الجزائر - انجلترا الخضر أمام حتمية الانتصار أو العودة إلى الديار يتجدد موعد "الخضر" عشية الغد مع المنافسة من خلال تنشيطهم لثاني لقاء في المونديال لحساب المجموعة الثالثة. لقاء صعب، هام ومصيري ليس لأن المنافس اسمه انجلترا وأحد المرشحين للصعود على منصة التتويج يوم 11 جويلية القادم، بل لأنه ليس أمام الشيخ سعدان وكتيبته من خيار سوى رفع التحدي والانتصار، أو حزم الحقائب ومغادرة بلد العم مانديلا للعودة إلى الديار. وإذا كان مطمور وبقية الزملاء عازمون على استدراك تعثرهم في الخرجة الأولى أمام منتخب سلوفيني كان في المتناول، فإن ترجمة هذه الرغبة ميدانيا تبقى مرهونة بخيارات الشيخ سعدان الذي بالغ في الحذر في اللقاء الأول، الشيء الذي أعطى الانطباع- حسب المختصين- بأن آلة "الخضر" كانت مفرملة. انتقادات جعلت الشيخ يراجع حساباته قبل مواجهة الانجليز، حيث ركز في التدريبات الأخيرة على القاطرة الأمامية التي ظلت تعاني العقم منذ لقاء ربع نهائي "كان أنغولا" أين سجل المنتخب 3 أهداف في شباك فيلة كوت ديفوار، هذا إذا استثنينا هدف زياني من ضربة جزاء في اللقاء الودي أمام الإمارات بألمانيا. الشيخ قد يعتمد لأول مرة على مهاجمين صريحين كريم مطمور الذي عودنا على الانطلاق من الخلف وقوة الاختراق والقذف، كما سيكون إلى جانبه الوافد الجديد الشاب رياض بودبوز الذي يتمتع بإمكانيات فنية كبيرة، ناهيك عن القوة والدقة عند تنفيذ الكرات الثابتة. وبالنظر لاعتماد أشبال كابيلو على القوة البدنية بالدرجة الأولى، فقد يعتمد الشيخ على الثلاثي عنتر، حليش و"الماجيك" في الدفاع، إلى جانب بلحاج ويبدة اللذين يعرفان جيدا طريقة لعب الانجليز، وقد يقحم إلى جانبهما عدلان قديورة لاعب والفر هابتون الذي يتميز بالبنية المورفولوجية القوية والاسترجاع، ناهيك عن مشاركته في الهجومات الخاطفة، وهي الأوراق التي سيراهن عليها الشيخ لضرب عصفورين بحجر. الحد من خطورة وسط ميدان وهجوم الانجليز و الوصول إلى هز مرمى غرين الذي يصر كابيلو على الإبقاء عليه كحارس أساسي، رغم الخطأ الجسيم الذي حرم فريقه من نقاط الفوز أمام أمريكا، وهي المهمة التي ستوكل- حسب رسومات الشيخ- إلى كريم مطمور الذي سيخلف زميله جبور الذي سيكون في دكة الاحتياط، بمساعدة بودبوز الذي طالب الجميع بضرورة إقحامه بمن فيهم مساعدو سعدان.الناخب الوطني- الذي استعاد تفاؤله بعدما كان في قمة التشاؤم- يدرك جيدا صعوبة المهمة أمام منتخب انجليزي- قال عنه- بأنه لا يحتاج إلى التجسس عليه، أو دراسة طريقة لعبه بالنظر إلى قيمة لاعبيه القادرين على صنع الفارق في أية لحظة، وعليه أكد على ضرورة عدم المبالغة في اللعب الهجومي، حتى لا يترك المساحات للسريع روني والقائد جيرارد والعائد باري غاريت. من جهته لم يفقد التقني الإيطالي فابيو كابيلو الأمل في منتخب الأسود الثلاثة رغم خيبة أمل المباراة الأولى، مؤكدا على ضرورة الاستدراك في مباراة الغد أمام "الخضر"، حيث أصر على إقحام الحارس غرين رغم الانتقادات والضغوطات، بالإضافة إلى آشلي كول وروني رغم الإصابة، وكذا العائد من الإصابة والغائب عن اللقاء الأول وسط الميدان باري غاريت، والذي ترى فيه المملكة العظمى المنقذ.ابيلو قال في آخر تصريحاته للصحافة الانجليزية: "أحترم المنتخب الجزائري لكنني سأفوز عليه بسهولة نظرا لثقل دفاعه وعقم خط هجومه".ثل هذه التصريحات قد تدخل في إطار الحرب النفسية، لكن ما هو أكيد أن هذه المباراة المصيرية بالنسبة للفريقين ستحسم فوق الميدان خلال التسعين دقيقة، وليس في الكواليس أو الندوات الصحفية.