تزامنا والدخول المدرسي 2016-2017، تعيش الأسر الجزائرية على وقع التفاؤل والطمأنينة على فلذات كبدهم لما سطّرته السلطات من مخططات لكبح ظاهرة اختطاف الأطفال، فيما لا يزال الكثير متخوفا لغاية تجسيد المخطط على أرض الواقع، وهو ما وقفت عليه السياسي خلال جولة قادتها لبعض المدارس، أين اختلفت الآراء من شخص لآخر حول الظاهرة وما قد ينتج عن المخطط الاستعجالي الذي سطّرته السلطات ومدى فعاليته. الاختطاف هاجس العائلات في الدخول الاجتماعي عاد الأطفال لمقاعد الدراسة بعد عطلتهم الصيفية وعاد الحذر والارتباك يخيّم على العائلات الجزائرية والتي تأهبت للدخول المدرسي بأجواء مشحونة بتشديد الحراسة على أبنائهم، خوفا عليهم من هاجس الاختطاف الذي بات يشكل الشغل الشاغل للأولياء، إذ يعمد الأولياء إلى اتخاذ إستراتيجيات أخرى لضمان سلامة الأطفال أبرزها مرافقتهم ذهابا وإيابا إلى المدرسة، وهو الأمر الذي يتفق عليه أغلبية الأولياء والسائد حاليا مع عودة الأطفال إلى مدارسهم حيث اكتظت المدارس بالأولياء الذين يرافقون أطفالهم ذهابا وإيابا، لتقول حياة في هذا الصدد، أنها تخشى على أطفالها من شبح الاختطاف وأنها سترافقهم ذهابا وإيابا، وتشاطرها الرأي فتيحة بالقول أنها سوف تحرص على مرافقة أطفالها خلال توجههم إلى المدرسة، لتضيف بأنها لا تأمن عليهم من التربص والاختطاف. وقد باتت ظاهرة اختطاف الأطفال حديث الخاص والعام بالمجتمع الجزائري والذي تزامن والموسم الدراسي وحتى الأطفال الذين يخصهم الأمر باعتبارهم المستهدف في الظاهرة والعنصر المفعول به، إذ أصبح يخيّل لكل طفل متوجه إلى المدرسة بأنه سيتعرض للاختطاف في أي لحظة، وهو ما أطلعتنا عليه حميدة، لتقول في هذا الصدد أن طفلها اعتاد على فكرة أنه مستهدف وسيختطف، لتضيف المتحدثة بأنها سوف ترافقه لتبعث فيه الطمأنينة. مخطط السلطات يمنح العائلات الثقة بنفسها بعدما اتّخذت الظاهرة منحى خطير وباتت كابوسا يهدّد حياة الصغار وينكّد عيش الكبار، سطّرت السلطات مخططا يرمي للحد من الظاهرة، وذلك بتجنيد أعوان الأمن بالزي المدني لحراسة المدارس والطرقات القريبة من المدارس والمنافذ المؤدية إلى المدارس والحرص على سلامة الأطفال وما يتربص بهم من اعتداءات، وهو الأمر الذي بعث في نفوس الأولياء نوعا من الطمأنينة والارتياح التام لما تهدف إليه العملية من حفظ وصون للأطفال وضمان راحة أوليائهم من هاجس الاختطافات، وهو ما أجمع عليه العديد من الأشخاص الذين التقينا بهم وعبّروا عن ارتياحهم الكبير إلى ما يرمي إليه المخطط من توفير الحماية والأمان للأطفال وكذا الأولياء في حد ذاتهم والذي أثقل كاهلهم، لما يتخبطون فيه من تخوف دائم من تعرض أبنائهم لشبح اسمه الاختطاف، لتقول فاطمة في هذا الصدد بأن الأمر طمأنها كثيرا وأزاح عنها هاجس التفكير بالاختطافات وأن ذلك سيمكننا من عدم تكليف أنفسنا مغادرة المنزل يوميا ومراقبة أطفالنا باستمرار ، وتشاطرها الرأي زينب لتقول في هذا الشأن بأنها تستبشر خيرا بمخطط السلطات والذي سيمنحنا الطمأنينة والراحة التامة والثقة بالنفس ، لتضيف المتحدثة، أنه وبهذه الطريقة، ستؤمن على أطفالها أثناء توجههم إلى المدرسة. ولم يقتصر المخطط لمحاربة الظاهرة واجتثاتها من قلب المجتمع على جهود السلطات، بل يمتد للمجتمع المدني والذي تجنّد وعقد العزم وتحضّر للقضاء على الظاهرة نهائيا من خلال التفطن أكثر والتركيز وتسليط الضوء عليها، وهو ما أطلعنا عليه فارس، ليقول في هذا الصدد أن سلامة الأطفال مسؤولية الجميع، ليضيف المتحدث بأنه يتوجب تظافر الجهود والعمل على الحد من الظاهرة والقضاء عليها، ويضيف مراد في ذات السياق، بأنه متفائل بمخطط السلطات وتحمس المواطنين والمجتمع للقضاء على الظاهرة. وقد عبّر الكثيرون ممن التقت بهم السياسي عن أملهم في غياب الظاهرة واختفائها من المجتمع نهائيا، آملين في ذات الوقت بأن تعطي جهود السلطات ثمارها وأن يكون مخطط السلطات الساعي لمحاربة الظاهرة والقضاء عليها، بداية لنهاية الظاهرة وأن تصبح الظاهرة جزءا من الماضي. فطنة المواطنين خطوة لا بدّ منها ولوقع الظاهرة التي اجتاحت مجتمعنا وأصبحت هاجسا يطارد الجميع ولتأثيرها القوي على صغار السن وكبارهم، أصبح الاختطاف في المجتمع يشكّل عدوا لدودا للكل حيث عزم الكثيرون على مواجهته ومحاربته بعد سلسلة من الفجائع لأسر ضحايا المختطفين والمجتمع بصفة عامة، والذين عزموا على إنهاء المأساة مهما كلفهم الأمر، وهو ما حدث بولاية باتنة مؤخرا، حيث تمّ تحرير فتاة من أيدي مختطفيها والتفطن لها وهي فتاة صغيرة تنحدر من ولاية باتنة، حيث وبمجرد إذاعة خبر اختطافها، هبّ الجميع للبحث عنها ليعثروا عليها وتخليصها من مأساة حقيقية كادت أن تكون حلقة من مسلسل الرعب لاخْتطاف الأطفال. وقد مثّلت العملية، التي تمت بنجاح وخطة محكمة، خطوة جبّارة ومبادرة طيبة ودفعت بالكثير من الشباب للاقتداء بالفكرة والحرص على تطبيقها والتفطن أكثر، ليستحسنها العديد من الشباب الذين وافقوا عليها وأيدوها علها تخلص أرواحا وتكبح الظاهرة، إذ يطلعنا سليمان في هذا الصدد، أن المبادرة سوف تجعلنا أكثر يقظة لمواجهة الظاهرة والقضاء عليها ، ليضيف المتحدث أنه وبتكاتف جهود كهذه، الظاهرة ستنتهي. مختصة في علم الاجتماع: مخطط الحكومة سيردع ظاهرة الاختطاف وفي خضم هذا الواقع الذي هو حديث الساعة المتزامن والدخول المدرسي، أكدت زهرة فاسي، المختصة في علم الاجتماع، بأن هذه لا نسميها ظاهرة، فهي جريمة مؤقتة قد تحدث في أي وقت ومن وقت إلى آخر، ونحن نقول للأولياء لا خوف على أطفالكم بعد الآن مع المخطط الذي سطّرته السلطات، حيث ستكون هناك مراقبة دورية لأعوان الأمن بالزي المدني ونطمئن الأولياء في هذا الجانب، كما نحثهم بأنه يتوجب عليهم تشجيع أطفالهم على الدراسة وإخراجهم من هذه الحلقة التي ستؤثر على بناء وتكوين شخصيتهم ومردودهم الدراسي، ونشير إلى أنه يجب عليهم الدراسة بصورة عادية . ومن جهة أخرى، أشارت زهرة فاسي، بأنه يتوجب على الأولياء مراقبة وحفظ جدول توقيت أبنائهم والحرص على أنهم يتوجهون إلى المدرسة والعودة منها في الوقت المحدّد، خاصة بالنسبة لأطفال المدارس الابتدائية حيث يعتبرون المستهدف الرئيسي لسهولة استدراجهم واقتيادهم. منظمة أولياء التلاميذ: المخطط الاستعجالي من شأنه القضاء على الظاهرة إذا طبّق بحذافيره من جهته، أكد سمير لقصوري، عضو المكتب الوطني في منظمة أولياء التلاميذ، بأن المخطط بنظريته سيمنح الطمأنينة للأولياء، خاصة بالمناطق الداخلية، ونحن نودّ أن تكون هناك كاميرات مراقبة بالمدارس والطرقات المؤدية إلى المدارس لمراقبة تحركات الأشخاص الغرباء، حيث أن 90 بالمائة من التلاميذ يتخذون نفس الطريق ذهابا وإيابا وهو ما يجب تأمينه عن طريق الكاميرات، كما يجب تجنيد أعوان البلدية، فوجود الأمن وأعوان الحراسة يمنح الأولياء الطمأنينة ويمنح الأطفال أيضا الأمان أكثر، وهو ما يسمح بسد الثغرات ومحاولات الاختطاف . ومن جهته، أشار لقصوري إلى أن الظاهرة خلّفت حالة توتر وفقدان التوازن لدى الأولياء الذين أصبحوا يتأخرون عن الالتحاق بمقرات عملهم في سبيل حراسة أطفالهم من الاختطاف، كما أن الظاهرة تسبّبت في تأثير على الطفل حيث أن أغلب الأطفال اعتادوا على مرافقة أوليائهم وهو ما يشكّل لهم هاجسا وتعلقا إذا ما تخلى الأولياء عن هذه العادة، التي تعود سلبا على الطفل حيث يتبين له بعد ذلك أن ذهابه إلى المدرسة مقترن بمرافقة أوليائه، ونحن حاليا متفائلون بالمخطط الاستعجالي الذي وضعته الوزارة لمحاربة الظاهرة، حيث أنه إذا طبق بحذافيره وتجسّد على أرض الواقع في القريب العاجل، فإننا نستطيع القول بأن ظاهرة اختطاف الأطفال ستندثر وتختفي . محيط المدارس تحت مراقبة الشرطة والدرك وما منح الأولياء والمواطنين الثقة والاطمئنان أكثر، هو المخطط الأمني الذي هو ضمن مخطط السلطات والذي يتمثل في انتشار واسع لفرق الدرك الوطني والأمن الوطني والحماية المدنية بالمدارس، وذلك لتأمين المحيط المدرسي والمؤسسات التربوية ابتداء من انطلاق الموسم الدراسي ومراقبة الوافدين من الغرباء على المدارس وحظر التوقف العشوائي للسيارات أمام المدارس، لتسهيل عمليات المراقبة ولتخليص المحيط المدرسي من أي شبهات. من جهتها، تعمل مصالح الحماية المدنية على مرافقة المؤسسات التربوية وحماية المتمدرسين والطاقم الإداري، وذلك بالحرص على توفير أجهزة الإطفاء ومخارج النجدة ومنافذ التهوية اللازمة وكذا ممرات كافية لوصول الإسعاف في حال اقتضى الأمر لذلك، وما تعمل عليه الشرطة أيضا هو الحد من مخاطر حوادث المرور والتي عادة ما يتعرض لها الطفل أثناء توجهه إلى المدرسة أو العودة منها، كما تعمل على تقديم دروس على مدار السنة لصالح المتمدرسين لتوعيتهم بأهمية احترام قانون المرور وكذا الفطنة واليقظة. وليس بعيدا عما تقوم به الشرطة والحماية المدنية لتأمين المحيط المدرسي وحمايته من مخاطر الاختطافات، اتّخذت قيادة الدرك الوطني الترتيبات الأمنية الضرورية لضمان الأمن والهدوء العمومي للمواطنين وهي الإجراءات التي تقوم بها تحسبا للدخول المدرسي والتي ستطبّق على مستوى 48 ولاية من الوطن من خلال تعزيز الدوريات خاصة خلال الصبيحة والتي تصادف أوقات دخول وخروج التلاميذ، حيث سيقوم الدرك بتسهيل حركة المرور ووضع الأطفال بمنأى عن الاعتداءات كما ستكون فرق الدرك مستعدة للتدخل في أي وقت لصالح الأطفال المتمدرسين في إطار ردعي ووقائي، كما ستشرع فرق حماية الأحداث في تطبيق برامج اتصال وتحسيس لفائدة الأطفال المتمدرسين بهدف مكافحة اللاأمن عبر الطرقات والعنف في الوسط المدرسي والتسرب المدرسي، وسيتم تحقيق هذا بتظافر وتكاتف الجهود التي ستشارك فيها جميع الأطياف من المجتمع، على غرار جمعية أولياء التلاميذ والمجتمع المدني.