أعلنت وزارة التربية منح فرصة ثانية للأساتذة المتعاقدين الذين لم يسجلو أنفسهم في الآجال المحددة، وقرّرت الوزارة الوصية استحداث مكتب خاص على مستوى مديريات التربية يومي 18 و19 أفريل لاستقبال الملفات، فيما فضت، فجر أمس، قوات الأمن والدرك الوطني اعتصام الأساتذة المتعاقدين بطريقة سلمية، ببودواو ولاية بومرداس، حيث تم تحويل جميع المتعاقدين إلى ثلاث وجهات مختلفة عبر الحافلات إلى كل من محطة خروبة بالعاصمة، وولاية البليدة والبويرة ومن ثم إلى ولاياتهم الأصلية، وذلك تنفيذا لأوامر وزارة الداخلية والجماعات المحلية التي أصدرت أمرا بفض اعتصام المتعاقدين وإخلاء المكان خاصة بعد تصريحات الحكومة والوزارة الوصية باستحالة الاستجابة لمطلبهم وإدماجهم دون المرور على مسابقة التوظيف. وقامت قوات الأمن بتحويل المعتصمين إلى محطة خروبة بالعاصمة ليقوموا بعدها بتحويلهم عبر حافلات النقل إلى ولاياتهم الأصلية، فيما تم تحويل البعض الأخر إلى كل من ولاية البليدة والبويرة ومن ثم إلى وجهاتهم الأصلية، وخلال عملية فض الاعتصام قام بعض الأساتذة المتعاقدين المحتجين الذين أصروا على عدم مغادرة مكان الاعتصام بمغادرة الحافلات التي كانت تقلهم إلى ولاياتهم على مستوى الطريق السريع لولاية برج بوعريريج، أين قاموا بقطع الطريق بمنطقة الياشير بذات الولاية، مستنكرين قرار الداخلية المتمثل في فض الاعتصام. نقابات التربية تحمل الوزارة المسؤولية وفي هذا السياق، أكد عبد الكريم بوجناح، رئيس النقابة الوطنية لعمال التربية والتكوين اسانتيو في اتصال هاتفي ل السياسي أن نقابات التربية الثلاثة التي لعبت دور الوسيط بين المتعاقدين المحتجين وبين الوصاية، كانت تنتظر رد فعل ايجابي فيما يتعلق بهذه القضية بعد إيداع مراسلة للوزير الأول أول أمس من اجل بحث السبل الممكنة لحل هذا الإشكال بطريقة ترضي الطرفين من شانها احترام القانون من جهة وتسوية وضعية الأساتذة المتعاقدين من جهة أخرى، إلا أننا تفاجأنا يضيف المتحدث بتدخل الأمن وفض الاعتصام، مؤكدا أن المحتجين لن يعودوا إلى ولاياتهم الأصلية ولن يتراجعوا عن قرار الإدماج والدليل على ذلك قيامهم بقطع الطريق بمنطقة الياشير ولاية برج بوعريريج. وأضاف بوجناح، أن نقابة الأسانتيو لن تسكت على مثل هذه الممارسات، موضحا أنها ستعمل على التصعيد مساندة للأساتذة المتعاقدين، من خلال تنظيم وقفات احتجاجية وربما الذهاب إلى الإضراب المفتوح، محملا الوزارة الوصية كامل المسؤولية فيما يتعلق بأي انزلاقات مستقبلية. من جهته، أكد الأمين العام للاتحادية الوطنية لعمال التربية، فرحات شابخ، أن الدولة الجزائرية أعطت الوقت اللازم لحل مشكلة الأساتذة المتعاقدين، فيما دعا وزارة التربية بإعطاء فرصة لهؤلاء الأساتذة للتسجيل في المسابقة حتى لا تضيع حقوقهم، مشيرا أن العدالة الاجتماعية هي التي يجب أن تكون في مثل هذه الأمور. فتح باب التسجيل في مسابقة التوظيف خلال يومين وفي سياق ذي صلة، أكد لمين شرفاوي، المكلف بالإعلام بوزارة التربية الوطنية في تصريح ل السياسي أن الوزارة خصصت مكاتب على مستوى مديريات التربية عبر كامل التراب الوطني، للسماح للأساتذة المتعاقدين المحتجين الذين لم يقوموا بالتسجيل للمشاركة في مسابقة التوظيف بالموقع الالكتروني للديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، من إيداع ملفاتهم الإدارية على مستوى تلك المكاتب بمديريات التربية الوطنية، مشيرا إلى أن الوزارة منحت مهلة يومين فقط للتسجيل بداية من يوم أمس بمعنى أن اليوم هو أخر اجل أمام المتعاقدين للمشاركة بالمسابقة. وأضاف شرفاوي، أن جميع الأساتذة المتعاقدين الذين كانوا محتجين ببلدية بودواو ولم يلتحقوا بمناصب عملهم منذ بداية الفصل الثالث بإمكانهم ولحد الساعة الالتحاق بالدراسة، مشيرا إلى أن الوزارة لم تقفل أبوابها في وجههم ولا زالت تدعوهم للالتحاق بمناصبهم. يذكر، أن الأساتذة المتعاقدين قاموا منذ 28 مارس الماضي بتنظيم مسيرة الكرامة انطلاقا من ولاية بجاية باتجاه العاصمة، إلا أنهم حوصروا بمجرد وصولهم إلى ببلدية بودواو ولاية بومرداس ومنعوا من التوجه إلى العاصمة، حيث قاموا بتنظيم اعتصام بالمكان استمر لمدة 15 يوم طالبوا خلاله بالإدماج دون قيد وشرط، إلا أن وزارة التربية والحكومة أكدوا استحالة الإدماج دون المرور على مسابقة التوظيف كون ذلك يخالف القوانين المعمول بها.