كشفت وزارة الدفاع الروسية، أن سلاح الجو الإسرائيلي هو من قام بقصف قاعدة تيفور العسكرية شرقي محافظة حمص في سوريا، وذلك عبر المجال الجوي اللبناني. وجاء في بيان نشرته الوزارة أنه يوم الاثنين 9 أفريل، في تمام الساعة 3:25 فجرا وحتى الساعة 3:53، قامت مقاتلتان حربيتان من طراز F-15 ، تابعتان لسلاح الجو الإسرائيلي، بقصف قاعدة تيفور العسكرية السورية شرقي محافظة حمص ب8 صورايخ جو -أرض، من دون أن تدخل في المجال الجوي السوري وهي فوق الأراضي اللبنانية. وأضاف البيان أن قوات الدفاع الجوي التابعة للجيش السوري قامت بتدمير 5 صواريخ من أصل ثمانية، مشيرا إلى أن الصواريخ الثلاثة الباقية التي لم يتم تدميرها بوسائل الدفاع الجوي السورية، سقطت في الجزء الغربي من قاعدة تيفور العسكرية. وكانت وسائل إعلام سورية رسمية أعلنت فجر الاثنين عن سقوط قتلى وجرحى جراء تعرض قاعدة تيفور الجوية قرب حمص لهجوم صاروخي لم تحدد مصدره مرجحة أنه أمريكي. من جهته، نفى البنتاغون مباشرة تنفيذه ضربات جوية في سوريا. وقال البنتاغون في بيان: في الوقت الراهن، لا تنفذ وزارة الدفاع ضربات جوية في سوريا.. لكننا نواصل متابعة الوضع عن كثب وندعم الجهود الدبلوماسية الحالية لمحاسبة المسؤولين عن استخدام أسلحة كيميائية في سوريا . وكانت متحدثة في المكتب الإعلامي للجيش الإسرائيلي قد امتنعت عن التعليق على القصف الذي استهدف مطار تيفور العسكري السوري في ريف حمص. يشار إلى أن قاعدة تيفور T4 العسكرية أو مطار التياس ، كما هو متعارف عليه محليا، تعرضت لقصف من قبل سلاح الجو الإسرائيلي في شهر فيفري الماضي، ردا على اختراق طائرة إيرانية بلا طيار الأجواء الإسرائيلية، أطلقت من هذه القاعدة حسبما أعلن الجيش الإسرائيلي حينها. معادلة معقدة قد يكون هذا الهجوم جزءا من الجهود الإسرائيلية المطردة لاحتواء الدور العسكري الذي تبنيه إيران في سوريا، واعتراض تجهيز صواريخ إيرانية متقدمة إلى حليفها حزب الله الشيعي. بيد أن أي عملية إسرائيلية ستكون مراقبة عن كثب من رادارات الدفاعات الجوية الروسية في سوريا، وثمة أيضا خط هاتفي ساخن بين الإسرائيلين وقيادات العمليات الروسية في سوريا. ولم تقم روسيا حتى الآن بأي شيء لاعتراض العمليات الجوية الإسرائيلية. لكن وجود الدفاعات الجوية الروسية في سوريا يعقد المعادلة بالتأكيد، في وقت تفكر فيه حكومات غربية في الرد على الهجوم الكيماوي الأخير. هل هناك صلة للقصف بالهجوم في دوما؟ تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، في بيان مشترك، برد فعل قوي ومشترك على الهجوم الكيماوي المزعوم. بيد أن مسؤولين أمريكيين نفوا شن بلادهم ضربة صاروخية ضد سوريا ليلة الأحد. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون في بيان إنها لا تنفذ قصفا جويا في سوريا في الوقت الراهن. وأضافت: إلا أننا نواصل مراقبة الوضع عن كثب، وندعم الجهود الدبلوماسية الجارية لمحاسبة أولئك الذين يستخدمون الأسلحة الكيماوية في سوريا . وأصدرت فرنسا نفيا مماثلا. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية في البداية عن الضربة الصاروخية على قاعدة تيفور بأنه يشتبه بأنه هجوم أمريكي، بيد أنها حذفت لاحقا أي اشارة إلى مسؤولية الولاياتالمتحدة عنها. وفي أفريل 2017، أطلقت الولاياتالمتحدة 59 صاروخ كروز من نوع توماهوك على قاعدة الشعيرات الجوية في سوريا ردا على ما قالت إنه هجوم بالأسلحة الكيماوية على بلدة خان شيخون الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية. اجتماع مجلس الأمن وعلى الصعيد الدبلوماسي، اجتمع مجلس الأمن الدولي امس لبحث طلبين متنافسين من روسياوالولاياتالمتحدة في أعقاب ما وصف بأنه هجوم كيماوي مميت في سوريا. وأوضح دبلوماسيون أن روسيا دعت الأحد لعقد اجتماع للمجلس لبحث تهديدات دولية للسلم والأمن، على الرغم من أن الموضوع المطروح للنقاش لم يتضح على الفور. وربط البعض بين الطلب الروسي وتهديدات الرئيس الأمريكي بأنه سيكون هناك ثمن باهظ لما سماه الهجوم الكيماوي في سوريا. وبعد دقيقة واحدة من الطلب الروسي دعت بريطانياوفرنساوالولاياتالمتحدة وبولندا وهولندا والسويد والكويت وبيرو وساحل العاج لعقد جلسة للمجلس لبحث هجوم بأسلحة كيماوية في سوريا. وأشار دبلوماسيون إلى أنه اُتفق في وقت متأخر الأحد على عقد اجتماع واحد امس لمناقشة الطلبين معا. طائرة إسرائيلية حلقت فوق لبنان أفادت قناة الميادين بأن طائرة استطلاع إسرائيلية حلقت في الأجواء اللبنانية في الوقت الذي تعرضت فيه قاعدة T-4 (تيفور) العسكرية السورية الواقعة شرق محافظة حمص لقصف بالصواريخ. ونقلت القناة عن مصادرها امس: أثناء قصف قاعدة T-4 في حمص كانت طائرة استكشاف إسرائيلية في الأجواء . من جهتها، رفضت إسرائيل التعليق على الأنباء حول ضرب هذه القاعدة العسكرية السورية، التي كانت قد استهدفتها بغارات سابقا. وقالت موظفة في المركز الصحفي للجيش الإسرائيلي: لا نعلق على ذلك . وفي وقت لاحق، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن الجهة التي قامت بقصف مطار تيفور هي إسرائيل بواسطة مقاتلتين من طراز F-15 أطلقتا 8 صواريخ نحو القاعدة من المجال الجوي اللبناني، تم إسقاط 5 منها بواسطة الدفاعات الجوية السورية. وكانت وكالة سانا قد أفادت بأن قاعدة T-4 العسكرية السورية تعرضت للقصف الصاروخي، ولم تستعبد احتمال وقوف الولاياتالمتحدة وراء القصف. من جهتها، قالت قناة الميادين إن الصواريخ التي سقطت على القاعدة أطلقت من جهة البحر المتوسط، عبر الأجواء اللبنانية.