جاء في فضل التسبيح أحاديث وآيات كثيرة، ترغب فيه وتحض عليه، وفعل سبح جاء في القرآن الكريم بكل تصاريفه، فجاء بالماضي وبالمضارع والأمر، فسورة الصف افتتحت ب »سبحَ« وهو فعل ماضٍ وسورة الجمعة ب »يسبح« وهو فعل مضارع، وسورة الأعلى ب »سبحْ اسم ربك« وهو فعل أمر والمصدر، »سبحان الذي أسرى« فكل تصاريف هذه المادة جاءت في القرآن الكريم تنزيها لله سبحانه وتعالى. وجميع ما في الكون ينطق بتسبيح الله وتحميده وتمجيده، كما قال تعالى: »وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم«، وقال تعالى: »ويسبح الرعد بحمده«، وقال: »والطير محشورة كل له أواب«، فالإنسان والملائكة والرعد والجماد وكل ما في عالم السماء وعالم الأرض يسبح لله. وكلمة التسبيح تعني قولك: سبحان الله، كما يقال: التهليل، لمن قال: لا إله إلا الله، والتحميد لقولنا: الحمد لله، والحوقلة لقولنا: لا حول ولا قوة إلا بالله. والتسبيح يدل على معانٍ راسخة في القلب، حاضرة في الذهن، مؤثرة في السلوك، فهو إمارة على عمق الإيمان ورسوخ اليقين، وصفاء العقيدة وكمال التوحيد. وجاء في تفسير قول الله عز وجل »والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخير أملاً« أنها الطاعات وأعمال الحسنات، وقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وهذه الكلمات الإيمانية الطيبة، هي أحب الكلام إلى الله تعالى. سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الكلام أفضل؟ فقال: »ما اصطفى الله لملائكته: سبحان الله وبحمده«. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »لقيت إبراهيم عليه السلام ليلة أُسريَ بي، فقال: يا محمد أقرِئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر«. أي أنها أرض سهلة مطمئنة«، وفي الحديث: من قال: »سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة«. وقد ختم البخاري رحمه الله كتابه الجامع الصحيح بهذا الحديث الذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: »كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم. وقال صلى الله عليه وسلم: »أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لا يضرك بأيهن بدأت«.