أشار استطلاع قام به المعهد الفرنسي للرأي العام إلى أن الصيام بات من أكثر العبادات ممارسة من طرف المسلمين في فرنسا. وتشير النتائج إلى أن 70٪ من المسلمين الفرنسيين يواظبون على صيام شهر رمضان المبارك، بعد أن كانت النسبة لا تتجاوز 60٪ قبل 20 سنة. وفي الوقت الذي يقبل المزيد من المسلمين على هذه الشعيرة تعبر شركات وأصحاب العمل عن قلقهم من تراجع أداء عمالها المسلمين. وتقول الكاتبة دنيا بوزار "من الواضح أن هناك تقبلاً لشهر رمضان في أماكن العمل". مضيفة أن "مفهوم الشعيرة الأجنبية بدأ يتلاشى شيئا فشيئا، وأصبح ينظر إلى رمضان على أنه طقس ديني يمارسه موظفون فرنسيون". من جهته، يرى الخبير في العلوم الدينية باتريك بانون، أنه من حق الموظف أن يطلب من رب العمل تعديلاً في توقيت العمل كأن يأتي مبكراً أو يأخذ قسطاً من الراحة خلال الظهيرة من أجل أن يقوم بواجباته الدينية على أكمل وجه. ولا يوجد قانون فرنسي خاص بشهر رمضان إلا أن التعامل مع الصائمين يختلف من مكان إلى آخر، وقد يعتمد الأمر على موقف المدير أو صاحب العمل الذي عادة ما يكون غير موضوعي. كما يعتمد أيضا على ميزان القوة داخل المؤسسة، إذ يمكن للمسلمين فرض نمط معين في حال كانوا الأغلبية. وإذا كان عددهم قليلاً فمن الصعب عليهم الحصول على امتيازات في هذا الشهر. وبالنسبة لعمال الإنشاءات فإن المسألة تصبح أكثر أهمية إذ يصعب عليهم ممارسة أعمالهم في العراء خلال أوقات الحر بشكل جيد. ويعيش في فرنسا نحو ستة ملايين مسلم، معظمهم من أصول مغاربية، ويوجد فيها أكثر من 2000 مسجد. ولا توجد بيانات دقيقة لأن الإحصاءات القائمة على أساس ديني مخالفة للقانون الفرنسي. وتشير الدراسة التي قام بها المعهد الوطني إلى أن الذهاب إلى المساجد لا يزال مقتصراً على الرجال. ويدخل عامل العمر في هذه المسألة، إذ يقبل 41٪ ممن تفوق أعمارهم 55 سنة على المساجد مقابل 20٪ للفئة العمرية ما بين 18 و20 عاماً. وفي مقارنة بين أتباع الديانتين المسيحية والإسلامية وجد الباحثون أن معدل الإقبال على العبادات ارتفع إلى 23٪ بالنسبة للمسلمين، مقابل 5٪ للكاثوليك الذين لا يذهبون إلى الكنيسة إلا مرة كل شهر. ويتركز المسلمون في العاصمة باريس وضواحيها، حيث يشكلون 10 من عدد السكان هناك.