خيّب المنتخب الوطني آمال جماهيره، عقب الخسارة التي مني بها في أول ظهور له في مونديال جنوب إفريقيا بهدف يتيم، على إثر خطأ فادح من الحارس فوزي شاوشي، إلى جانب لاعبي وسط الدفاع، الذين فسحوا المجال للمهاجم السلوفيني روبيرت كولين، من أجل التسديد وتوقيع الإصابة الوحيدة بسهولة كبيرة، وعلى العموم، فقد أجمع كل من شاهد هذه المواجهة، أن المنتخب الوطني، كان بإمكانه تحقيق النقاط الثلاث كاملة، فهو لعب بشكل جيد لكن وكما يقال لكل هزيمة أسباب، فقد أرجع الكل سبب هذه الهزيمة بالدرجة الأولى إلى المسؤول الأول عن العارضة الفنية المدرب رابح سعدان، الذي لا يزال متمسكا بفلسفته التشاؤمية وتنقله لبلاد البافنا بافنا من أجل التحضير فقط. هذه العقلية التي عهدناها عليه منذ القدم، فما حدث في مونديال 86، ها هو يتكرر اليوم في بلاد مانديلا بعد 24 سنة كاملة، فسعدان وعلى الرغم من وجود عدة لاعبين في المستوى على مقعد البدلاء، إلا أنه فضل الاحتفاظ بنفس الأسماء والوجوه التي لم يعد باستطاعتها تقديم الشيء الكثير للمنتخب الوطني، أو بالمعنى الأصح انتهت مدة صلاحياتها وحان وقت التغيير يا سعدان، فإلى متى تظل سياسة البريكولاج تسيطر على منتخبنا الذي يبقى في حاجة إلى دم جديد مهما كان الثمن.. صحيح أن هؤلاء اللاعبين قدموا ما عليهم في التصفيات، وأدخلوا الفرحة لقلوب الأنصار لكن يجب وضع المشاعر جانبا، والتفكير قليلا بعقولنا، فالجزائريون من حقهم أن يفرحوا أكثر وما على سعدان إلا التفكير في مصلحة المنتخب قبل إرضاء مصالح البعض. "موحال يا غزال"! إلى جانب المدرب رابح سعدان، فإن المهاجم عبد القادر غزال، هو الآخر أدخل الأنصار غرفة الإنعاش، وذكرهم بحركوك الذي دخل في المرحلة الثانية في لقاء إيرلندا في اللقاء الأول أيضا في 86، مكان زميله ماجر ولم يفعل شيئا على غرار غزال الذي كان أسوأ منه، وهو الذي لم يسجل منذ أزيد من قرن على ما أظن مع المنتخب الوطني، فبعد أن تحول اسمه من غزال إلى "ما زال" حسب الأنصار، فقد كان هناك بصيص أمل، ليتمكن من التسجيل، لكن الآن لا يليق بهذا اللاعب إلى اسم "محال"، فعلينا أن نقطع "لياس" غزال حلف "ما يزيدش يماركي"، منذ زمان لكن سعدان بقي متمسكا به دون أي مبررات، والحمد لله قال أحد المناصرين، إنه خرج بالبطاقة الحمراء، صحيح أنه أهدى النقاط لسلوفينيا لكن "هنانا" بخروجه. بودبوز وعبدون في الاحتياط قد يسبب الاحباط الشيء الذي لم يفهمه الجميع، لماذا بقي بودبوز في الاحتياط؟ على الرغم من أنه أحسن لاعب متوفر لدى سعدان لتدعيم القاطرة الأمامية، إلا أن الناخب الوطني لم ينظر فيه تماما، وكأنه لاعب غير موجود، وهذا ما استغرب له الجميع، فهذا اللاعب يملك إمكانات كبيرة ودخوله كان ضروريا ليس فقط في المرحلة الثانية، بل في التشكيلة الأساسية أيضا لأنه لاعب جيد وصغير في السن فهو يملك مستقبل زاهر، وأحسن من عدة لاعبين في يلعبون بانتظام في تشكيلة سعدان، فهذا الأخير وباختصار ارتكب جريمة في حق الشعب الجزائري حين حرمهم من الاستمتاع بفنيات زيزو القادم، كما يلقبونه الذين يعرفون الكرة جيدا، لكن مع سعدان كل شيء ممكن وهو الذي لم تكن تغييراته مفهومة، فقادير أيضا كان من بين أحسن العناصر فكيف يقدم على استبداله؟ والأكثر من ذلك أن المدرب سعدان، أشرك رفيق صايفي الذي كان دخوله مثل عدمه و"الفاهم يفهم". أخطاء تكتيكية بالجملة واللمسة الهجومية غائبة توالت أخطاء الناخب الوطني رابح سعدان التكتيكية في هذه المقابلة، خاصة حين خرج غزال بالبطاقة الحمراء، فهنا لم يحسن المدرب التعامل مع الوضعية التي زادت تعقيدا، حين تمكن الخصم من إمضاء الهدف الأول، وقد أوضح جميع التقنيين على غرار مرزقان الذي أكد أن خطة سعدان هي سبب الهزيمة، ولا يوجد أي سبب آخر، فهو معروف عليه الحذر واللعب في الخلف والتردد في الكثير من الأمور، وبالتالي فإن سعدان يحتاج إلى الجرأة التي تنقصه من أجل التحكم أكثر في المجموعة وفرض الصرامة التي تنقص داخل التشكيلة، ولا بد من تغيير الكثير من الأمور في المواجهات القادمة، التي لا يمكن أن ننتظر فيها الكثير، بالنظر إلى عدة عوامل و"ربي يستر مع إنجلترا". وفي استطلاع للرأي العام قامت به "السياسي" عقب نهاية المباراة أجمع الشارع الجزائري على كل هذه الملاحظات وأشاد بخصال المهاجم المتألق رياض بودبوز، منتقدين في نفس الوقت غزال وخطة الشيخ سعدان. خيارات سعدان في الهجوم محل انتقادات لم يستثن أنصار الخضر الذين تحدثنا إليهم في حديثهم المدرب رابح سعدان، حيث أكدوا أن الطريقة الهجومية التي لعب بها سعدان كانت عقيمة ومن المستحيل التهديف بها ما عدا بواسطة الكرات الثابتة التي أكدت مرة أخرى أنها سلاح "الخضر"، حيث تساءل الجميع عن الدوافع التي جعلت سعدان يقحم غزال الذي لم يكن مهيأ نفسيا وفنيا لدخول المواجهة وهمش في المقابل بودبوز الذي أثبت أن مكانته الأساسية أو على الأقل في الاحتياط لا نقاش فيها، وقال الجميع إنه لو أقدم سعدان على إقحام بودبوز منذ البداية مكان غزال أو خلال المرحلة الثانية لكان هجوم المنتخب الوطني قدم مردودا أفضل. كيف لنا أن نطمح إلى التهديف أمام إنجلترا وأمريكا ونحن لم نسجل على سلوفينيا؟ كان هناك إجماع في أوساط الذين تحدثنا إليهم وحتى لدى أنصار "الخضر" أن مهمة الخط الأمامي لن تكون سهلة أمام إنجلترا يوم الجمعة المقبل وحتى أمام منتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية لأن الفريقين يملكان خط دفاع قوي ونادرا ما يرتكب الأخطاء، في وقت أن هجوم "الخضر" لم يقلق دفاع المنافس رغم الثقل الواضح الذي بدا على بعض المدافعين خاصة المدافع الأوسط "سيزار" الذي يعد الحلقة الأضعف في دفاع سلوفينيا. يبدة خطف كل الأنظار وتفضيله على منصوري كان في محله وأجمع الشارع الجزائري الذين جمعنا انطباعاتهم بعد اللقاء، أن يبدة كان رجل اللقاء دون منازع، حيث كان مردوده رائعا في الاسترجاع وقد شكل ثنائيا من ذهب مع لحسن. وقد أجمع محدثونا أن يبدة فاجأهم أكثر في كونه لم يتأثر بغيابه الكبير عن المنافسة، وهو ما يجعل التأكيد على أن سعدان لم يخطئ لما فضله في آخر لحظة على منصوري، الذي أبعد بعد الانتقادات اللاذعة التي وجهت للطاقم الفني بسبب تدني مستواه في اللقاءات الودية التي أجراها "الخضر" تحضيرا ل "المونديال". العلامة كاملة للاعبي الوسط.. وغزال سبب الهزيمة كما أكد لنا محبي الخضر وأغلب الفنيين، أن لاعبي وسط ميدان المنتخب الوطني يستحقون العلامة الكاملة بأدائهم المميز أمام سلوفينيا، حيث كانوا حسبه في المستوى ولا يتحملون مسؤولية الخسارة التي حملها إلى المهاجم غزال دون غيره، لأن طرده بطريقة تافهة أفقد به جميع زملائه تركيزهم بما في ذلك الحارس شاوشي. "يبدة ولحسن بارك الله فيهما.. وزياني وبلحاج كانا في المستوى" وأشاد الكثيرين بالثنائي يبدة لحسن، الذي حسبهم كان رجل اللقاء وأدى مباراة رائعة على كل المستويات، حيث صرحوا: "يبدة بارك الله فيه على المردود الذي قدمه ونفس الشيء ينطبق على زميله لحسن، حيث كانا الأفضل في المنتخب الوطني ولو أن زياني وبلحاج أديا لقاء في المستوى. وما لامه أغلب الفنيين على زياني هو أنه أكثر اللعب على الجهة اليسرى وكان يفترض أن ينوع في اللعب ونلعب من كل الجهات حتى نقوم بتفكيك صلابة دفاع سلوفينيا". "سعدان يرفض الاعتماد على بودبوز" وبدا الجميع في حديثهم معنا مقتنعين أن سبب الخسارة يتحمله الهجوم ولا غيره بعد أن كان الخط الأمامي ل "الخضر" غائبا حتى قبل دخول غزال، وقد أكدوا أن المسؤولية تقع أيضا على سعدان يجب أن لا نهرب من الحقيقية، فسعدان قام ب "كوتشينغ" سيء للغاية عندما قرر استبدال جبور بغزال، حيث كان الكل يتمنى أن يدخل مكان هذا الأخير بودبوز فهو لاعب رائع. وتساءل الجميع: "لماذا رفض سعدان إقحام هذا اللاعب الواعد الذي يعتبر مستقبل المنتخب الوطني؟".