى التطوعية الناشطة على مستوى برج البحري، رويبة على التكفل الأمثل بالأطفال المصابين بمرض التوحد (الطفل المصاب بالتوحد) منذ الولادة إلى بلوغ 6 سنوات من خلال تعليم الأولياء كيفية التعامل ومرافقة مرض التوحد، لدمجهم في الوسط الاجتماعي وهو ما أكدته مريم خليفة في حوارها ل السياسي . بداية هلا عرفتنا بجمعية الخطوة الأولى ؟ - جمعية الخطوة الأولى هي جمعية ذات طابع إجتماعي خيري، تأسست في أواخر سنة 2014، تظم 06 أعضاء، هدفها تأمين مستقبل مشرق وحياة طبيعية لذوي الإحتياجات الخاصة. + حسبكم ماهي دوافع تأسيس هذه الجمعية؟ - تأسست هذه الجمعية جراء المعاناة التي كنت أمر بها بعد ولادة ابنتي الكبرى المصابة بالتوحد، خاصة إنني لم أكن أعرف كيفية التعامل معها مما دفعني للسفر والدراسة بفرنسا لتعلم معنى هذه الحالة وكيفية التعامل معها، فقد قمت بتكوين في l orthophonie وأصبحت إختصاصية في تقويم النطق في 1985، وسفري جعلني أرى الإختلاف الواسع بين طريقة التعامل مع الأشخاص العاديين ومرضى التوحد، وقد تعلمت أنه من أهم ما يجب تعليمه لإبنتي هو أن تصبح مستقلة ذاتيا مما يعلمها الإقتناء بنفسها دون مساعدة خارجية، ولكن عندما بلغت سن المراهقة بدأت ترغب بالإنخراط في مهنة لأنها ومثل أي شخص عادي ترغب في العيش لفرد نافع ومنتج ما مدى التطور الذي حققته مع ابنتك ندى حسب رأيك؟ لقد تعلمت ندى صناعة الخزف والتصوير والفنون التطبيقة لحيها للحرف البدوية، وقد سعدت بذلك ودعمتها فقد أبدت رغبة في الحصول على مهنة تعيل بها نفسها ومحلا تقوم بعرض بضاعتها وورشة كي تبدع أكثر في صناعاتها الفنية، كما تقوم إبنتي بالمشاركة في المعارض مثل مشاركتها الأخيرة بالمعرض الثقافي مصطفى كاتب بالجزائر، وتحلم بأن تشارك هي الأخرى في تطوير جمعيتنا الخطوة الأولى ، من خلال تعليمها للمتربصين ورواد الجمعية الحرف اليدوية حتى تحافظ عليها من الزوال وتطورها. + فيما تتمثل أهم النشاطات التي تقومون بها؟ - نقوم بتلقين الأولياء كيفية التعامل مع طفلهم المصاب بالتوحد ومرافقته منذ الصغر، كما نعمل على إدماج أطفال التوحد في الوسط الاجتماعي من خلال النشاطات والحرف التي نقوم بتعليمها لهم على غرار المسرح وفن الطبخ وغيرها من الصناعات التقليدية. + هل من مشاريع تسعون لتحقيقها في الوقت الراهن؟ - طبعا، فبعدما إكتسبنا خبرة في التعامل مع مرض التوحد أحد مشاريعنا الأكثر فعالية هي تكوين الشباب والأولياء في طرق المعاملة لمرض التوحد وتقويم النطق لتسهيل عملية تربية الطفل المصاب بالتوحد للأولياء، ومن أهم مشاريع جمعيتنا إنشاء قسم خاص لهم مرض التوحد لكونهم لا يستطيعون التعلم بنفس مستوى الطفل العادي ليتمكنوا من تحصيل شهادات دراسية والإلتحاق بدورات تكوينية في حالة عدم تمكنهم من مواصلة الدراسة، ومن بين المشاريع التي هي في صدد التنفيذ إضافة برامج ودورات تكوينية في الفنون الجميلة والرسم وشتى الحرف اليدوية. + هل من مشاكل تعانون منها وتحد من نشاطاتكم التطوعية؟ - تواجه جمعيتنا معوقات معنوية فليس كل الأطفال المصابين بالتوحد يستطيعون التفوق على هذه المعوقات رغم كل الجهود المبذولة لذلك، كما وأن الكثيرون لا يزالون يتعاملون والطفل المعاق دون مراعاة النقائص التي يعيشها، ويجب أن يقبل مرض التوحد في العمل والمدارس لبناء مستقبلهم، فعلى المجتمع المدني أن يتعامل مع مرض التوحد بعقلانية وأن يسمح له بالدراسة والعمل من خلال الحصول على شهادات دراسية أو تكوينية مثل أي شخص عادي، أما ماديا فمن المفترض أن الدولة تتكفل بالطفل المعاق وهذا معروف في كل أنحاء العالم، وحسب ما نعيشه في الجزائر فالتكفل بذوي الاحتياجات الخاصة بالمجتمع مزال يشهد نقص. + كلمة أخيرة نختم بها حوارنا... نشكركم جزيل الشكر على إتاحة هذه الفرصة لنا من أجل التعريف أكثر بجمعيتنا، وإيصال فكرة هامة للمجتمع و هي التكفل بذوي الإحتياجات الخاصة في المجتمع مسؤولية الجميع .