يفضل المصطافون الذين يختارون النزول بالشريط الساحلي لولاية تيزي وزو، التوجه إلى شاطئ خروبة، المتواجد بمنطقة أزفون، التي تضم أفضل الشواطئ المهيأة للسباحة، كما تعتبر من مناطق الجذب السياحي، و تبعد عن عاصمة الولاية بنحو 70 كلم شمالا. يوفر شاطئ خروبة الراحة و الهدوء لمرتاديه، كما يعتبر من أهم و أجمل المعالم السياحية في أزفون، و يشتهر أيضا بالمناظر الطبيعية الخضراء التي تحيط به ، ويعرف هذا الموقع خلال موسم الاصطياف، إقبالا لافتا للمصطافين، نظرا للتحسن الذي شهده في مختلف النواحي، ويعد شاطئ خروبة اليوم من أجمل الشواطئ الثمانية التي تتوفر عليها ولاية تيزي وزو، بالنظر لخصائصه و موقعه الاستراتيجي الهام، و تعوّل عليه السلطات المحلية ليصبح أكبر قطب سياحي، ليس فقط على المستوى المحلي، و إنما عبر الوطن. ما ينفرد به شاطئ خروبة هو الهدوء و السكينة، وبإمكان الزائر أن يلمح العائلات تتجول ليلا و أفرادها يتمتعون بتناول المثلجات أو الفطائر المحشوة، و هم يتأملون البحر و المناظر الخلابة ، قبيل توافد موجات المصطافين في النهار. تقصد آلاف العائلات و الشباب شاطئ خروبة الجميل الذي يقع عند مدخل مدينة أزفون في الضاحية الشمالية لولاية تيزي وزو، التي زينت نفسها بأبهى حلة لاستقبال ضيوفها، و يتحول الشاطئ إلى ملاذ آمن للباحثين عن الراحة و الأمان، القادمين إليه من مختلف أرجاء تيزي وزو و مناطق أخرى من الوطن، لاسيما الولايات المجاورة لعاصمة جرجرة، على غرار بومرداس و البويرة و الجزائر العاصمة و بجاية، طلبا للاستجمام و التمتع بموقعه الساحلي الرائع، أين يمتزج اللون الأزرق للبحر، باللون الأخضر لأشجار البلوط و الفلين و الصنوبر و الكاليتوس، في لوحة فسيفسائية رائعة ، كما أن توفره على شروط النظافة وموقعه غير البعيد عن مركز الأمن الحضري لأزفون، يجعلانه يستقطب أعدادا كبيرة من الزوار الراغبين في الاستجمام و الترويح عن النفس و التمتع بمزايا البحر بهدوء و أمان. إقبال قياسي ينعش كراء السكنات و يشهد خلال الموسم الحالي إقبالا كبيرا لعشاق البحر، بأعداد تتجاوز بكثير مواسم الاصطياف الماضية، حيث يبدو من بعيد في شكل لوحة فنية تحيط بها مجموعة من الخيم و تزينها الألوان المتعددة للشمسيات، ما جعل السكان المحليين يتهافتون على تأجير مساكنهم للزوار لقضاء عطلتهم في ذلك الشاطئ الهادئ، كما أن العديد من الباحثين عن الانتعاش في أيام الحر، لا يترددون في المبيت فوق الرمال الذهبية خاصة في ظل غلاء الكراء. من جهة أخرى يتوفر شاطئ خروبة الذي يعتبر من بين أوسع الشواطئ بساحل الولاية، على صخور عالية تتوسط مياه البحر و تتحول إلى مزار للآلاف من الشباب الذين يكتشفون من خلالها روعة زرقة البحر، و يستمتعون بالقفز من فوقها للغطس، ورغم الخطورة التي تشكلها هذه الصخور بسبب شكلها الحاد على حياة السباحين في حال ارتطامهم بها، إلا أن هؤلاء لا يتوانون في المغامرة بأنفسهم، كما يختار البعض الآخر ذات الصخور لممارسة هواية صيد الأسماك . و يصل الزائر إلى شاطئ خروبة بشق الأنفس بسبب الازدحام المروري الخانق عند مدخل مدينة أزفون و الذي يسببه تدفق السياح إلى مختلف المواقع السياحية التي تنفرد بها هذه المنطقة الساحلية، لدرجة أن الوافدين الجدد لا يجدون مكانا ينزلون فيه، و أصبح هذا الشاطئ لا يتسع لاستقبال العدد الهائل من المصطافين الذين يترددون عليه، و يضطر بعضهم إلى مغادرة الموقع ، و رغم جهود مصالح أمن الطرقات الذين يسهرون على تنظيم و تسهيل حركة المرور، ، إلا أنه من الصعب جدا التحكم في الوضع، خاصة في عطل نهاية الأسبوع.و من جهة اخرى اعربت العديد من العائلات عن ارتياحها بتواجد دوريات شرطة الشواطئ باستمرار، تنفيذا للمخطط الأزرق و ضمانا لأمن وسلامة المصطافين و السهر على حماية ممتلكاتهم و بهذا الصدد، قال كريم أحيانا أحضر العائلة صباحا إلى هنا، و أتجه لقضاء بعض الحاجيات و لا أعود إلا في المساء، و أنا مرتاح لثقتي في توفر الأمن . وأشارت إحدى القادمات من ولاية تبسة ، أنها حطت رحالها بشاطئ خروبة، للابتعاد من ضجيج المدينة والاستمتاع بالطبيعة الساحرة المحيطة به. ولاحظنا أن العديد من العائلات أصبحت تتوجه إلى البحر في وقت متأخر من المساء و حتى الليل، و من بينها عائلات تخيم غير بعيد عن الشاطئ قدمت من عمق الصحراء، بحثا عن الهدوء و الراحة.