اهتزت مستشفى الأمومة وطب الأطفال بولاية سطيف نهاية الأسبوع الماضي على وقع وفاة طفلة في مقتبل العمر نتيجة للإهمال الطبي لم يتعدى شنها 10 سنوات، بعد تعرضها إلى الآم في البطن استدعى نقلها إلى المستشفى المعني، لإجراء عملية جراحية من اجل استئصال الزائدة الدودية، إلا أن غياب الضمير وإهمال الأطباء الذين يلهث بعضهم وراء المال من خلال منح الأولوية للعمليات الجراحية بالعيادات الخاصة أدى إلى وفاة الطفلة، فيا ترى متى تتحرك وزارة الصحة والعدالة لوضع حد لمثل هذا التسيب والتجاوزات وكم يجب أن تزهق من روح حتى يستيقظ ضمير المسؤولين بهذه المستشفيات؟ . تعود حيثيات قضية وفاة الطفلة مهيريس زينب البالغة من العمر 10 سنوات إلى فجر يوم الأحد الماضي، بعد أن أحست الطفلة بأوجاع على مستوى البطن ما استدعى نقلها على جناح السرعة إلى مستشفى الأمومة وطب الأطفال، أين خضعت للتحاليل الطبية التي بيّنت ضرورة خضوعها لعملية جراحية عاجلة لاستئصال المعي الزائد (APPENDICITE) ولكن لغياب الضمير والإهمال من الأطباء والجري وراء المال بإعطاء الأولوية للعمليات الجراحية في العيادات الخاصة وإنهاء النهار بالمستشفى العمومي، ظلت الطفلة ذات 10 سنوات تعاني وتتوجّع لمدة 12 ساعة، حيث لم تتمكن من تحمل الأوجاع التي لا يتحملها الشخص البالغ فمبالك بطفلة في لم تُطفئ شمعتها العاشرة ما أدى إلى إدخالها في حدود الساعة الثامنة مساءا إلى غرفة العمليات ولكن بعض فوات الأوان، حيث تعرضت الطفلة إلى مضاعفات أدت إلى انفجار المعي الزائد لتفارق الحياة في منتصف اليوم الموالي مخلفة وراءها صدمة كبيرة وسط عائلتها وزملائها في المدرسة الذين تنقلوا إلى بيتها مفجوعين في مشهد لا يقدر اللسان عن التعبير عليه، داعين إلى ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة البشعة حتى لا تزهق روح أخرى، من جهته، تساءل أو بكر محي الدين، رئيس المنظمة الجزائرية لضحايا الأخطاء الطبية، في تصريح ل السياسي أن المَعْي الزائد يتطلب عملية مستعجلة وإن توفت بعد أداء الطاقم الطبي لواجبهم كانت الصدمة ستكون أقل، إلا أن الطفلة ظلت لمدة 12 ساعة كاملة دون إخضاعها للعملية رغم معرفة الطاقم الطبي بحالتها المستعصية، ما أدى إلى انفجار المعي الزائد ووفاة الطفلة. وأضاف محي الدين في ذات السياق، أن المشكل اليوم بات يكمن في عدم منح المريض حقه في التشخيص الكامل، وبات يقتصر الأمر فقط على منح الطبيب للمريض وصفة الأدوية مباشرة دون القيام بفحصه لتشخيص المرض، مشيرا إلى وفاة طالبة جامعية بعد تعرضها لآلام الزائدة الدودية إلا انه بعد توجهها لمستشفى باب الوادي شخص الطبيب الأعراض على أنها تسمم وقام بمنحها وصفة من الأدوية وذلك دون أن يقوم بفحص المريضة، ولكن بعد 10 أيام من تناولها للأدوية التي كانت تساهم في تخفيف الآلام انفجرت الزائدة الدودية ما استدعى نقلها إلى المستشفى إلى أنها فارقت الحياة، مضيفا تسجيل عدة حالات من هذا النوع أين يكتفي الطبيب بوصف الأدوية دون إخضاع المريض للتشخيص والأشعة والتحاليل الضرورية لمعرفة المرض. وحمل رئيس المنظمة الوطنية لضحايا الأخطاء الطبية، المسؤولية الكاملة في التجاوزات الحاصلة على مستوى المستشفيات والتي أدت إلى إزهاق العديد من أرواح المواطنين إلى وزارة الصحة والعدالة، اللتان لم تحركا ساكنا حتى بعد سماع مثل هذه الجرائم التي ترتكب في حق المريض.