تعيش الجالية الجزائرية في العديد من الدول الأوروبية أجواء رمضانية أكثر إسلامية، إلا أنها ليست بتلك الأجواء التي يتميز بها في الوطن الأم، ما ألهب حنين العديد من المغتربين للعودة الى الجزائر وقضاء هذا الشهر وسط العائلة، الأمر الذي دفع بالجالية الجزائرية في الخارج للتوافد إلى أرض الوطن لقضاء شهر رمضان الكريم بين الأهل والأحباب. وأبدى العائدون سعادتهم الكبيرة بالعودة للوطن لقضاء الشهر الفضيل بين أفراد العائلة، مؤكدين أن لا شيء يعوض قضاء رمضان في دفء العائلة في حين أن هناك الكثير منهم حرمتهم الظروف من ذلك وأجبرتهم على قضاء هذا الشهر بعيدا عن أهلهم، حتى وإن كانت ممارستهم للشعائر الدينية لا تتبدل، إلا أنّ نمط قضائهم نفحاته قد تختلف بتواجدهم بين بلد وآخر، حيث يفتقد الكثير من المغتربين لرموز معينة بشهر رمضان لاسيما العائلية منها وهو ما أعرب عنه بعض العائدين من الجالية الجزائرية الى أرض الوطن لقضاء الشهر الفضيل وعائلاتهم. وعبر أحدهم عن فرحته بالعودة، مؤكدا أن قضاء شهر رمضان بين دفء العائلة وحنين الوطن أفضل منه في الغربة، وفي باريس على وجه التحديد، مضيفا أنه يتواجد في باريس منذ 45 سنة، لكنني لا أشعر برمضان إلا بوجودي بين العائلة وفي بلادي ، على حد تعبيره. وأشار آخر إلى تفضيله قضاء شهر رمضان بين العائلة بدلا من التواجد بالغربة، مؤكدا أن هذه عادته خلال الشهر الفضيل لأنني لا أقوى على قضائه بعيدا عن العائلة في داكار . ومن جهته، يقول مروان: فضلت قضاء عطلة الصيف بأرض الوطن لأداء فريضة الصيام رفقة الأقارب والأحباء واسترجاع نكهة رمضان المفقودة ببلاد المهجر معهم . مغتربون يؤكدون: شتان بين رمضان الجزائر والمهجر عائلة مسعودي هي الأخرى مقيمة بالمهجر، وبالتحديد بمدينة ميلانو الإيطالية، قدمت إلى جزائر، ككل سنة، لقضاء العطلة الصيفية رفقة الوالدين والعائلة الكبيرة، إلا أن تزامن شهر رمضان هذه السنة مع العطلة الصيفية أسعدها كثيرا، خاصة وأن هذا يحدث لأول مرة بعد 11 سنة من الغربة، وهو ما أعرب عنه كريم لم نذق طعم رمضان الذي اعتدنا عليه منذ صغرنا طيلة هذه المدة، وها أنا أستعيده رفقة والدي اللذين أشتاق إليهما أكثر من أي أحد وأنا بأرض الغربة، وكم يزيد شوقنا عندما نشاهده على القنوات الفضائية الجزائرية ونحن بعيدون عن الوطن، رغم أنها، في نفس الوقت، تقربنا من أهالينا . وفي ذات السياق، روت جميلة لنا عن ظروف الصوم في إيطاليا، حيث تقيم رفقة زوجها وابنتها البالغة من العمر 10 سنوات، موضحة كيف أن توقيت العمل لا يتلاءم مع ظروف الصوم وكثيرا ما يجبر الصائم على البقاء في موقع عمله حتى وإن حان موعد الإفطار. كما أنه لا فرق بين رمضان وسائر أشهر السنة، حسب جميلة، التي افتقدت، طيلة 11 سنة، السهرات الرمضانية والدينية، فرمضان في ميلانو -تضيف محدثتنا - نقضيه بين العمل، ثم البيت لتحضير الإفطار، وبعد ذلك مباشرة، النوم للالتحاق، في الصباح الباكر، بالعمل ولا شيء يميز رمضان في المنطقة التي نقيم فيها، لأنه لا يوجد فيها الكثير من أبناء الجالية المسلمة، ليقتصر تواصلي اليومي مع عائلة مغربية متواجدة بالحي الذي أقطن به حيث نتبادل، من حين إلى آخر، الزيارات ونتقاسم بعض اللحظات نتبادل فيها أطراف الحديث حول الأهل والحنين إلى الوطن . واعتبرت جميلة نفسها محظوظة لأن تاريخ عودتها، ربما، سيسمح لها بقضاء، ولو اليوم الأول من عيد الفطر، مع الأهل والأقارب قبل المغادرة نحو إيطاليا.