أثار قرار تعيين الأممالمتحدة، رئيس الوزراء الفلسطيني السابق، سلام فياض، مبعوثا للمنظمة الدولية إلى ليبيا، خلفا للألماني مارتن كوبلر اعتراض واشنطن، في وقت أدانت فيه السلطات الفلسطينية الموقف الأمريكي، واعتبرت انه تمييز صارخ. وإعترضت الولاياتالمتحدة على اختيار الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، لسلام فياض مبعوثا للمنظمة الدولية إلى ليبيا، خلفا لمارتن كوبلر، قائلة أنها لا تدعم مثل هذا الترشيح في الأممالمتحدة التي لا تمتلك فيه فلسطين عضوية كاملة. ولا تعترف بدولة فلسطين، حسبما جاء في بيان لمندوبتها لدى الأممالمتحدة. وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد أبلغ هذا الأسبوع مجلس الأمن الدولي عزمه تعيين فياض، خلفا لكوبلر، الذي يشغل هذا المنصب منذ نوفمبر 2015، وذلك للمساعدة في استئناف المحادثات شأن الاتفاق السياسي، وأمهل مجلس الأمن حتى مساء الجمعة الماضية من أجل دراسة اقتراحه. وكان من المرتقب أن يفصل مجلس الأمن الليلة الماضية بشأن هذا الاقتراح، غير أنه يبدو أن الولاياتالمتحدة اعترضت على هذا التعيين، مستعملة حق الفيتو، حسبما أعلنته الصحافة الامريكية. غوتيريس يدافع عن قرار التعيين والسلطة الفلسطينية تنتقد الموقف الأمريكي وأمام الموقف الامريكي الرافض لتعيين سلام فياض ممثلا خاصا جديدا للأمم المتحدة في ليبيا خلفا لمارتين كوبلر، دافع الأمين الاممي عن قراره في مذكرة وجهها للمراسلين، بأن اقتراح تعيين سلام فياض يرتكز فقط على خصاله الشخصية المعترف بها وكفاءته. وشدد الأمين، غوتيريس على أن موظفي الاممي المتحدة يعملون في إطار شخصي فقط ولا يمثلون أي حكومة وأي بلد، مجددا التزامه بتوظيف أشخاص مؤهلين ويحترمون التنوع الإقليمي. من جهة أخرى، أوضح الأمين الاممي أنه لا يوجد اي فلسطيني سبق وأن تولى منصب مسؤولية بالأممالمتحدة، مضيفا ان الامر يتعلق بوضع يعتبر الامين العام أنه من الضروري تصحيحه، مشيرا الى أن التعيينات في مناصب المسؤولية ترتكز على الاستحقاق الشخصي وكفاءات المترشحين المحتملين لمناصب خاصة. وحسب مصادر دبلوماسية، فان تسمية المسؤولين المرشحين لتولي مناصب بالامم المتحدة لا تتأكد حتى يتم صدور إعلان رسمي من مكتب الامين العام. من جهتها، أدانت أطراف فلسطينية ما وصفته بأنه تمييز صارخ لإعاقة الولاياتالمتحدة تعيين رئيس الوزراء الفلسطيني السابق سلام فياض مبعوثا للامم المتحدة في ليبيا. واعتبرت منظمة التحرير الفلسطينية التحرك الامريكي ضد تعيين فياض بأنه غير مقبول، حيث اكدت حنان عشراوي، عضوة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ان إعاقة تعيين سلام فياض هو حالة من التمييز الصارخ على أساس الهوية الوطنية. وعزت اطراف فلسطينية اخرى الرفض الامريكي لتعيين فياض الى حالة التطرف التي تنتهجها الإدارة الامريكية الجديدة في دعمها لاسرائيل. قرار التعيين وسط احتمالات بإدخال تعديلات على الاتفاق السياسي الليبي. يأتي قرار استخلاف الالماني مارتن كوبلر، في الوقت الذي تجري فيه محادثات من أجل تعديل الاتفاق السياسي الليبي الموقع بين الفرقاء الليبيين في ديسمبر 2015 بوساطة الأممالمتحدة، بهدف تجاوز الانسداد السياسي في ليبيا. وعشية الإعلان عن قرار التعيين، كان كوبلر قد تطرق خلال جلسة بمجلس الامن حول ليبيا، الى احتمال مراجعة الاتفاق السياسي الليبي خلال الأيام القليلة القادمة. وقال كوبلر، أن سنة 2017 من المفروض ان تكون سنة قرارات وتقدم سياسي، مشيرا الى وجود تطابق في وجهات النظر بين الليبيين حول تعديل الاتفاق. وإذ أشار الى بروز توافق إقليمي ودولي قريبا، أكد على ضرورة اتخاذ قرارات بشأن إدخال تعديلات على الاتفاق السياسي فقط قصد تمكين مجلس النواب بطبرق من الموافقة على حكومة الوفاق الوطني والتوصل الى تشكيل جيش وشرطة قويين. وفي ذات السياق، لفت كوبلر الى أن هذه التعديلات تم التطرق إليها خلال الاجتماعات الأخيرة المنعقدة حول ليبيا، موضحا أن المسائل المتعلقة بالقيادة العليا للجيش ودور الجنرال خليفة حفتر، وتشكيلة المجلس الرئاسي الليبي، شكلت أيضا محور هذه المحادثات. ويبقى الشارع الليبي في حالة توجس في أعقاب هذا القرار، حيث ترى الطبقة السياسية الليبية، ان بلدهم بحاجة الى توحيد الجهود للدفع الى حوار يجمع أبناء الوطن الواحد دون اي إقصاء لإخراج ليبيا من النفق الذي طال أمده. من هذا المنظور، تعمل الجزائر جاهدة من أجل التوصل الى حل سياسي للازمة الليبية، وما فتئت ان تدعم المسار السياسي في هذا البلد الجار، وتدعو الى تسوية سياسية شاملة تستجيب لتطلعات الشعب الليبي في السلم والأمن والاستقرار.