اتهم وزير الشؤون الدينية والاوقاف، محمد عيسى، السلفيين المهاجمين لطائفة التصوف بمخالفة علماء السلف، مستشهدا في السياق بمجموعة فتاوى لشيخ الاسلام الامام ابن تيمية أشاد فيها بإمام طائفة التصوف الجنيد رضي الله عنه. وقال الوزير في منشور على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي فايس بوك ، أمس، أنه لاحظ في تعليقات رواد الفايس بوك ، على منشوراته، هجوم الطائفة السلفية، على طائفة التصوُّف، وكأن منهجهم ضلال مبين. ودافع محمد عيسى على طائفة التصوّف، بالقول: أن مهاجمتها، هو مخالفة لمنهج علماء السلف . واستدل الوزير في السياق، بمجموعة فتاوي للإمام إبن تيمية، الذي أشاد بإمام التصوّف، الجنيد رضي الله عنه سيد الطائفة. وقال وزير الشؤون الدينية أن طائفة التصوف إمام الهدى، ومرجع من مرجعيات تدين أسلافنا العلماء. وليست هذه المرة الاولى التي يتوجه فيها محمد عيسى بسهام الانتقاد للتيار السلفي في الجزائر، بحيث سبق له الرد عليهم في اكثر من خرجة اعلامية إلى درجة ان جعلت بعض المراقبين يصفونه بالخصم الشرس للسلفيين. لكن عددا من المراقبين رصدوا في الأشهر الاخيرة ما يشبه هدنة بين المسؤول الاول عن القطاع الديني في الجزائر وشيوخ السلفية، واستدلوا بتعازيه التي وجهها لأول مرة إلى إمام مسجد عقبة بن نافع بعين النعجة، الشيخ عز الدين رمضاني، الذي فقد والده. ونشر الوزير منشورا على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي الفايس بوك ، يقدم فيه التعازي للشيخ، عز الدين رمضاني الذي يعتبر من أبرز مشايخ التيار السلفي في الجزائر، باسمه الخاص وباسم كافة منتسبي قطاع الشؤون الدينية والأوقاف. هذه الهدنة بين الوزارة والسلفيين سرعان ما تم خرقها مطلع العام الجاري بفعل تبعات معارضة أئمة ودعاة ومشايخ السلفية بالجزائر لقرار الوزارة ورفض الأخذ به والعمل عليه، فيما يخص تكريس عيد يناير في خطب الجمعة كما سبق وفعلوه مع عدة دعوات وتعليمات وجهتها الوصاية للأئمة في إطار الالتزام بالمرجع الوطني. ورد الوزير عيسى سريعا من خلال اعهده بكف يد الشيخ محمد المدخلي عن الجزائر، هذا الاخير اصدر رسالة لمن وصفهم أتباع المنهج السلفي في الجزائر، زكى فيها كلا من الشيخ فركوس وجمعة و سنيقرة ممثلين للتيار السلفي في بلادنا، هذه الرسالة اعتبرها الدكتور محمد عيسى مساسا بالمرجعية الدينية الجزائرية، مبديا رفضه المطلق لأن تكون أي جهة وكيلة على تدين الجزائريين غير أبنائها وعلمائها، فيما اعتبر أن الجزائريين وحدهم من يسيرون الشأن الديني في البلاد.