كشفت رئيسة وحدة التكفل بالمصابين بالهيموفيليا بالمركز الاستشفائي الجامعي حساني إسعد ببني مسوس، الدكتورة مريم عبد الصدوق، عن تحسين حالات المصابين بهذا الداء بعد إدراج العلاج المنزلي. وأكد ذات المختصة، خلال يوم دراسي جمع أكثر من 200 مختصا في أمراض الدم، أن إدراج العلاج المنزلي بعد ضمان تربية صحية حول كيفية استعمال حقن عوامل الدم لفائدة المصابين بالهيموفيليا ساعد على تحسين حالتهم الصحية من جهة، وعدم تعرضهم إلى التعقيدات الخطيرة التي عانوا منها فيما سبق. وذكرت المختصة من جهة أخرى، بالعلاج الذي يستعمله المصابون بالهيموفيليا والمتمثل في عوامل البلازمة والجزئيات المبتكرة المنبثقة عن البيوتكنولوجيا التي تم إدراجها بالجزائر منذ سنة 2006 وساهمت في تحسين صحة المصابين بعدما كانوا يموتون نتيجة تعقيدات المرض ونزيف المفاصل الذي يتعرضون له. وتعد الهيموفيليا مرضا وراثيا يصيب الذكور أكثر من الإناث خاصة إذا كان الوالدان حاملان لجينات المرض الذي يتسبّب في نزيف على مستوى المفاصل. ويلعب المختصون في أمراض الدم، حسبها، دورا أساسيا في تفادي هذه التعقيدات بفضل استعمال العلاج البروفلاكسي مبكّرا لدى الطفل أي بعد السنة الثانية أو الثالثة من عمره وهي الفترة التي يظهر فيها المرض من خلال معاناة المصاب من ألآم شديدة بالمفاصل نتيجة غياب عاملي الدم 8 و9. وترى الدكتورة عبد الصدوق، أن استعمال هذا العلاج الوقائي يساعد الطفل على عيش حياة عادية بما فيها مواصلة الدراسة. كما كشفت من جهة أخرى، عن إحصاء قرابة ال2500 مصاب عبر القطر يتلقون علاجهم بصفة منتظمة مجانا ويبقى المشكل المطروح، حسبها، بالنسبة للذين يقطنون في المناطق النائية. أما الخبيرة السويدية في أمراض الدم، الأستاذة أولة هيدنير، فقد عبّرت عن ارتياحها للتقدم المسجل في التكفل بالهيموفيليا خلال السنوات الأخيرة وذلك بفضل البحث العلمي والإبتكار المسجل في هذا المجال. وقد ساعد هذا الإبتكار، حسبها، في تمديد فعالية العلاج والتخفيض من عدد استعمال الحقن المضادة للنزيف مع تحسين نوعية حياة المصاب. وشدّدت من جهتها، الأستاذة كلار بوبلار من فرنسا، على ضرورة الاستعمال الأمثل للكشف البيولوجي عن الهيموفيليا الذي يحدّد نوعية المرض وعوامل الدم، التي يمكن استعمالها لتعويض النقص المسجل لدى المريض.