بعد وثائق بنما، لن تختفي مناطق أوفشور كظاهرة إنما ستجري عملية إعادة توجيه للتدفقات المالية. ذلك ما يراه الخبير الاقتصادي الألماني أرنست وولف، وذكر أن تريليونات الدولارات ستتوجه إلى الولاياتالمتحدة التي تسعى حاليا للتحول إلى ملاذ ضريبي كبير جديد. وقال في حديث لوكالة سبوتنيك، إن فضيحة بنما لم تمس أية شركة أمريكية، ولذلك فقد تكون جزءا من استراتيجية أمريكية. وأعاد الخبير إلى الأذهان أن الولاياتالمتحدة تمكنت قبل ذلك من تقويض مبدأ سرية الودائع في سويسرا التي باتت اليوم ملزمة بأن تقدم إلى السلطات الأمريكية كل ما تطلبه من معطيات عن المواطنين الأمريكيين. والأمر نفسه، نفذ مع الدول الأخرى. وفي الوقت ذاته، تطبق في بعض الولاياتالأمريكية السرية المصرفية بشكل مطلق. ففي ولايات نيفادا وداكوتا الجنوبية، وأيومنغ وديلاوير، توجد ملاذات ضريبية مطلقة . بعد فضيحة وثائق بنما، حتما، سيقوم أفراد وشركات بنقل أموالهم إلى الولاياتالأمريكية المذكورة أعلاه. ونوه الخبير بأن الحديث يدور عن مبالغ تصل إلى 30-40 ترليون دولار. وكانت بعض وسائل الإعلام قد نشرت، في 3 أبريل/نيسان، وثائق زعمت أنها تعود للشركة القانونية البنمية Mossack Fonseca، جرى فيها الحديث عن ضلوع بعض الزعماء العالميين الحاليين والسابقين والمقربين منهم في فضيحة تهرب ضريبي. ورفضت الشركة المذكورة أعلاه تأكيد صحة الوثائق ووصفت تصرف الصحفيين الذين نشروها بالإجرامي. من جهته كشف موقع ويكيليكس هوية ممول فضيحة أوراق بنما المتعلقة بتسريب وثائق شركة Mossack Fonseca مشيرا إلى أنها جاءت بتمويل مباشر من الحكومة الأمريكية والملياردير الأمريكي جورج سوروس، وأوضح ويكيليكس عبر حسابه على موقع تويتر الإلكتروني أن تسريب بيانات بنما كان في حقيقة الأمر هجوما موجها ضد روسيا وتحديدا ضد رئيسها فلاديمير بوتين، وجاء في تغريدة نشرها ويكيليكس على تويتر أعد مشروع رصد الجريمة المنظمة والفساد هجوم أوراق بنما ضد بوتين، ويؤكد ويكيليكس أن مشروع أوراق بنما تلقى تمويلا مباشرا من الحكومة الأمريكية. وفي تغريدة أخرى، استطرد ويكيليكس قائلا: ربما يقوم المشروع الأمريكي لرصد الجريمة المنظمة والفساد بعمل جيد، لكن حصوله على تمويل مباشر من الحكومة الأمريكية لشن هجوم أوراق بنما على بوتين، يثير شكوكا حول نزاهته .