نفذ، أمس، الأطباء المقيمون على مستوى ومختلف ولايات الوطن تهديداتهم لوزارتي التعليم العالي والصحة المتعلقة بمقاطعة امتحان نهاية التخصص الذي شرع في إجراءه أمس على مستوى كليات الطب عبر كامل التراب الوطني، وتعتبر هذه الدورة الثانية من الامتحانات النهائية للتخصص DEMS التي تم مقاطعتها وذلك بعد مقاطعتهم الدورة الأولى شهر جانفي الماضي في إطار إضرابهم المفتوح الذي يتم شهره الرابع. وفي هذا السياق، قاطع طلبة المقيمين تخصص طب العيون امتحانهم النهائي الذي أقيم على مستوى كلية الطب ببن عكنون في العاصمة، بمشاركة 71 طبيبا من مختلف كليات الطب عبر الوطن وسط إجراءات أمنية مشددة منعت وصول الأطباء غير المعنيين بالامتحان، الذين كان يخططون للقيام بوقفة سلمية داخل الكلية مساندة لزملائهم. وقام أعضاء اللجنة المشرفة على إجراء ومراقبة امتحان طب العيون بحضور عميد الكلية بالمناداة للتأكد من الحضور وذلك لاتخاذ القرارات ضد المقاطعين الذين تمسكوا بالإضراب الذي تشنه التنسيقية المستقلة لهذا السلك منذ 14 نوفمبر 2017. وفي السياق، أعلن عميد كلية الطب للجزائر العاصمة، صلاح الدين بن ديب، أنه لن يتم تحديد تاريخ آخر لنيل شهادة الطب المتخصصة بعدما قرر الأطباء المقيمون مقاطعة هذه الامتحانات، واصفا مواصلة هذا السلك للإضراب بالفشل الدراسي والتخلي عن العمل، مؤكدا أن السنة البيضاء التي أعلنت عنها التنسيقية ليست من صلاحيات هذه الأخيرة وأن مثل هذا القرار يعود إلى اللجان البيداغوجية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مشيرا إلى أنه ستتخذ إجراءات تجاه هؤلاء المقاطعين للامتحان. وأعلن ذات المسؤول أن طلبة بعض التخصصات كجراحة الأسنان والصيدلة قرروا إجراء هذه الامتحانات في موعدها المحدد. من جهتها، نددت التنسيقية المستقلة للأطباء المقيمين في بيان لها، بما وصفته الاعتداءات التي تعرض لها الأطباء المقيمين من طرف عناصر الأمن، التي منعت دخولهم إلى كلية الطب، واعتقلت عدد منهم واقتادتهم إلى مراكز الشرطة على مستوى بلدية بن عكنون والدرارية والشراڤة وزرالدة. ويأتي رد فعل الأطباء المقيمين ومقاطعتهم لامتحان نهاية التخصص ردا على تصريحات وزير التعليم العالي والبحث العلمي، طاهر حجار، السبت الماضي، التي حمل من خلالها كامل المسؤولية للأطباء المقيمين الذين يتخلون عن إجراء امتحان نهاية التخصص، مشيرا إلى أن هذا الأمر سيؤثر على مستقبلهم. من جهة أخرى، منعت عناصر الأمن الأطباء المقيمين على مستوى مستشفى مصطفى باشا ، من الخروج في مسيرة احتجاجية في العاصمة، مساندة لزملائهم بكلية طب العيون ببن عكنون. وجاء تصعيد الأطباء المقيمين، حسب ما صرح به عضو التنسيقية الوطنية للأطباء المقيمين، الخير عطية، بعد تعرض قرابة مئة طبيب إلى الاعتقال، ومنعهم من الالتحاق بكلية الطب ببن عكنون لمساندة زملائهم المعنيين باجتياز امتحان التخصص في طب العيون.