شنت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين هجوما معاكسا على شيخ السلفية في الجزائر، الدكتور علي فركوس، بعد الرسالة التي بين فيها مذهب أهل السنة والجماعة، وتحدث عن عدم انتماء الصوفية والأشاعرة والإخوان وجماعة الدعوة والتبليغ وكذا السلفيين المزيفين كما أسماهم لهذا المذهب. وقال نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين، الدكتور عمار طالبي، في مقال نشر في العدد الاخير من مجلة البصائر ، إن مذهب أهل السنة لا ينتسب إليه أهل الفتن والتفريق بين المسلمين، في إشارة واضحة إلى الشيخ فركوس الذي خلف موجة جدل بسبب رسالته الشهرية الاخيرة. وأضاف الدكتور طالبي في مقاله: نقرأ هذه الأيام مقالة لبعضهم ممن يزعم أنه من أهل السنة دون غيره، يثير الفتنة، وتضليل المسلمين وتبديعهم، وحشرهم في أهل الأهواء والبدع، يرجع إلى افتراق المسلمين في التاريخ البعيد، ويحيي شعارات مصطنعة، فهل يوجد اصطلاح أهل السنة والجماعة في عهد الرسول، صلى الله عليه وسلم، إنما صيغ عقب الفتنة الكبرى التي مضت الأمة التي عاشتها وخلت، ويأتي الآن بعض مثيري الانقسام في الأمة، وإحياء التفريق القديم، فعامة الناس اليوم لا يعرف إلا أنه مسلم يؤمن بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر ولا يدري أنه أشعري ولا ماتريدي ولا أنه من أهل السنة والجماعة، ويكتفي بذلك، وبعض هؤلاء يقتصر على المؤلفات القديمة التي فيها ما فيها من التنابز والتبديع والتكفير ويحييها كأنه يعيش في القرن الثالث وما بعده إلى القرن السابع والثامن وما ينازع به ابن تيمية رحمه الله وغيره، وابن حزم من الهجوم على كل فرق المسلمين، بحدة تخرج أحيانا عن أدب الخلاف ، على حد تعبيره. واعتبر نائب رئيس الجمعية التي اسسها الشيخ عبد الحمدي ابن باديس، إن هذا الكلام العام المثير للفتنة بين المسلمين من جديد، والذهاب إلى تضليل بعضهم لبعض، والتبديع الذي يؤدي ببعضهم إلى التكفير الذي يعاني العالم الإسلامي اليوم منه ما يعاني، وما داعش وقبلها القاعدة إلا من هذه العقلية العمياء، فيأتي صاحب هذا الكلام فيحيي النزاع والتبديع، والتضليل في عصر تتحد فيه الأمم، وتتسامح المذاهب، وتراعي المشترك وما اتفق عليه وهو الأكثر والأعم ويعذر بعضها بعضا فيما اختلفوا فيه. وأضاف طالبي في مقاله المنشور بمجلة البصائر ، التي تعتبر لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، إن كلام الشيخ فركوس يعود بنا إلى القرون الخالية، وإحياء النزاع بين الفرق الإسلامية التي انقرض أغلبها فلا وجود للجهمية مثلا الآن وتذكر كأنها حية تنازعهم، والمسلمون اليوم لا يفرقون بين أشعري وماتريدي، ولا بين معتزلي وغيرهم، اختفى هذا النزاع إلا في عقول من يقرأ الكتب القديمة بدون فهم للظروف التي أدت إلى ذلك وذهبت، ولا فهم لما يجري اليوم في العالم من اتحاد غيرنا، وتفرقنا، على حد وصفه. وذهب الدكتور طالبي ابعد من ذلك في الرد على الرسالة الشهرية للشيخ فركوس، حينما قال: إن ما نعانيه اليوم دون غيرنا سببه هؤلاء الذين يغلقون عقولهم على ما مضى ويعيدونه ويحيونه ويتعصبون له تعصبا أعمى، ويذهبون إلى تدين بليد كما يقول محمد الغزالي، رحمه الله، بذهنية حرفية ظاهرية . واضاف: إن هذا النوع من التجمد على النصوص القديمة المتنازعة المتخاصمة لا يؤدي إلا إلى التشتت والانقسام، وانفصام الوحدة بين الأمة الإسلامية التي أمر الله بوحدتها في دينها ووجهتها . وعاد نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين ليقول إن كلام الشيخ هذا لمنكر لا يجوز السكوت عليه، لأنه لا عاقبة له إلا الفرقة بين المسلمين في عصر ندعو فيه إلى الوحدة. ونحن نبرأ من الدعوة إلى الولاء والبراء بين المسلمين فالولاء للمسلمين جميعا والبراء من أعدائهم ومن يدعو إلى تفرقهم. وأعلنت طوال هذا الاسبوع نخب سياسية ودينية في الجزائر، عن رفضها بشدّة، البيان الذي أصدره زعيم تيار السلفية في الجزائر، علي فركوس، الذي اعتبر فيه أن الجماعات الدينية الأخرى كالأشعرية والإخوان والإباضية ليست من أهل السنة، ورأت أنه يثير فتنة بغيضة، متسائلة عن الجهة التي تقف وراءه.