تم إبراز أهمية المحافظة على فسيفساء النظم الإيكولوجية الغابية والبحيرات والكثبان بالحظيرة الوطنية للقالة بالطارف، وذلك في ختام حملة تحسيسية حول حماية التنوع البيولوجي. وأوضح المدير العام للبيئة والتنمية المستدامة لدى وزارة الموارد المائية والبيئة، مسعود تباني، خلال حفل اختتام حملة تحسيسية من أجل حماية التنوع البيولوجي احتضنته مكتبة المطالعة العمومية لويس المسماة بلقاسم مبروكة ، أن الحظيرة الوطنية للقالة تمثل قيمة بيولوجية وإيكولوجية عالية في حوض البحر الأبيض المتوسط يجب حمايتها. وفي هذا السياق، أشار إلى أنه تم تنظيم سلسلة من الأنشطة التحسيسية منذ 2 فيفري الأخير (اليوم العالمي للمناطق الرطبة) و22 ماي (اليوم الدولي للتنوع البيولوجي)، وذلك بالتعاون مع الشريك الألماني بهدف إشراك وإدماج المواطنين للمحافظة عليها باعتبارها تنمية مستدامة لهذا الكنز الطبيعي. وذكر ذات المتحدث بهذه المناسبة بأن اليوم الدولي للتنوع البيولوجي يمثل عودة إلى تدعيم القدرات والعمل على الحد من الاعتداءات على التراث الطبيعي. واعتبر أن الوجهات السياحية في الدول تبقى مرتبطة ارتباطا وثيقا بالتنوع البيولوجي على غرار الحظائر والفضاءات المحمية والجبال والشواطئ والعادات والتقاليد والمناظر الطبيعية الخلابة، مضيفا بأن التنوع البيولوجي يعتبر مفتاحا أساسيا للسياحة. من جهتهما، ألح كل من رئيس ديوان الولاية رمضان لونيس والمدير المحلي للبيئة قويدر فرعون على العلاقة بين تنمية المنطقة والتنوع البيولوجي للحظيرة الوطنية للقالة، مشيرا إلى أنه تم منح أهمية خاصة إلى هذه الحظيرة لضمان تنميتها المستدامة وحسن تسيير تنوعها البيولوجي. وأكدا المتدخلان بأنه وفي إطار مشروع الحكامة البيئية والتنوع البيولوجي الذي تشرف عليه وزارة الموارد المائية والبيئة بالتعاون مع الشريك الألماني، فقد تم القيام بعديد العمليات والأنشطة مست مجموع 600 تلميذ تابعين إلى 30 مؤسسة تربوية، وذلك من أجل توعيتهم بثراء الحظيرة الوطنية للقالة. ومكنت ما لا يقل عن 60 خرجة إلى مختلف المواقع التابعة للحظيرة الوطنية للقالة للتلاميذ من اكتشاف هذا التراث ومدى أهمية إشراكهم في المحافظة عليه -حسبما أشارا إليه المتدخلان- اللذان ثمنا دور الأئمة الذين ساهموا في التوعية من أجل حماية أفضل للبيئة. وقد كانت المناسبة فرصة لزيارة عديد المواطنين لمعرض ضم مئات الملصقات أعدها مئات التلاميذ الذين شاركوا في مسابقة مخصصة للتنوع البيولوجي للقالة. وقد سلط هذا المعرض الضوء على تاريخ الحظيرة الوطنية للقالة منذ نشأتها وثرائها وتنوعها البيولوجي والحيوانات والنباتات التي تحتوي عليها، فضلا عن نظامها الإيكولوجي. وتميز حفل اختتام الحملة التحسيسية لحماية التنوع البيولوجي بتسليم شهادات تكوين لعدد من مربي النحل وأئمة وتلاميذ مشاركين.