ذكرُ الله من أجل الطاعات، وأفضل القربات، وله من الفضل العظيم، والثواب الجسيم لا يقدره إلا الله، وقد أمرنا الله عز وجل بذكره كثيرا وتسبيحه بكرة وأصيلا فقال تعالى: »يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلاً«. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: »ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من أنفاق الذهب والفضة، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فيضربُ أعناقكم وتضربوا أعناقهم، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ذكر الله«. رواه الترمذي وغيره. وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله في كل أحيانه. رواه أحمد. وأتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله: إن شرائع الإسلام قد كثرت علينا فباب نتمسك به جامع؟ قال: »لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله عز وجل«. رواه الترمذي وغيره. وقال ابن مسعود رضي الله عنه في قول الله تعالى: »يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته« فقال: أن يطاع فلا يعصى وأن يذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »من استيقظ من الليل وأيقظ امرأته فصليا ركعتين جميعا كتبا من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات«. رواه أبو داود وغيره. وأخرج ابن حبان في صحيحه وغيره من حديث معاذ بن جبل قال: آخر ما فارقت عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قلت له: أي الأعمال خير وأقرب إلى الله؟ قال: أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله عز وجل. ورطوبة اللسان بالذكر تعني كثرته وتحرك اللسان به دائما. روى الإمام أحمد وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله عز وجل: »أنا مع عبدي إذا هو ذكرني وتحركت بي شفتاه«.