أحيت ولاية تيسمسيلت الذكرى السادسة والخمسين لاستشهاد العقيد الجيلالي بونعامة، المدعو سي امحمد، قائد الولاية الرابعة التاريخية خلال الثورة التحريرية المجيدة. وتميزت مراسم إحياء الذكرى التي احتضنتها بلدية برج بونعامة مسقط رأس الشهيد بحضور السلطات الولائية ومجاهدين قدموا من عدة ولايات برفع العلم الوطني والاستماع إلى النشيط الوطني وتلاوة فاتحة القرآن الكريم ترحما على أرواح الشهداء الطاهرة ووضع باقة من الزهور بالنصب التذكاري لمقبرة عين بعلاش . وتم بالمناسبة، تكريم عائلة الشهيد العقيد الجيلالي بونعامة وعدد من المجاهدين وتلاميذ نجباء في مختلف الأطوار التعليمية. وأبرز الأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين، الحاج رضوان، خلال ندوة تاريخية انتظمت بالمناسبة، بأن حنكة سي امحمد بونعامة مكنته من تنظيم عسكري وسياسي محكم للولاية الرابعة التاريخية مما ساهم في تحقيق انتصارات عديدة ضد الجيش الاستعماري بمنطقة الونشريس. ومن جهته، أشار نائب رئيس مؤسسة ذاكرة الولاية الرابعة التاريخية، بوقادوم بغانم، إلى أن الشهيد كان يمتاز بشخصية قيادية ذكية وبحنكته العسكرية والسياسية، مضيفا بأن الشهيد بونعامة كان المحرك والمخطط لمظاهرات 11 ديسمبر 1960، كما دعا بوقادوم وزارتي المجاهدين والثقافة لإنجاز فيلم يؤرخ للسيرة النضالية لهذا الشهيد. للإشارة، انتظمت ببلدية برج بونعامة عديد النشاطات بالمناسبة منها أمسية شعرية وتقديم عرض مسرحي بعنوان صرخة أطفال ، فضلا عن اختتام دورة في كرة القدم. وللتذكير، ولد الجيلالي بونعامة في عام 1926 بدوار بني هندل بالبلدية التي تحمل حاليا اسمه وقد انخرط في حركة انتصار الحريات الديمقراطية سنة 1946. وفي 1951، نظم إضرابا لعمال المناجم لبوقايد التي كان يعمل بها دام خمسة أشهر وكان له صدى كبيرا حتى في فرنسا. وقد شارك في التحضير للثورة التحريرية بمنطقة الونشريس والشلف تحت إشراف سويداني بوجمعة. وبعد اندلاع الكفاح المسلح اعتقل من طرف المستعمر ليطلق سراحه في أواخر 1955 وتفرض عليه الإقامة الجبرية بوهران، قبل أن يتمكن من الفرار. وخطط الشهيد وشارك في العديد من العمليات العسكرية ليتولى قيادة الولاية الرابعة التاريخية عقب استشهاد العقيد سي امحمد بوقرة. وقد سقط في ميدان الشرف مع أربعة من رفقائه في 8 أوت بمركز القيادة بمدينة البليدة في معركة غير متكافئة مع قوات المستعمر وبعد استماتة بطولية.