تلاميذ يقطعون الكيلومترات على الأقدام للالتحاق بالمدارس تعيش حوالي 60 عائلة بقرى ومداشر بلدية قريقر بتبسة في عزلة كبيرة وواقع مرير لعدم توفر أبسط متطلبات العيش وكأنها في عالم معزول وهو ما لاحظته السياسي خلال تجولها بالبعض منها وحسب تصريحات السكان فإنها تفتقر إلى أدنى متطلبات الحياة، إذ مازالوا يعيشون حياة بدائية لا تمت بصلة إلى عصر التمدن رغم أنها تشهد كثافة سكانية معتبرة. هكذا تحولت بلدية قريقر إلى جحيم يعيش سكان قرى قريقر جنوب ولاية تبسة معاناة تدمع لها العين وتقشعر لها الأبدان، يحدث هذا في ظل غياب أبسط ضروريات الحياة وهو الشيء الذي أكده أحد أبناء المنطقة في ل السياسي قائلا: حقيقة هذا واقعنا الذي نعيش فيه لكننا لسنا راضين به أصلا، لأنه لا تتوفر أدنى شروط المعيشة هنا ومن حقنا المطالبة بكامل الحقوق وبعيون دامية وقلب متحسر عن الحالة التي تعيشها العديد من العائلات بهذه الأخيرة، تضيف محدثتنا، إننا نعيش معيشة ضنكة وما زاد الامر سوءً هو تباعد مختلف البيوت النائية المتواجدة بالأرياف. وأول ما استهل به السكان سلسة مشاكلهم الوضعية الكارثية التي آلت إليها معظم الطرق المؤدية الى البلدية ، حيث يجد السكان صعوبة كبيرة في السير عليها بالنسبة للراجلين أو السائقين. ولعل ما أرهق كاهلهم الأعطاب التي يواجهونها جراء اهتراء الطرقات بالقرية، بالإضافة الى غياب المياه الصالحة للشرب التي تزداد حدتها في فصل الصيف لتبدأ بذلك رحلة البحث عن هذه المادة الحيوية من الينابيع والآبار ومنهم من يضطر إلى شراء صهاريج مائية بأثمان باهظة ونحن نواصل تجولنا بين أرجاء قرية قريقر شد انتباهنا تلك الحالة التي تعيشها حوالي 58 عائلة في بيوت قديمة مبنية باستعمال الحجارة واشجار النخيل ما جعلهم يتحدّون الطبيعة وقساوة وبرد فصل الشتاء، وهذا ما وقفنا عليه خلال جولتنا الاستطلاعية، هذا وقد أبدى العديد من المواطنين مدى استياءهم من هذا الوضع الذي هم فيه وخوفهم الشديد من مكان عيشهم والطريقة الفوضوية التي عليها منازلهم. تلاميذ يقطعون الكيلومترات على الأقدام للالتحاق بالمدارس وعلى غرار ذلك اشتكى سكان البلدية من غياب المؤسسات الاستشفائية والتربوية بالمنطقة وهو ما زاد من معاناتهم وهو ما أعرب عنه عمي محمد والذي قال نعيش بهذه المنطقة وكأننا معزولون عن العالم لا مستشفى ولا مدرسة، توجد واحدة بالقرب من مركز البلدية على بعد 17 كلم وهو ما اثقل كاهل العديد من العائلات وهي تتكبد عناء التنقل اليومي لهم ولأولادهم. ... وخدمات صحية متدنية من جهة أخرى، يواجه سكان قريقر ظروفا قاسية جراء غياب المرافق الضرورية للحياة من مركب رياضي للشباب ومكتبة المطالعة ونقائص عدة، لاسيما ما تعلق بالخدمات الصحية، فالمشكلة لاتزال مطروحة رغم الشكاوي المتكررة التي رفعها السكان للمسؤولين المتعاقبين على تسيير أمور البلدية، حيث تفتقر قاعة العلاج بالقرية إلى طبيب يفحص المرضى والذين وجدوا أنفسهم يتنقلون لبلديات مجاورة من أجل الحصول على أبسط الخدمات الصحية لتبقى العيادة المتواجدة بالقرية مجرد هيكل بلا روح. وهو ما أعرب عنه عمي موسى قائلا: توجد مصلحة جوارية ولكنها هيكل بدون روح تفتقر لادنى الخدمات الامر الذي يجبرنا في كل مرة التنقل الى مدينة الشريعة التي تبعد عن المنطقة بأكثر من 30 كلم . غياب الماء والغاز زاد من معاناتهم اليومية ومن جهة أخرى، وما زاد من صعوبة العيش بهذه المنطقة عدم توفر المياه الصالحة للشرب بالبيوت وتواجدها بمكان بعيد عنهم فصرح سمير في هذا الصدد عن هذا المشكل الذي يؤرقهم قائلا: يزداد الامر سوءً مع انعدام المياه لتبدأ بذلك رحلة البحث عن هذه المادة الحيوية من الينابيع والآبار ومنهم من يضطر إلى شراء صهاريج مائية بأثمان باهظة وعلى غرار ذلك يعاني سكان البلدية من مشكلة غياب غاز الطبيعي الذي يبقى حلم لن يتحقق في ظل الصعوبات التي يواجهها سكان القرية وهو ما اعرب عنه سليمان قائلا: مجرد التفكير في الغاز الطبيعي يعتبر حلما صعبا تحقيقه لتزداد معاناتنا اثناء التنقل من اجل اقتناء قارورة غاز البوتان . اهتراء الطرقات وغياب النقل عزلهم عن العالم ويشتكي سكان بلدية قريقر من اهتراء الطرقات ونقص وسائل النقل من وإلى القرية، حيث عبر العديد من السكان عن تذمرهم واستيائهم الشديدين إزاء هذه الوضعية التي وصفوها بالكارثية، والتي أصبحت هاجسا يعكر صفو حياتهم اليومية، حيث يضطرون للانتظار ساعات طويلة على حافة الطريق الرئيسي لضمان تنقلاتهم، لاسيما خلال أوقات الذروة، مما يضطر الكثيرين إلى التنقل سيرا على الأقدام تحت وطأة أحوال الطقس القاسية شتاءً وصيفا للتنقل لمركز البلدية لقضاء حوائجهم.