تفقد السينما المصرية والعربية، برحيل المخرج محمد خان، الذي وافته المنية أول أمس عن عمر يناهز ال73 سنة، أحد أبرز مخرجي السينما الواقعية في مصر التي تألقت في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي. عشق محمد خان، وهو من مواليد القاهرة (23 فيفري 1942) لأب باكستاني وأم مصرية، الفن السابع منذ الطفولة و هو الذي نشأ بجنب قاعة سينما مكشوفة. وكان شغوفا بمشاهدة وحضور كل العروض التي تقدمها. وقد دفعه تعلقه بأضواء الشاشة الكبيرة إلى ترك دراسة الهندسة المعمارية بلندن والالتحاق بأحد معاهدها السينمائية في بداية الستينيات. انطلق مشواره الطويل والثري مع الفن السابع بفيلم ضربة شمس عام 1978 مع نور الشريف ونورا وليلى فوزي والذي تحصل على جائزة مهرجان القاهرة السينمائي عام 1979 في دورته الأولى. تزامن نشاط خان مع ظهور تيارات وموجات سينمائية جديدة حيث كان متأثرا بالموجة الفرنسية الجديدة وبسينما أوروبا الشرقية التي كانت متألقة في السبعينيات إلى جانب إعجابه بالسينما الأمريكية خاصة الموجة الجديدة. وكان إلى جانب تمكنه من تقنيات السينما، مطلعا على الجانب النظري حيث كان يتابع باستمرار الكتابات النقدية خاصة كراسات السينما الفرنسية و بمتابعة أخبار المجلات السينمائية الانجليزية. أنشا الراحل جماعة السينما ، التي انضم إليها وجوه بارزة في عالم السينما بمصر، على غرار المخرجين عاطف الطيب وخيري بشارة والعملاق داوود عبد السيد والمونتيرة نادية شكري التي قامت بمونتاج كل أفلامه والسيناريست بشير الديك وغيرهم، وكان الهدف من هذه الجمعية إنتاج أفلام ذات مستوى. وقدم خان طيلة مسيرته الفنية 26 فيلما من بينها فيلم خرج ولم يعد (1984) الفائز ب التانيت الفضي وجائزة أحسن ممثل ليحيى الفخراني بمهرجان قرطاج و عودة مواطن (1986) الذي عرض خارج المنافسة الرسمية في مهرجان كان سنة 1987 و زوجة رجل مهم (1988) مع النجم أحمد زكي و أيام السادات (2001) مع أحمد زكي ومرفت أمين و بنات وسط البلد (2005) و شقة مصر الجديدة (2007). وكانت زوجته كاتبة سيناريو الفيلمين. وشاء الله أن يكون فيلم قبل زحمة الصيف (2015) مع هنا شيحة وماجد الكدواني، آخر عمل محمد خان الذي كلل مساره الفني بعديد من الجوائز والتكريمات محليا وفي الخارج. محمد خان، الذي توفي بأحد مستشفيات القاهرة إثر تعرضه لأزمة صحية مفاجئة، متزوج من الكاتبة والسيناريست وسام سليمان وله ابنة تدعى نادين تعمل أيضا في مجال الإخراج السينمائي. وكان وزير الثقافة المصري، حلمي النمنم، قد نعى الفقيد خان وقال: برع من خلال أعماله في رسم صورة بانورامية واقعية وإنسانية عن المجتمع المصري .